..خرجت هزان من قاعة الدرس و التحقت بصديقتها بتول في الكافيتيريا..جلست بجانبها و سألت" كيف كان امتحانك؟" ابتسمت بتول و اجابت" كان جيدا جدا بفضلك" ربتت بيدها على كتف بتول و قالت" لا تقولي هذا..انت طالبة مجتهدة و لست بحاجة لي" قالت" لا..لن انكر انك انت من شرحتي لي الدروس و جهزتني جيدا للامتحان..لن أنسى لك هذا المعروف أبدا..دمت لي يا صديقتي الرائعة" تأففت هزان و قالت" حسنا بتول..لا تبالغي أرجوك..لم أفعل سوى الواجب ياصديقتي المجنونة" سألت بتول" لكن لماذا تأخرتي انتي في الخروج؟ هل واجهت صعوبة في حل الاسئلة؟" ضحكت هزان بخبث و اجابت" لا..على العكس..سار كل شيء مثلما أريد تماما..لقد حللت جميع الاسئلة بسهولة تامة..و لكنني خيرت التأني و التركيز أكثر" قرصتها بتول و قالت" أيتها الخبيثة..لقد تعمدتي ان تبقي معه لوحدك..ارحميه يا فتاة" تحسست هزان ذراعها و قالت" اي..لقد آلمتني..نعم تعمدت ذلك..و لن ارحمه حتى يقع في شباكي" ضحكت بتول بصوت عال و قالت" لن تنجحي في ذلك..هو يحب خطيبته و لن ينخدع بألاعيبك الطفولية هذه..ألا تدركين بأنك تعطينه فكرة سيئة عن نفسك..بماذا سيفكر عندما يستوعب محاولاتك لاغرائه..ستفقدين احترامه..و احترامك لنفسك أيضا..سيفكر بأنك فتاة سهلة المنال و غير جديرة بالاحترام..أرجوك صديقتي..أوقفي هذا الهراء الذي تقومين به قبل أن تندمي" غمزتها هزان و قالت بإصرار"لا..لن أفعل..أشعر من أعماقي بأنه بدأ يتأثر بي و يشعر بتأثيري عليه..و أنا لا أريد أكثر من ذلك..بمجرد أن أنجح في الوصول الى عقله و جعله يفكر فيّ و يرتبك أمامي..أكون عندها قد قطعت نصف الطريق..سأحصل عليه..أنا واثقة من ذلك..انتظري و سترين" و بينما هما تتكلمان رأتاه يدخل و يطلب قهوة ثم يخرج مسرعا..
نزلت ايلا الى الاجتماع الذي عقده لافانت مع شركاءه الجدد و أخذت تسجل كل الملاحظات على اللوح الرقمي..كانت تحاول التركيز على كل مايقال في الاجتماع دون الانشغال بنظرات لافانت التي كانت تتركز عليها من وقت الى آخر..انتهى الاجتماع فسارعت بالوقوف و همت بالعودة الى غرفتها..استوقفها لافانت و امسكها من ذراعها و سأل" ايلا..لماذا تهربين مني؟ " ابعدت يده عنها و قالت" انا لا أهرب..ان قصرت في عملي فقل لي" نظر اليها بانكسار و قال" لا..لم تقصري في عملك..لكنك ترفضين ان تجلسي معي..ان نتحدث او نتجول.." قاطعته بحدة" لا أريد" قال" تمام..لن أزعجك..لم يبقى أمامنا سوى انهاء عشاء الليلة و نسافر غدا عائدين الى تركيا..ان احتجتي شيئا ..غرفتي لصق غرفتك..لا تترددي" هزت رأسها موافقة و ابتعدت من امامه مسرعة..لقد كانت تهرب..نعم..معه حق..تهرب منه..من ذكرياتها معه..من تأثرها به..و من خطر ضعفها أمامه..لا تريد أن تخسر ياغيز..انه حب حياتها..و لا يستحق منها هذا..
في غرفة الاساتذة كان ياغيز جالسا يتذكر وجه هزان الذي اقترب منه و انفاسها التي لفحت وجهه..ارتشف رشفة من قهوته و أسرع الى هاتفه ليتصل ب ايلا..قال" حبي..كيف حالك؟ماذا تفعلين؟" قالت" أنا بخير..أنهيت اجتماعا للتو و عدت الى غرفتي..و أنت؟" اجاب" و أنا بخير..أنا في الكلية..كيف كانت حفلتك البارحة؟" قالت" جميلة ..لكنها مملة من دونك" ضحك و قال " حبيبتي الغالية..ليتني كنت معك..متى ستعودين ؟" قالت" غدا صباحا..اشتقت اليك كثيرا" قال" و أنا أيضا حياتي..هيا ..استمتعي بوقتك و لا تتأخري علي غدا" ارسلت له قبلة عبر الهاتف و قالت" لن أفعل..سأعود اليك بسرعة..أحبك" رد"و أنا أيضا" و أنهى المكالمة..
أنت تقرأ
الجريئة
Romansهناك خيط رفيع بين الجرأة و الوقاحة..بين التحلي بشيء من الإندفاع و الجسارة للحصول على ما نريده..و بين الضرب بكل القيم و المبادئ و الالتزامات عرض الحائط لمجرد ارضاء غرور أو اثبات شيء ما..و قد تتداخل الأمور أحيانا لكي تتشابه الجرأة و الوقاحة من أجل تحق...