..اتصلت به ايلا..ابتسم و هو يرى اسمها على شاشة هاتفه..اسمها هو عشقي..استأذن من جليسيه و ابتعد..قال" حياتي" قالت" مرحبا حبيبي..كيف كان يومك الاول؟" أجاب" رائع..تعرفت الى طلبتي و الاساتذة الزملاء..الاجواء جيدة..لكن.." سألت بلهفة" لكن؟" قال"لكنني اشتقت اليك كثيرا" ضحكت و قالت" وانا ايضا حياتي..نلتقي بعد الدوام" قال" حسنا حبي" و انهى الاتصال..بقي للحظات ينظر الى شاشة الهاتف و يبتسم..نظرات هزان التي لم تفارقه لاحظت ذلك و لم تعلق فقالت بتول" مؤسف..يبدو أنه مرتبط" حدجتها هزان بنظرة حادة و قالت" كيف عرفتي؟ مجرد اتصال هاتفي..قد يكون من أمه او صديقه" ابتسمت بتول و قالت" حسنا ..لن أتكلم و لن ازعجكي..سأسكت" ..شعرت هزان بانزعاج و ضيق..ارادت ان تقترب منه و تسأله عن المتصل..ارادت ان تعرف لكنها سيطرت على نفسها و حاولت ان تواصل حديثها مع بتول..عاد هو الى قاعة الاساتذة اما هي فدخلت الى مكتبة الكلية و أخذت بعض المراجع التي ستحتاجها لدراسة المبحث الجديد و خرجت الى سيارتها..رأته يركب سيارته و يذهب..تبعته بسيارتها..بإصرار على ملاحقته و على معرفة كل شيء يخصه..هي هكذا..مجنونة..مدللة ..جريئة حد الوقاحة..تعودت ان تحصل على كل ما ترغب به..و ما يعجبها..و الان هو يعجبها..لذلك سيطر على افكارها ..أمام يخت أبيض كبير إسمه " عشق" توقف و تطلع يمنة و يسرة..سيارة ذهبية صغيرة توقفت أمامه..ابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه..نزلت من السيارة الذهبية فتاة جميلة و اقتربت منه فعانقها بقوة و قبل عنقها ثم دخلا معا الى اليخت
..بقيت هزان للحظات في سيارتها المتوقفة تتأمل اليخت..دموع سخية احرقت عيناها..نظرت الى وجهها في المرآة و استغربت ماتراه..لم تتعود ان ترى دموعها..تعودت ان تبتسم و تضحك..تعودت ان تحصل على ماتريده دون تأخر او نقاش..مسحت دموعها و قالت" ..لا تبكي..ستحصلين عليه..انه لكي..متى أردت شيئا و لم تنجحي في الحصول عليه؟ اصبري قليلا و سيحدث ما تريدينه" ..ثم انطلقت بسيارتها عائدة الى المنزل..دخلت الى الصالون حيث كان ابوها جالسا مع أمها..قالت" مساء الخير" اعترضها والدها و احتواها بين ذراعيه و هو يقول" هاقد جاءت حبيبة ابيها..كيف حالك صغيرتي؟" أجابت" بخير" قال" كيف كان اليوم الاول ؟" قالت" جيد.." نظرت اليها أمها و قالت" سمعت ان استاذك الجديد وسيم جدا" تضايقت من كلام امها و قالت" نعم..وسيم جدا.." ابتسمت امها و قالت" ركزي في دراستكي حبيبتي..المهم ان يكون استاذا جيدا" قالت بضيق" فهمت أمي..تصبحين على خير" قبلها ابوها و قال" ليلة سعيدة صغيرتي" ..دخلت الى غرفتها ..استحمت و غيرت ملابسها..جلست امام حاسوبها و بحثت عنه في مواقع التواصل الاجتماعي..يملك حساب فايسبوك فقط..تصفحت صوره و كل المعلومات التي وجدتها..أصله من انقرة..وحيد امه و ابيه..عمره ثلاث و ثلاثون سنة..دكتور في التاريخ و علوم الاثار..مرتبط ب ايلا اتانلي التي تعمل محاسبة في بنك..صورهما معا هي اغلب الصور التي وضعها على حسابه..متعانقان..تقبله على خده..يركبان الدراجة معا و يفتحان ذراعيهما في الهواء..اغلقت هزان الحاسوب و هي تشعر أنها تكاد تختنق..انهمكت في دراسة المراجع التي احضرتها معها من المكتبة..يجب ان تدرس..يجب ان تتفوق مثل عادتها..علها تلفت انتباهه و تصبح قادرة على الحصول عليه..في اليوم الموالي..جمعت هزان شعرها في ظفيرة ارسلتها على كتفها الايسر و ركزت مساحيقها لاظهار جمال عينيها..ارتدت سروالا اسودا ضيقا يبرز جمال ساقيها و قميصا رماديا بياقة مفتوحة ..كانت كالعادة محط انظار الطلبة ..لكنها لم تعرهم اهتمامها..كانت تنتظر بفارغ الصبر انطلاق حصته..رأته يدخل الى الكلية فابتسمت و أحست بالسعادة..في القاعة..كان واقفا يلقي محاضرته و كانت هي تصر على تسجيل المحاضرة بالصوت و الصورة بهاتفها..طرح بعض الاسئلة فتصدت هي للاجابة عليها ..و كانت اجاباتها صحيحة و سريعة..قال" أحسنتي هزان" ..اسعدتها ملاحظته فابتسمت و خفق قلبها بشدة..أية التفاتة صغيرة منه تدفئ قلبها و تعزز أملها في الوصول اليه و كسر الحاجز الموجود بينهما..تعلقت عيونها به من جديد..و لم تعد قادرة على ازاحة نظراتها عنه..إنها معجبة به جدا..إعجابا خطيرا..و مُلحّا..و جريئا..اعجابا يفوق الحد..
أنت تقرأ
الجريئة
Romansaهناك خيط رفيع بين الجرأة و الوقاحة..بين التحلي بشيء من الإندفاع و الجسارة للحصول على ما نريده..و بين الضرب بكل القيم و المبادئ و الالتزامات عرض الحائط لمجرد ارضاء غرور أو اثبات شيء ما..و قد تتداخل الأمور أحيانا لكي تتشابه الجرأة و الوقاحة من أجل تحق...