استيقظ ياغيز من نومه بعد ساعتين..فتح عيونه على مهل..ثم نهض و نظر من النافذة و هو يمنّي النفس بأن يجد يخت هزان هناك..لكنها لم تكن قد عادت بعد من رحلتها البحرية مع صرب و بتول..تأفف ياغيز بضيق و نزع عنه ثيابه و دخل الى الحمام..تحت مرش المياه الباردة..راح يحدث نفسه قائلا"مالذي أصابني؟ هل فقدت صوابي؟ ما هذه التصرفات الطفولية التي أقوم بها؟ ما هذه المشاعر الغريبة التي أشعر بها؟ لماذا يؤثر فيّ غيابها الى هذه الدرجة؟ لماذا أريد أن أراها؟ لماذا أشتاق اليها و أحزن عندما تغيب عن عيوني؟ ماذا يسمّى هذا؟ هل هو اندفاع؟ مراهقة متأخرة؟ جنون؟رغبة؟ هراء؟ إعجاب مبالغ فيه؟ أو ربّما يكون..حُبّا؟ ماذا؟ حُبّ؟ كيف ذلك و أنا أحب خطيبتي..لقد عدت من مصر لأجلها..و تخليت عن وظيفة الأحلام لكي لا أخسرها؟ أيعقل أن أكون قد توقفت عن حبها؟ أيعقل أن تكون هزان قد نجحت في احتلال عقلي و قلبي بهذه السهولة؟ متى كنت رجلا ضعيف الإرادة هكذا؟ متى كنت رجلا يقع في شباك الإغراء بهذه السهولة؟ لم يسبق لإمرأة أن نجحت في لفت انتباهي رغم كل محاولاتها و تصرفاتها الجريئة..لم يسبق لي أن فكرت مجرد تفكير في إمرأة أخرى غير إيلا..لم يسبق لي أن شعرت بما أشعر به تجاه هزان..مشدود أنا اليها دون وعي أو تعقل..مسحور بكل تفصيلة من تفاصيلها..أشتاقها بمجرد أن تغيب عن ناظريّ..أفشل في السيطرة على نفسي عندما تكون أمامي..أجد يدي تتمرد على أوامر عقلي لكي تلامسها و تتحسس بشرتها..قلبي يرتعش و يجن جنونه عندما تكون قريبة مني..أنفاسي تتهدّج و الدماء تغلي في عروقي عندما تداعب رائحة عطرها أو شعرها أنفي..شفاهي تتوق لتذوق رحيق شفتيها الساحر دون اكتفاء و كأنه خمر معتّقة كلما ارتشفت منها ازددت رغبة فيها..أغار عليها من كل من يقترب منها حتى و ان كان مجرد صديق أو رفيق..أريد لذلك الوقت الذي تقضيه معه و يراها فيه و يستمتع فيه بصحبتها و بصوتها و بضحكتها أن يكون لي و معي أنا دون سواي..أريد أن أشاركها لحظات حزني و فرحي..أريد أن أقترب منها أكثر و أكثر..أريدها أن تكون أمام عيني طوال الوقت..أريد أن أحطم كل الحواجز التي تمنعني عنها لكي تكون لي و أكون لها..فماذا يسمى هذا؟" فتح ياغيز عيونه على اتساعهما و هو يجيب نفسه على هذه الأسئلة المؤرقة و المتعبة التي لم يتوقف عن طرحها على نفسه منذ مدة.. إنه واقع في حبها..نعم..واقع في حب طالبته..في حب هزان..ليس الأمر بالنسبة اليه مجرّد رغبة أو هوس سينقضي بمجرد أن يحصل عليها..ليست مشاعره ناحيتها بهذه التفاهة و الإسفاف..مشاعره نحوها ترتقي الى درجة العشق الجارف الذي يغرق فيه رويدا رويدا و دون أية قدرة على المقاومة و النجاة..
أنت تقرأ
الجريئة
Romanceهناك خيط رفيع بين الجرأة و الوقاحة..بين التحلي بشيء من الإندفاع و الجسارة للحصول على ما نريده..و بين الضرب بكل القيم و المبادئ و الالتزامات عرض الحائط لمجرد ارضاء غرور أو اثبات شيء ما..و قد تتداخل الأمور أحيانا لكي تتشابه الجرأة و الوقاحة من أجل تحق...