18.. إعتراف

3K 60 4
                                    

..في طريقه اليها كان ياغيز يحاول اقناع نفسه بأن تقبيله لهزان خطأ لم يكن عليه فعله..و أن حبه الوحيد هي ايلا..حدث نفسه انه يجب ان يعود الى معاملة هزان ببرود و برسمية لكي تنسى القبلة و تتذكر أنه استاذها ..وصل الى شقة ايلا و قبل ان يطرق الباب فتحت له و سحبته الى الداخل و عانقته مطولا و هي تبكي و تقول" حبيبي..الحمد لله أنك أتيت..ظننت أنك تركتني" مرر يده على شعرها و قال" لا داعي لخوفك هذا..أنا هنا..معك..حيث يجب أن أكون..لا تقلقي..لن أتركك" تعلقت به و قبلت عنقه..تجاوب معها رغما عن كل الحيرة التي كان يعيشها..رغم الصوت الذي يتحدث داخله و يخبره أن عقله و قلبه أصبحا ملكا لهزان..رفعت شفتيها اليه فقبلها دون حماس..لم يكن يريد ان يكسر قلبها او ان يخسرها..مدت يدها لتزيح عنه سترته لكنه أمسك يدها و قال" حبيبتي..أنا متعب جدا..سنعوض هذا لاحقا..انا متعب جدا اليوم..لا تضغطي علي..اتفقنا" قالت" اتفقنا..لن أضغط عليك..اريد ان انام بين ذراعيك فقط" ..تناولا العشاء معا و احتضنها بين ذراعيه الى أن نامت..تركها في السرير و وقف ينظر من النافذة..رهيب ما يمر به..تمزق..تشتت..عذاب و حيرة..يريد ان يهرب من هزان..من تأثيرها عليه..من انجذابه اليها..كلما أغمض عينيه ..تذكرها و تذكر القبلة التي تبادلاها..لم يستطع أن يبقى في مكانه أكثر من ذلك..خرج ..و ركب سيارته و عاد الى اليخت..هناك كانت هزان تجلس صحبة صرب و بتول بعد انصراف بقية الشباب
..انسحبت بتول لانها ستنام ..أما هزان فبقيت جالسة تتسامر و تتحدث مع صرب..قال" أتعلمين ياصغيرة ..كنت انت و اختي بتول أكثر اثنتين أشتاق اليهما في امريكا..كنت دائما اتذكر لعبنا معا و مرحنا ..و خاصة معك انتي..كنت اقول لنفسي..ترى كيف اصبحت تلك الصغيرة؟ " ضحكت و قالت" ايي..هاقد عدت و رأيتني..كيف أبدو الان؟ هل تغيرت؟" نظر اليها مطولا و قال" نعم..لقد تغيرتي..كبرتي و أصبحت" صمت فقالت" ايي..أنهي كلامك..أصبحت..كيف؟" اقترب منها و قال" أصبحتي صغيرة مجددا" ضربته على ذراعه بعنف و قالت" مستفز..بغيض" قال و هو يضحك " وانت صغيرة" ضحكا معا بصوت عال سمعه ياغيز الذي وضع ساقه للتو على اليخت..كانت هزان تحاول ان تشغل نفسها عن التفكير فيه..و خاصة بعد أن رأته يركب سيارته و يذهب و جزمت بينها و بين نفسها انه ذاهب الى خطيبته..تألم قلبها لكنها كانت تعلم أنه سيفعل ذلك ليغطي على لحظة الضعف التي مر بها..فهو انسان صادق و ضميره حي..لن يرضى لنفسه ان يوضع في موضع الاستاذ الذي يعيش علاقة مع طالبته..لكن ما تشعر به تجاهه  كان اكبر من التعقل و المنطق و الضوابط الاجتماعية..ابتدأ الأمر بتحدي و جنون و إصرار..ثم تحول الى مشاعر جارفة..لم يسبق لها أن تذوقتها من قبل..لقد حررتها هذه المشاعر..و جعلت منها إمرأة كاملة الأنوثة..إنها تحبه..إعترفت لنفسها بهذا..و لم تنتبه لنفسها و هي تبتسم بسعادة..حملق فيها صرب و سأل"مالأمر؟ فيم تفكرين؟" ردت" لا شيء..شردت هكذا" .. تمنت هزان من كل قلبها ان يتحرر هو أيضا من كل القيود  و يحبها دون عوائق او صعوبات..لكنها كانت تعلم ان هذا أقرب الى المستحيل..سألها صرب من جديد " هل تذكرين الاغنية التي كنا نغنيها معا ونحن صغار؟" ضحكت و قالت" أكيد..و كيف لي ان انسى" و أخذا يغنيان معا بصوت عال..ثم ضحكا معا مطولا..وقف صرب و قال" هيا..تصبحين على خير يا صغيرة..أختي أمانة لديك..انتبها الى نفسيكما" و اقترب منها محتضنا اياها بين ذراعيه..ياغيز الذي كان يجلس في الجانب المظلم من اليخت رأى و سمع كل مادار بينهما ..و لسبب لا يعلمه ازعجه التقارب بينهما جدا..

الجريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن