22..بين القلب و العقل

2.8K 62 1
                                    

بقي ياغيز جامدا في مكانه ..إرادته انهزمت أمامها و أمام تأثيرها القوي عليه..دقات قلبه المجنونة و انفاسه المتهدجة حدثته بضعفه أمامها رغم انه حاول تجاهلها و مقاومتها..حاول تكذيب فيض المشاعر التي يكنها لها..لكنه الان أصبح على يقين انها تمثل خطرا عليه..و خطرا جديّا أيضا ..أما هي فابتعدت من امام الغرفة و هي تحاول السيطرة على نفسها السريع و خفقات قلبها الذي يكاد يفر من صدرها..اسندت ظهرها على الحائط و وضعت يدها على صدرها ..كانت تعلم ان مقاومته ستنهار امامها عاجلا ام آجلا..كانت متأكدة ان تصرفاتها الجريئة و تجاهلها له ستفقده صوابه و سيسعى الى الاقتراب منها ثانية..هي تحبه..و تعشقه..و تتمنى ان يكون لها..لها لوحدها..دون ان تنافسها عليه امرأة اخرى و تجعل ضميره يعذبه..دون ان يلوم نفسه و يجلدها بعد كل اقتراب بينهما..دون ان يكذب مشاعره و يهرب منها..تمنت ذلك لكنها تعلم تمام المعرفة أن هذا لن يكون سهلا ..التحقت بزملاءها بعد ان هدأت قليلا..انزوت في مقعد خلفي لوحدها و أغمضت عينيها مستعيدة في ذاكرتها كل قبلة تبادلاها و كل تمازج لشفتيهما و انفاسهما..صعد هو الى الحافلة ..بحث عنها بعينيه..رآها تنزوي لوحدها فاطمئن و جلس في مقعده و اغمض عينيه
..طوال الطريق كانت خيالاتهما تستعيد القبلة الرائعة التي تبادلاها..أرواحهما تخاطبت و تعانقت رغم المسافة التي بينهما..رن هاتف ياغيز معلنا عن اتصال من ايلا لكنه لم يرد عليها..لم يكن في حال تسمح له بالحديث معها ..لم يكن يريد لحالة الاستمتاع و النشوة التي كان يعيشها أن تنتهي لأي سبب كان..ضم شفتيه لبعضهما كأنه لا يريد لطعم شفتيها ان يفارقهما..كان يعلم أنه عاجز و ضعيف امامها لكنه سعيد بهذا العجز و بهذا الضعف..اتصال ثان من ايلا ايقظه من غفلته..استيقظ عقله و بدأ وقت اللوم و العتاب..تذكر ارتباطه بها..تذكر انه رجل مرتبط..تذكر التزاماته تجاهها و واجب الوفاء لها..الالم اعتصر قلبه و احرق روحه..يشعر أنه ممزق بين واجبه تجاه خطيبته و بين مشاعره الغريبة و القوية التي تشده تجاه طالبته هزان..رد عليها و قال" الو..نعم ايلا" قالت" حياتي..متى ستعود؟" قال" نصف ساعة و نكون امام الكلية" قالت" سأنتظرك في اليخت" صمت قليلا ثم اجاب" حسنا حبيبتي" ..قطع الاتصال و التفت ليرى نظرة عتاب و حزن و انكسار في عينين يعرفهما جيدا و يحب سوادهما الساحر..هرب بنظراته منها..لم يكن قادرا على مواجهة نظرة الانكسار في عينيها..هي لا تستطيع ان تتفهم احساس الالتزام و الواجب ..لا تستطيع ان تعذر محاولة وفاءه لخطيبته..هي تعشقه باندفاع المراهقين و جرأة الشباب..لا تقدر التزامات الناضجين و ترجيحهم لعقولهم..مسحت هزان دمعة سخية نزلت على خدها ..وخزة موجعة شعرت بها في قلبها..و آلمتها كثيرا..ذكرتها بحقيقة الوضع..هي طالبته و هو أستاذها..هي حرة و هو مرتبط..هي مندفعة و هو هادئ..نظرت من النافذة و غرقت في حال غريبة من الحزن..و كأن عقلها يستيقظ للمرة الأولى منذ وقت طويل..و فور وصولهم الى الكلية..ركبت سيارتها و عادت الى المنزل..لن تستطيع تحمل رؤيته مع خطيبته على اليخت..لذلك خيرت الانزواء في غرفتها و هي تشعر أنها مهزومة..لا تريد ان تكون مجرد نزوة حياته..لا تريده ان يرغب بها فقط..تريده ان يحبها و يعشقها..تريد ان يفضلها على الجميع و يكون لها..وصل ياغيز الى اليخت ليجد ايلا واقفة تنتظره..كانت ترتدي فستانا قصيرا بلون خمري ..كتفاه مكشوفتان و ظهره عاري..جهزت عشاءا رومانسيا ..و وضعت موسيقى هادئة..نظر اليها مطولا..يشعر أنه مجبر ان يجاريها و لا يكسر قلبها..اقترب منها و قبل خدها..قال بصوت خافت"سأستحم..و بعدها سآتي لنأكل معا" قالت"حسنا حبيبي..لا تتأخر علي..لقد اشتقت اليك كثيرا" إبتسم دون حماس و اختفى من أمامها..

الجريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن