هناك خيط رفيع بين الجرأة و الوقاحة..بين التحلي بشيء من الإندفاع و الجسارة للحصول على ما نريده..و بين الضرب بكل القيم و المبادئ و الالتزامات عرض الحائط لمجرد ارضاء غرور أو اثبات شيء ما..و قد تتداخل الأمور أحيانا لكي تتشابه الجرأة و الوقاحة من أجل تحق...
..كان ياغيز طوال الطريق صامتا على غير عادته..قالت ايلا" ياغيز..حبيبي..مالأمر؟ لماذا انت صامت و غاضب هكذا؟" رد ببرود" لاشيء..لا تقلقي..بعض المشاكل في العمل لا غير" قطبت إيلا جبينها و قالت بحزن" لم أتوقع أن تستقبل عودتي بهذا البرود..لقد فاجئتني صراحة..هلا أخبرتني ياغيز..ماذا يحدث؟ هل هذا بسبب تلك الطالبة؟" اجاب بعصبية" و ما علاقة هزان؟ انا لست غاضبا..انا متعب قليلا" قالت" يومان غبتهما عنك تخيلت انني عندما أعود بعدهما ستكون سعيدا برؤيتي و لن تهتم لأحد غيري..لكن" قاطعها" ايلا..حياتي..لو سمحت..انا لا أرى غيرك و لا يعنيني غيرك ذاتا..اطمئني..هو بعض التعب و الارهاق فقط..لا تقلقي..أنا سعيد جدا بعودتك..و اشتقت اليك كثيرا..و لم يحدث أي شيء يستوجب قلقك هذا..اهدئي حبي" ثم ربت على يدها و واصل القيادة بينما تابعت هي تأمله في صمت و كأن احساسا داخليا يحدثها بأنه يخفي أمرا ما..كما تفعل هي أيضا مع الأسف..بعد دقائق..وصلا الى اليخت فأخذ حقيبتها و ادخلها..بقيت تنظر اليه في الداخل..كان يشغل نفسه عنها بترتيب اليخت..و في الواقع كان يحاول ان ينفس عن غضبه و يطفئ نار غيرته على هزان..حاول الهاء نفسه لكي يستطيع مجاراة ايلا في حديثها و عواطفها ..قالت بنفاذ صبر" اييي..ألم تنهي اعمالك المنزلية؟" التفت اليها و ابتسم " حسنا حياتي..لا تغضبي..لقد أنهيت" اقتربت منه و عانقته..هم بتقبيلها لكنه سمع ضجة أجبرته على الابتعاد ..قال" ماهذه الاصوات؟" و صعد الى السطح..على اليخت المجاور كانت هزان ..بتول و صرب و اصدقاءهما يرقصون على ايقاع موسيقى صاخبة ..ظهر الانزعاج واضحا على ملامح وجهه فقالت ايلا" انها حفلة شباب..لن نستطيع أن نأخذ راحتنا هنا..ما رأيك أن نذهب الى شقتي و نبقى هناك هذه الليلة؟" رد" لا..لن اترك يختي من أجل حفلتهم السخيفة..ثم ..ليس من حقهم ان يرفعوا الصوت الى هذه الدرجة" تحرك مبتعدا فسألت" ياغيز ..إلى أين تذهب؟" قال" سأعلمهم الادب و أعود" ..انهارت ايلا جالسة على المقعد ..لا تكاد تصدق ان هذا هو ياغيز الذي تعرفه..كانت تظن انه لن يهتم بشيء و لا بأحد غيرها لكنها رجحت أنه منزعج من العمل و زاد حفل الشباب من انزعاجه..صعد ياغيز الى اليخت و نظر الى الشباب و البنات المنتشرين هنا و هناك ..بحث بعينيه عنها ..كانت تقف مع صرب و تلوث وجهه بقطعة مرطبات..نادى" هزان" التفتت اليه و أسرعت نحوه..قالت" مرحبا أستاذي" تأملها لوهلة من رأسها الى أخمص قدميها..كانت قد غيرت ملابسها و ارتدت فستانا أسودا قصيرا وجمعت شعرها كله الى الأعلى..
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
سحبها من يدها و نزل بها الى الاسفل..آلمها ضغطه على ذراعها بأصابعه فسألت" ماذا حدث أستاذ؟ لماذا أنت غاضب هكذا؟" ترك ذراعها و قال" ألا تحترمون أحدا؟ أليس هنالك حدود لاستهتاركم؟" نظراته الغاضبة أرعبتها فأجابت بصوت مرتعش" عفوا أستاذ..اعذرني..لم أفهم..بماذا أخطأنا ؟" قال" ألا تظنين ان اقامة حفلة هنا على اليخت يزعج الاخرين؟ " قالت" آسفة أستاذي..لم أتعمد ذلك..لقد اردت فقط ان احتفل ب" جذبها بعنف نحوه و قال" و هل هذه اول مرة تتحصلين فيها على العلامة الكاملة في امتحان؟ " قالت و هي تبعد نظرها عنه" لا..في الواقع..ليس الامتحان فقط..انه صرب" تكلم من بين اسنانه و سأل" ومن يكون هذا صرب؟" أجابت " انه أخ صديقتي بتول و صديق طفولتي" قال" فقط؟" استغربت سؤاله فتحدته قائلة" انه أمر يعنيني وحدي..هذه حياتي انا" اجابتها استفزته و أشعلت نيرانه فقربها أكثر حتى صارت تشعر بأنفاسه على وجهها..نسي نفسه و ترك الأمر لمشاعره القوية لكي تأخذه حيث تريد..تنهد بعمق و قرب فمه من أذنها و همس بصوت خافت" أريد أن اعرف" ارتعدت لاقترابه الشديد منها و قالت تتحداه من جديد و هي تمرر لسانها على شفتيها و كأنما لتزيد من اشتعاله " لن أجيبك" نظراته تركزت على شفتيها و لم تفارقهما..توقف عقله و علا نبض قلبه حتى صار يسمعه في أذنيه..لا يرى سوى شفتيها المغريتين اللتان تعدانه بقبلة تبعث الجنون..ماعاد يستطيع ان يصبر على تذوقهما أكثر من ذلك..فمال برأسه و أخذ شفتيها بين شفتيه في قبلة مجنونة لا عقل و لا تعقل فيها
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
..قبلة اربكت دقات قلبها و قطعت انفاسها..قبلة انسته من يكون و من تكون..رحيق شفتيها الشهي جعله يسكر و يثمل..اختفى الزمان و المكان ..و غاب الموجودون و تلاشوا و صاروا سرابا..بقي هو و هي فقط..