23..حالة من الحيرة

2.6K 58 4
                                    

في الحمام..نزع ياغيز قميصه بعصبية و ألقاه على الأرض

نزع ياغيز قميصه بعصبية و ألقاه على الأرض

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ثقل كبير يطبق على صدره و يعكر عليه صفوه..ضيق و غضب استبدا به و سيطرا عليه..حانق هو على هذا الوضع السيء الذي وجد فيه نفسه..عقله هنا و قلبه هناك..الواجب هنا و المراد هناك..الواقع هنا و الخيال هناك..الالتزام هنا و المرغوب هناك..و كأنه مقسوم الى نصفين..كل نصف يحاول التغلب على الآخر و اخضاعه الى رغبته..تأفف بضيق و نزع عنه بقية ثيابه ثم دلف تحت صنبور المياه..في غرفتها اخذت هزان هاتفها و نظرت الى الصور التي التقطتها في رحلة اليوم..وجدت صورة كان ياغيز يظهر فيها ..قربت وجهه و بقيت تداعب تقاطيعه..لم تستطع منع دمعاتها الحارة من النزول..كانت تريد ايقاعه في شباكها فوقعت هي قبله..انها تعشق و تذوب به حبا..لكنه ليس لها و لن يكون..عانقت صورته على الهاتف..و أغمضت عينيها..للمرة لأولى وجدت نفسها تفكر بعقلانية و تسأل نفسها أسئلة ذات معنى..تراها آذته بسبب لعبتها الطفولية التي لعبتها عليه؟ أتراها تسببت في افساد علاقته بخطيبته و عكرت عليه صفو حياته الهادئة؟ أتراها تصرفت بطريقة أنانية و غير محسوبة عندما غازلته و حاولت أن تلفت انتباهه اليها؟ و كيف كانت علاقتهما لتكون اليوم لولا حركاتها الجريئة تلك؟ هل كان سينتبه اليها و سيفكر فيها كإمرأة لو لم تفعل ما فعلته؟ هزت رأسها بالنفي و أقرت بينها و بين نفسها بأنها تسببت في أذيته و جعلته ضحية للعبتها الحقيرة تلك..لكن..مالذي يسعها أن تفعله الآن؟ و كيف ستصلح خطأها هذا بعد أن وقعت في حبه؟ هل ستعيد الزمن الى الوراء و تتلافى ما حدث؟ لا تستطيع..هل تخطو خطوة الى الوراء و تترك له القرار الذي يناسبه و يسعده؟ ربما..هل سيختارها أم سيختار خطيبته..لا تعرف..لقد وضعت نفسها و إياه في دوامة لا خلاص لهما منها..
أما هو فكان تحت المياه الدافئة للدوش يتذكر حرارة جسمه و جسمها المتلاصقين..يتذكر تداخل شفاههما و تمازجهما..يتذكر خفقات قلبيهما و انفاسهما المتسارعة..مسكون هو بكل تفصيلة للحظات رائعة جمعته بها..لكنه في نفس الوقت..ملتزم تجاه خطيبة تحبه و تنتظره..و لا ذنب لها في كل ما حدث..ارتدى ثيابه محاولا طرد ذكريات القبلة من عقله..و خرج اليها..جلس معها و تناولا طعامهما..كان صامتا و متباعدا..أخذت تسأله عن الرحلة و اجواءها فيجيبها اجابات قصيرة لا حماس فيها..انهيا عشاءهما فاقتربت منه و جلست على ساقه و عانقت رأسه واضعة اياه على صدرها و قالت"لقد اشتقت اليك كثيرا أيها الوسيم" ..لم يستطع ان يكذب عليها او يجيبها..بقي صامتا فقالت" ياغيز..مابك؟ أشعر انك متغير معي ؟"..نظر اليها مطولا قبل أن يقول و قد استجمع كل شجاعته لكي يصارحها بما يحدث" إيلا..نعم..معك حق..أنا متغير..و هناك سبب لهذا التغيير..صراحة..لا أعلم كيف سأقول ما سأقوله..لكن..من حقك علي أن أكون صريحا معك..و ألا أخفي عنك أمرا كهذا" ابتعدت إيلا عنه و سألت بقلق" ياغيز..مالأمر؟ ما هذا الشيء الخطير الذي ستصارحني به؟ هل خنتني؟ هل وقعت في حب إمرأة أخرى؟ أجبني قبل أن أفقد صوابي"  رنين هاتفها أنقذه من الاجابة على سؤالها..انها أمها..قالت" نعم امي..هلا اتصلت بك فيما بعد" قالت المرأة بصوت مرتعش" ابنتي..أبوك..مريض جدا" وقفت ايلا و قالت بصوت مرعوب" هل هو بخير؟ ماذا حدث له؟ اين انتما الان؟" اجابت" لقد اغمي عليه فجأة..نحن الان في المستشفى" قالت" حسنا امي..انا قادمة" ثم التفتت الى ياغيز و قالت" ياغيز..بابا في المشفى..انا ذاهبة" وقف و قال" انتظري..سآتي معك" ..وصلا الى المشفى فأخبرهما الطبيب ان والدها اصيب بذبحة صدرية مفاجئة و يجب ان يبقى تحت المراقبة هذه الليلة..لم يفارق ياغيز ايلا و بقي معها في المشفى..حاولت ان ترسله الى اليخت ليرتاح لكنه رفض..مكانه هنا..معها..حيث يجب أن يكون..هذا واجبه نحوها و نحو ارتباطهما..و الأمور الأخرى تأتي فيما بعد..

الجريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن