32..أوقفيني

4.1K 65 2
                                    

تشبثت هزان بكتفي ياغيز و كأنها لا تريد أن تنفصل عنه و لا تريد لهذه اللحظات الرائعة أن تنتهي أبدا..كانت تسمع خفقات قلبها المجنونة تدق كالطبول في أذنيها..ساقاها بالكاد تحملانها و كأنها تحلق في السماء و لا تطئ قدميها الأرض..أنفاسها متسارعة و متهدجة و كأنها تركض دون توقف..و لا تسل عن جسمها الملتهب ككرة اللهب و هي بين ذراعيه..هكذا تكون و هي معه و بقربه..ضعيفة و مهزومة و مجنونة..أما هو فكان يتزود من رائحتها لبقية يومه..يدفن رأسه في عنقها و يأخذ خصلات شعرها بين أصابعه و يقربها من أنفه و يسحب رائحتها عميقا لتختلط بأنفاسه العميقة التي تلج الى رئتيه..يده التفت حول خصرها و شدتها اليه أكثر فأكثر و كأنه يريد لها أن تنصهر و تتوحد فيه فيصبحان شخصا واحدا و جسدا واحدا و روحا واحدة لا انفصال لها..كان يعي جيدا خطورة ما يحس به و هي بين ذراعيه..كان يدرك تمام الادراك بأن هذه التي يعانقها ما هي سوى إمرأة كاملة الأنوثة تنجح و بسهولة في استفزاز رجولته و افقاده عقله رغم أنه لم يكن رجلا مندفعا هكذا..لم يسبق لأية إمرأة كانت أن تنجح في اثارته بهذه السهولة..مهما فعلت و مهما حاولت لفت انتباهه..حتى إيلا..لم تكن تستطيع في أغلب الأحيان أن توقظ رجولته و أن تثيره لكي يمارس الجنس معها..كل شيء مختلف مع هزان..مختلف و خطير و مخيف..توقف الزمن و كلامها مندمج مع الآخر في عناق حميمي لا يرغب أحدهما أن ينتهي بسرعة..رفع رأسه و نظر اليها..تأملها بتمعّن و كأنه يراها للمرة الأولى..أو ربما..كأنه يبحث في ملامحها عما جعلها مميزة هكذا..و مختلفة عمّن سبقها..او ربما..لكي يرى صورته في عيونها..و يرى انعكاس مشاعرها تجاهه..تراها قوية بما يكفي لكي يقفا معا في وجه كل الصعوبات التي قد تعترضهما؟ تراها تضاهي صلابة مشاعره و جنون اندفاعه اللامتعقل نحوها؟ تراها مشاعر حقيقية و صادقة و دائمة ام هي مجرد نزوة شباب و حماسة عمر يافع قد يأتي يوم و تخفت  و تنطفئ؟ كلها أسئلة تواترت عليه و هو يتأمل تقاطيع وجهها الذي يحبه بكل تفاصيله..غرق في عيونها قبل أن يثبت نظراته على مكمن السحر و اللذة..هناك..في شفتيها..حيث يريد لعطشه أن يرتوي و لجنونه أن يبدأ من حيث انتهى..مال برأسه و أخذ شفتيها بين شفتيه في قبلة رقيقة و هادئة..و كأنه يتعمد أن يطيل استمتاعه بالطعم المميز لقبلاتها..فاللذة لا تحتسى الا على مهل..و الارتواء يغري بالتمهل و التأني..و العاشق طامع بطبعه..كلما أخذ رغب في المزيد دون اكتفاء..تنقل ياغيز على مهل بين شفتيها العلوية و السفلية يمتصهما و يرتشف رحيقهما برغبة في الحصول على المزيد..و بادلته هي قبلاته بسعادة من يعيش لحظات لطالما رآها في حلمه و طمح اليها..يده التفت حول عنقها و قربتها منه أكثر لكي يستطيع تعميق قبلاته أكثر فأكثر..أجبر فمها على استقبال لسانه الذي التقي بلسانها و رقص معه على وقع القبلات التي صارت محمومة و متطلبة..و جسدهما كان الحطب الملائم لاشتعال نار الرغبة الحارقة التي سرعان ما تلتهم الأخضر و اليابس دون توقف..فيغيب العقل و المنطق و لا يعلو سوى صوت القلب الصاخب و يخرس كل الأصوات الأخرى..تحولت قبلاتهما من رقيقة و هادئة الى عنيفة و سريعة..يد ياغيز تحركت نزولا على جسد هزان لتتحسس امتلاء نهديها و تستقر على خصرها..حملها بين يديه و أجلسها على حافة المكتب بعد أن أسقط ما عليه أرضا..وقف بين ساقيها و واصل تقبيلها فيما واصلت يداه مهمة اكتشاف تضاريس جسدها الأنثوي المثير..فمه تحرك نزولا الى رقبتها و شفاهه راحت تمتص جلدها و تتذوق طعمه..عضعضت هزان شفتيها لكي لا يعلو صوت تأوهاتها تحت وطأة لمساته و قبلاته المغرية..كانا غائبين عن العالم تماما..لا يرى أحدهما سوى الآخر..و لا ينتمي أحدهما سوى للآخر..تقودهما مشاعرهما دون هدى..و يتبعانها هما بإستسلام لذيذ و مريح..رفع ياغيز وجهه و نظر الى هزان التي كانت مغمضة العينين و مستمتعة بكل ما يجري..همس بصوت متهدج" هزان..انظري الي" فتحت عيونها فأضاف" أرجوك..أوقفيني..لكي لا أرتكب أمرا جنونيا يخالف مبادئي و أخلاقي و أدبيات مهنتي..أريدك و بشدة..أريدك كما لم أرد إمرأة من قبل..و لا أستطيع لوحدي مقاومة هذا الجنون الذي أريده..ساعديني أرجوك" وضعت هزان جبينها على جبينه و لم تجد كلمات تقولها له..فهي لا تريد أن توقفه..و تريده كما يريدها هو و ربما أكثر..همست بعد صمت" يجب أن أذهب..عن اذنك" وضعت يدها على صدره و اجبرته على التراجع الى الخلف و راحت تعدّل هيأتها قبل أن تفتح الباب و تخرج..

الجريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن