57.. آسفة..لا أستطيع

3.6K 65 10
                                    

جمد ياغيز في مكانه و كأن عقله يحاول استيعاب ما يجري..هزان تقبله..و هاهو طعم قبلاتها المميزة ينساب بين شفتيه..ابتعدت عنه لوهلة فنظر اليها و لمح في عيونها تشجيعا له على مواصلة ما بدأته..لف يده خلف عنقها و شدّها نحوه..

ثم أهوى على شفاهها بشفاهه الدافئة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ثم أهوى على شفاهها بشفاهه الدافئة

امتص شفتيها بلهفة عاشق مشتاق أضناه الشوق و عذّب قلبه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

امتص شفتيها بلهفة عاشق مشتاق أضناه الشوق و عذّب قلبه..بادلته هي قبلاته الملهوفة بأخرى أكثر منها تلهّفا و رغبة..امتزجت شفاههما و كأنها لا تنوي الانفصال أبدا..و كأن واحدهما ينتمي الى الآخر و لا يجد نفسه الا بين ذراعيه..و كأنهما كانا تائهين و وجدا أخيرا برّ الأمان الذي يرتاحان فيه..كانا جسدين بلا روح طيلة السنوات الثلاث التي مضت..و ها هما يعودان الى الحياة..الى التنفّس..و ها هو النبض يعود الى قلبيهما..و يتسارع و يرتفع نسقه..و كأنهما يركضان في مضمار للعدو دون توقف..تشبثت هزان بكتفي ياغيز لكي لا تسقط أرضا بعد أن صارت ساقيها عاجزتين عن حملها..كانت تشعر بأنها لا تلامس الأرض..بل تطير و هي بين ذراعيه من جديد..و لا تسل عن تنفسها الذي صار متهدجا و متسارعا..يشاركها هو فيه من خلال قبلاته التي لا تتوقف..سحب شفاهها بين شفتيه و احتبس شفتها السفلية بين أسنانه..تمتم بصوت مبحوح دون أن يبعد فمه عن فمها" اشتقت اليك كثيرا هزان..أكثر مما تتصورين" ردت بصوت متهدج" و أنا أيضا" ..عاد يقبلها و هو يشد على جسدها لكي يلتصق به أكثر..يداه مثبتتان على خصرها و شفاهه انزلقت نزولا من شفتيها الى ذقنها ثم انغرزت في عنقها تمتص جلدها و تخلف علاماتها عليه..صارت نيران الرغبة تلتهم جسده و صار عاجزا عن السيطرة على نفسه أكثر فتحرك بها من الشرفة الى قاعة الجلوس..ألصقها للحائط و عاد يقبل شفتيها من جديد قبلات محمومة و متطلبة تريد أكثر فأكثر..وجد نفسه يسحبها من يدها الى غرفة نومه و يشعل الضوء لينير الظلام فتجلى سريره ذو اللون الأسود جليا أمام ناظريها..ومضات ذكريات مزعجة اندفعت الى عقلها تباعا و تجلّت أمام عينيها..هي معه..على اليخت..على سريره..جسده فوق جسدها..يده تنزع عنها ثيابها بطريقة أقرب الى الوحشية..صارت عارية تماما أمامه..رمقها بنظرة ازدراء و احتقار..و أسمعها كلاما قاسيا..ثم طردها..أغمضت هزان عيونها بشدة و كأنها تحاول طرد تلك الصور الموجعة..لكن دون جدوى..صار تنفسها اسرع من العادي..و أصبح جسدها يختلج و يرتعد بشدة..و صارت يدها باردة كالثلج..انتبه ياغيز لنفسه و هو يشعر ببرودة يدها بين يده..نظر اليها فوجدها تكاد تفقد نفسها و تدخل في تلك الحال النفسية المعقدة..أطفأ النور و حملها بين ذراعيه الى الخارج و وضعها على الأريكة و جثى بجانبها على ركبتيه و همس" هزان..حبيبتي..اهدئي..نحن في الخارج..افتحي عيونك..انظري..تنفسي حياتي ..نعم..هكذا..على مهل" فتحت هزان عيونها و راحت تسحب الهواء رويدا رويدا الى أعماقها..أمسك هو يدها و راح يفرك جلدها ببطء و حنان..استعادت هزان وعيها بعد لحظات..نظرت الى ياغيز الجالس أمامها و لم تستطع منع دموعها من الانهمار على خديها بغزارة..أخفت وجهها بين يديها و راحت تبكي و تردد بصوت منقطع" آسفة..أنا حقا آسفة..لا أستطيع..لم أنسى ما جرى..عقلي يأبى أن ينسى..ليس سهلا علي..آسفة..أرجوك..لا تغضب مني..ليس الأمر أنني لا أريد..أريدك..و بشدّة..لكن.." ..اقترب منها ياغيز و عانقها بقوة و هو يهمس بحنان" أنا من يجب أن يتأسف..أنا السبب في هذه الحال..و أنا السبب في خوفك مني..أنا من يجب أن يعتذر ألف مرة و مرة..أنا آسف حبيبتي..لقد تسرّعت و اندفعت وراء مشاعري و لم أراع الحال التي أنت عليها..اهدئي حبي و لا تبكي..سنتجاوز هذا معا..أعدك بذلك" تعلقت هزان بكتفيه و دفنت وجهها في صدره..و هي تمنّي نفسها بأن تنسى سريعا ما حصل و تنسيه إياه أيضا..
أمام الفندق..أوقف إيلكر سيارته ثم نظر الى بتول و قال" لم أرد لهذه السهرة أن تنتهي..لقد كانت سهرة رائعة بوجودك..شكرا لأنك قبلت دعوتي و لم تكسري خاطري" احمرت خدود بتول خجلا و ردت" أنا التي يجب أن تشكرك على العشاء اللذيذ و الجولة الممتعة..لم أكن لأقوم بكل هذا لولاك..دعوتك أسعدتني كثيرا" وضع إيلكر يده على يدها و قال و هو ينظر الى عيونها" انها الأولى..و أعدك بأنها لن تكون الأخيرة..بتول..أعتقد بأن ما أشعر به تجاهك واضح جدا و لا يمكن اخفاءه..و مع ذلك..سأقوله بالكلمات..لأنك تستحقين أن تسمعي هذا الحديث..بتول..أنا معجب بك جدا..منذ المرة الأولى التي رأيتك فيها..شعرت بإنجذاب غريب تجاهك..و كأنني أعرفك منذ زمن طويل..ثم تكلمت معك..و سمعت صوتك..و قضينا بعض الوقت سوية..و صارت لدي فكرة واضحة حول شخصيتك و طريقة تفكيرك..ما أريد أن أقوله هو أنني أريد أن أتعرّف عليك أكثر و أن أتقرّب منك أكثر..و أريدك أن تتأكدي بأنني لست من نوع الرجال الذي يحبذ التلاعب بالمشاعر أو العلاقات العابرة..ما دمت شعرت بهذا الاعجاب تجاهك فكوني أكيدة بأنني أريد للعلاقة بيننا أن تكون جدية..فماذا قلت؟" أجابت" إيلكر..و أنا أيضا لست من نوع الفتيات اللواتي يحبذن العلاقات العابرة..أنا فتاة جدية و واضحة..و أنا معجبة بك كثيرا..و لولا هذا لم أكن لأخرج معك و لا لأمنحك هذه الفرصة لكي تكون قريبا مني..جوابي هو نعم..أريد لهذه العلاقة أن تتطور و أريد أن نكون معا..فوجودي معك يسعدني كثيرا" ابتسم إيلكر و ضغط على يدها بيده قبل أن يقترب منها و يطبع قبلة رقيقة على خدها..نزلت بتول و دخلت الى الفندق فيما بقي هو يتابعها قبل أن يتحرك بسيارته عائدا الى شقته الخاصة..
في منزله..أعد ياغيز لهزان شايا أخضرا بالأعشاب ساعدها على الاسترخاء و الهدوء..كانت تقف أمام لوحة جميلة للأهرامات تتأملها و تدقق في تفاصيلها..اقترب منها و وضع يده حول خصرها و عانقها من الخلف و هو يضع ذقنه على كتفها العاري..سألها" هل أعجبتك اللوحة؟" وضعت يدها على يده و ردت" نعم..انها جميلة..أتعلم..لم أحظى بفرصة لزيارة الأهرامات بعد..هل تصطحبني اليها غدا؟" أجاب" بكل سرور..هل تريدين أن أوصلك الى الفندق الآن؟" التفتت لتنظر اليه و تقول" لا..أريد أن أنام عندك الليلة..هل أستطيع؟" ابتسم و أجاب" طبعا تستطيعين..لكنني..أخشى..أن تنزعجي من وجودي..أتريدين أن أدع لك الشقة و أذهب الى ايلكر؟ أعلم أنك" وضعت هزان اصبعها على شفتيه و همست" لن تذهب الى أي مكان..أريد أن أتعود على وجودك بقربي..أريد أن أمنح لنا فرصة لعيش علاقة طبيعية..أريدك أن تحتويني بين ذراعيك و أنام و رأسي على صدرك..ممكن؟" ضمها اليه و رد بحماس" طبعا ممكن..يكفي أن تطلبي يا قلبي" تمددا معا على الأريكة و أجسادهما متلاصقان..داعبت هزان وجه ياغيز و خصلات شعره بأصابعها قبل أن تطبع قبلة خفيفة على شفتيه و تغمض عيونها لتغط في نوم عميق لم تنمه منذ ثلاث سنوات رغم كل الحبوب المهدئة التي كانت تتناولها..

داعبت هزان وجه ياغيز و خصلات شعره بأصابعها قبل أن تطبع قبلة خفيفة على شفتيه و تغمض عيونها لتغط في نوم عميق لم تنمه منذ ثلاث سنوات رغم كل الحبوب المهدئة التي كانت تتناولها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الجريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن