58..أحبّيني

3.2K 64 2
                                    

في الصباح..استيقظت هزان على رائحة القهوة تداعب أنفها..فتحت عيونها على مهل و تمطّت على اريكتها بسعادة من نام نوما عميقا و هنيئا..ابتسمت بمجرد أن رأت ياغيز جالسا على المنضدة التي أمامها و بجانبه طبق وضع عليه فطور الصباح المكون من كوب قهوة و بعض الخبز المحمص و المرطبات..كان في نظراته لمعة أحبتها و فرحت بها..عيونه تنطق بحبّه الغامر و بسعادته الكبيرة لوجودها معه..قالت" صباح النور أيها الوسيم" رد و هو يداعب وجنتها" صباح الخير حبيبتي..هل نمت جيدا؟" ابتسمت و أجابت" نمت مثل القتيلة..لم أنم بهذا العمق منذ سنوات..و الفضل يعود لك..لولا وجودك الى جانبي لم أكن لأحظى بنوم هنيء كهذا..شكرا حبي" اقترب منها و طبع قبلة رقيقة على جبينها و هو يهمس" لا تشكريني..أحبّيني فقط..و هذا يكفيني" استقامت هزان في جلستها و طأطأت رأسها و هربت بعيونها منه و هي تتمتم بخجل" بمناسبة الحديث عن الحب..ليلة البارحة لم.." وضع اصبعه على شفتيها و قال يقاطعها" لم يكن هذا ما قصدته..هزان..الحب لا يعني أن نقيم علاقة جسدية أنا و أنت فقط..هذا أمر سيأتي في وقته و سيحدث..و حتى ان لم يحدث..فلن يكون هذا بالأمر الجلل بالنسبة الي..و لن يزعجني أبدا..ما يعنيني هو أنك معي..و بقربي..أقضي وقتي معك..و أستمتع بوجودك بجانبي..أفتح عيوني صباحا فأرى وجهك الجميل حذوي..أقضي ساعات و أنا أتأملك دون ملل..تبتسمين فيضحك الكون في وجهي..أسمع صوتك فيتعدّل مزاجي و أسعد دون سبب..أشم رائحة عطرك فتزهر الورود حولي و يحلّ فصل الربيع في غير موعده..أشتاق اليك حتى و أنت معي..أكره مرور الوقت بسرعة لأنني أريدك أن تبقي معي لأكثر وقت ممكن..هكذا أحبك هزان..و هكذا أريد أن تحبّيني..هل فهمتني؟" رفعت هزان عيونها نحوه و ردت" و أنا أحبّك ياغيز..و أكثر من أي شيء أو أي شخص على وجه هذه الأرض..أن أكون معك من جديد فهذا يعني أن أعود الى الحياة مرة أخرى بعد أن افتقدت كل رغبة فيها منذ ثلاث سنوات..كنت أتنفّس فقط و أحاول أن أصنع لنفسي عملا يشعرني بوجودي..لكنني في الواقع كنت أراك في كل صفحة أقرأها و في كل كتاب أفتحه..و كلما رأيتك كنت أتشجع و أتحفّز للمواصلة..ياغيز..أنت لم تكن يوما مجرد رجل أحبّه..كنت مُلهمي و دليلي..و مازلت..كل خطوة قطعتها في حياتي كنت أنت رفيقي فيها..و كل نجاح حققته كنت أنت السبب فيه..طيلة السنوات الثلاث الماضية..كنت أقنع نفسي بأنك انتهيت بالنسبة الي..و بأنني شفيت من حبّك..و بأن الجرح الذي تركته لي أكبر من حبّي لك..لكنني كنت أكذب على نفسي..و أخدعها..و أدّعي قوّة انهارت بمجرّد أن رأيتك هنا للمرة الاولى بعد غياب..استيقظت تلك المشاعر الخامدة و انهارت كل حصون مقاومتي عندما وقعت بين أحضانك من جديد..عاد قلبي ينبض من جديد و عادت رائحتك تهزم جنودي..آه لو تعلم ياغيز كم أحبك و كم أريد أن أكون معك..كثنائي طبيعي..لكن هذا يحتاج الى بعض الوقت..و أعلم بأنك معي..و ستنتظرني..و هذا يريحني..و يزيح الثقل من على كاهلي" جذبها من وسطها لتجلس على ساقه و أجاب" أنا و أنت مقدّران لبعض..افترقنا و عاد القدر يجمعنا من جديد..ملاذ أحدنا هو الآخر..و لا يكتمل أحدنا الا بالآخر..الوقت ملكنا و الدنيا تحت أقدامنا..المهم أن نكون معا..و الباقي لا أهمية له" مررت هزان أصابعها على خصلات شعر ياغيز الذهبية ثم قربت فمها من فمه لتقبله قبلة سريعة و همت بالوقوف لكنه ثبّتها في مكانها و لف يده حول خصرها و دفن وجهه في عنقها و هو يهمس" أحتاج أن أتزوّد من رائحتك لبقيّة يومي..و أريد أن آخذ قبلة من شفاهك المغرية تلك" غمغمت بصوت مخنوق" و أنا أنوي تقبيلك كثيرا أيضا..أحب شفاهك الرقيقة تلك..و طعم قبلاتك الرائعة..انها تلهب قلبي و تجعل الدماء تغلي في عروقي" مرر هو شفاهه بخفة على رقبتها قبل أن يرفع وجهه نحوها و يأخذ شفتيها بين شفتيه..قبّلها بلهفة و حبّ..و بادلته هي قبلاته بأخرى عاشقة أكثر منها..تنقّل هو ببطء بين شفتيها العلوية و السفلية قبل أن يجوب بلسانه أرجاء فمها فيلتقي لسانه بلسانها و يرقصان معا دون توقف..يده المستقرة على خصرها راحت تتجول على تضاريس جسمها قبل أن تستقر على عنقها و تشدها نحوه أكثر أما هي فلفّت يدها لتستقر على رقبته من الخلف و تتغلغل بين خصلات شعره..تواصلت قبلاتهما المجنونة لبعض الوقت قبل أن يبعد هو وجهه عنها و هو يقول" لقد بردت القهوة" انفجرا ضاحكين معا ثم تناولا فطورهما و غادرا نحو الفندق لكي تستحم هي و تغير ثيابها استعدادا لجولة في الأهرامات..
دخلت هزان الى الجناح فوجدت بتول جالسة في الصالون..ابتسمت و قالت" صباح الخير يا شقية..كيف كانت ليلتك مع ياغيز؟" ردت" جيدة..لكن..لم يحدث شيء..ان كنت تلمحين لذلك" رفعت بتول حاجبها استغرابا و سألت" حقا؟ كيف ذلك؟" تنهدت هزان بعمق و أجابت" نمنا جنبا الى جنب فقط..و قبل ذلك تناولنا العشاء..و رقصنا..و قمنا بجولة على نهر النيل..العلاقة مؤجلة مؤقتا..و أنا السبب..لم أستطع" اقتربت منها بتول و ربتت على كتفها و هي تقول"لا عليك..كل شيء سيحدث في وقته..و الآن..ماذا ستفعلين؟" ردت" سأستحم و أغير ملابسي لنذهب معا الى الأهرامات..جولة سياحية..كدت أن أنسى..و أنت..ماذا فعلت؟ كيف كان موعدك مع إيلكر؟" ابتسمت بتول و أجابت" كان رائعا..إيلكر شخص محترم و مهذب..و كلانا معجب بالآخر..و قررنا أن نطوّر علاقتنا و نمنح لنفسنا فرصة للتقارب أكثر" عانقتها هزان و هي تقول بحماس" هذا رائع..يبدو أن هذا البلد طالع خير علينا..لقد حان الوقت يا أختاه لكي نعيش الحب و نستمتع بحياتنا..أنا سعيدة جدا من أجلك" قالت بتول" و أنا أيضا..هزان..لا تفكري و ترهقي نفسك أكثر من اللازم..أنت و ياغيز تحبان بعضكما كثيرا..و ستكونان معا مهما كانت الظروف..المهم ألا تسمحي للماضي بالسيطرة عليك..انسيه و افتحي قلبك للحاضر و المستقبل السعيد الذي سيجمعكما معا..هذا هو المهم فعلا" شكرت هزان صديقتها ثم دخلت الى غرفتها..نزعت عنها ثيابها و استحمت..ثم راحت تستعد لجولتهما السياحية في الأهرامات..

الجريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن