..خرجت هزان من القاعة و هي تكاد تختنق من غيرتها عليه..لولا مجيء تلك الحمقاء لربما كانت قد وصلت لغايتها و ضعف ياغيز امامها و قبلها..وجدت بتول واقفة و تضحك بأعلى صوتها..قالت بعصبية" مالمضحك في الامر؟ " اجابت" لقد تلاعب ياغيز هوجام بأعصابك و ابكاك" ضربت كتف صديقتها و قالت" أيتها ال..أتشمتين بي ياهذه؟ أهكذا تكون الصداقة؟" قالت" لا..لا تغضبي يا صديقتي..لقد كنت أمازحك فقط..ايي الن نحتفل؟" اجابت بغضب" عن أي احتفال تتحدثين؟ بماذا سأحتفل؟" قالت بتول" بالعلامة الكاملة و تفوقك ياصديقتي..لقد حققت ما تبتغين..و حافظت على تفوقك كالعادة..أليس هذا سببا كافيا للاحتفال برأيك؟" هزت هزان رأسهت بالنفي و قالت و هي تحاول اخفاء انزعاجها و غيرتها الحارقة"لا أريد أن أحتفل..دعيني و شأني" قطبت بتول جبينها و سألت بقلق" غريب..ما سبب انزعاجك هذا؟ هل تخفين عني أمرا ما؟ مالذي حدث بينك و بين الأستاذ ياغيز عندما بقيتما لوحدكما في القاعة؟ هل حاول أن يلمسك؟ هل تحرش بك؟" نظرت اليها هزان و ردت بنبرة ساخرة" بتول..كفي عن هذا الهراء..لم تكن هذه حالتي لو أنه لمسني..هل نسيت بأن هذا هو هدفي أساسا..أن أحصل عليه و أخطف عقله من رأسه؟" زمت بتول شفتيها و سألت" لماذا تبدين منزعجة و غاضبة إذا؟" لم تجبها هزان لكنها تبعت بعيونها ياغيز و هو يخرج من القاعة و إيلا تشبك ذراعها بذراعه..نظرت بتول الى حيث تنظر هي ثم انفجرت ضاحكة و هي تقول" أهكذا إذا..الآن فهمت..مسكينة يا صديقتي..ألم أخبرك بأنه يحب خطيبته؟" ثم اقتربت منها و ربتت على كتفها و هي تضيف بصوت خافت" هزان..أنت أختي و لست مجرد صديقة بالنسبة الي ..انسي هذا الهراء الذي تفكرين فيه..لا طائل من ايهام نفسك بأمر مستحيل الحدوث..انظري اليهما..عاشقان و سعيدان..ماذا ستجنين إذا دخلت بينهما و أفسدت عليهما حياتهما؟ انسي أمره و انتبهي لنفسك..أرجوك يا صديقتي..لا أريد أن أراك حزينة هكذا..هيا لنخرج من هنا و نذهب لكي نحتفل" ردت هزان بعصبية" أوف يا..احتفال ماذا؟ بم سنحتفل يا ترى؟" ..أطل شاب طويل و وسيم من خلفهما و قال" ربما تحتفلان بعودتي أيضا" التفتتا معا ..صاحت بتول" أخييي..لقد عدت" نظرت هزان الى الشاب الابيض الطويل ذي العينين السوداوين
و قالت" صرب.. هذا أنت؟" وضع يده على شعرها و نكشه و قال" نعم ياصغيرة هذا أنا" انزعجت من مزاحه الثقيل و قالت" دعني..لا تفعل هذا..انا لم أعد صغيرة..هل أنهيت دراستك؟" قال" نعم يا صغيرة..لقد أصبحت طبيبا ..جراح قلب" اقتربت منه و قالت تمازحه" اااه قلبي..انقذني يا دكتور" حملها صرب بين ذراعيه و ادارها و هو يقول" لن أنقذكي ياصغيرة..لن انقذكي" ..و من امام قاعة الاساتذة كانت عينا ياغيز تراقبانها و تتساءلان من هذا الذي يلاعبها و يلامسها بهذه الطريقة..صرب هو أخ بتول ..نجح بتفوق في دراسته و سافر الى امريكا لينهي اختصاصه و يصبح جراح قلبية..قالت ايلا" من هذه؟" أجاب" احدى طالباتي" سألت" ولماذا تنظر اليها هكذا؟" قال" لم اتعود ان اراها هكذا..انها طالبة منضبطة و محترمة" قالت ايلا بعصبية" و مالذي يوحي الان بعدم انضباطها او انحلالها..لا تبالغ لو سمحت ياغيز..قد يكون صديقها او حبيبها..ما دخلنا نحن؟ هيا لنذهب من هنا" هز رأسه موافقا و تبعها الى السيارة و غادرا معا الى اليخت..قالت هزان بصوت عال" شباب..اليوم الحفلة في يختي..الجميع مدعوون..هيا"
أنت تقرأ
الجريئة
Romanceهناك خيط رفيع بين الجرأة و الوقاحة..بين التحلي بشيء من الإندفاع و الجسارة للحصول على ما نريده..و بين الضرب بكل القيم و المبادئ و الالتزامات عرض الحائط لمجرد ارضاء غرور أو اثبات شيء ما..و قد تتداخل الأمور أحيانا لكي تتشابه الجرأة و الوقاحة من أجل تحق...