3..إعجاب فاق الحد

3.4K 78 14
                                    

..اتصلت به ايلا..ابتسم و هو يرى اسمها على شاشة هاتفه..اسمها هو عشقي..استأذن من جليسيه و ابتعد..قال" حياتي" قالت" مرحبا حبيبي..كيف كان يومك الاول؟" أجاب" رائع..تعرفت الى طلبتي و الاساتذة الزملاء..الاجواء جيدة..لكن.." سألت بلهفة" لكن؟" قال"لكنني اشتقت اليك كثيرا" ضحكت و قالت" وانا ايضا حياتي..نلتقي بعد الدوام" قال" حسنا حبي" و انهى الاتصال..بقي للحظات ينظر الى شاشة الهاتف و يبتسم..نظرات هزان التي لم تفارقه لاحظت ذلك و لم تعلق فقالت بتول" مؤسف..يبدو أنه مرتبط" حدجتها هزان بنظرة حادة و قالت" كيف عرفتي؟ مجرد اتصال هاتفي..قد يكون من أمه او صديقه" ابتسمت بتول و قالت" حسنا ..لن أتكلم و لن ازعجكي..سأسكت" ..شعرت هزان بانزعاج و ضيق..ارادت ان تقترب منه و تسأله عن المتصل..ارادت ان تعرف لكنها سيطرت على نفسها و حاولت ان تواصل حديثها مع بتول..عاد هو الى قاعة الاساتذة اما هي فدخلت الى مكتبة الكلية و أخذت بعض المراجع التي ستحتاجها لدراسة المبحث الجديد و خرجت الى سيارتها..رأته يركب سيارته و يذهب..تبعته بسيارتها..بإصرار على ملاحقته و على معرفة كل شيء يخصه..هي هكذا..مجنونة..مدللة ..جريئة حد الوقاحة..تعودت ان تحصل على كل ما ترغب به..و ما يعجبها..و الان هو يعجبها..لذلك سيطر على افكارها ..أمام يخت أبيض كبير إسمه " عشق" توقف و تطلع يمنة و يسرة..سيارة ذهبية صغيرة توقفت أمامه..ابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه..نزلت من السيارة الذهبية فتاة جميلة و اقتربت منه فعانقها بقوة و قبل عنقها ثم دخلا معا الى اليخت
..بقيت هزان للحظات في سيارتها المتوقفة تتأمل اليخت..دموع سخية احرقت عيناها..نظرت الى وجهها في المرآة و استغربت ماتراه..لم تتعود ان ترى دموعها..تعودت ان تبتسم و تضحك..تعودت ان تحصل على ماتريده دون تأخر او نقاش..مسحت دموعها و قالت" ..لا تبكي..ستحصلين عليه..انه لكي..متى أردت شيئا و لم تنجحي في الحصول عليه؟ اصبري قليلا و سيحدث ما تريدينه" ..ثم انطلقت بسيارتها عائدة الى المنزل..دخلت الى الصالون حيث كان ابوها جالسا مع أمها..قالت" مساء الخير" اعترضها والدها و احتواها بين ذراعيه و هو يقول" هاقد جاءت حبيبة ابيها..كيف حالك صغيرتي؟" أجابت" بخير" قال" كيف كان اليوم الاول ؟" قالت" جيد.." نظرت اليها أمها و قالت" سمعت ان استاذك الجديد وسيم جدا" تضايقت من كلام امها و قالت" نعم..وسيم جدا.." ابتسمت امها و قالت" ركزي في دراستكي حبيبتي..المهم ان يكون استاذا جيدا" قالت بضيق" فهمت أمي..تصبحين على خير" قبلها ابوها و قال" ليلة سعيدة صغيرتي" ..دخلت الى غرفتها ..استحمت و غيرت ملابسها..جلست امام حاسوبها و بحثت عنه في مواقع التواصل الاجتماعي..يملك حساب فايسبوك فقط..تصفحت صوره و كل المعلومات التي وجدتها..أصله من انقرة..وحيد امه و ابيه..عمره ثلاث و ثلاثون سنة..دكتور في التاريخ و علوم الاثار..مرتبط ب ايلا اتانلي التي تعمل محاسبة في بنك..صورهما معا هي اغلب الصور التي وضعها على حسابه..متعانقان..تقبله على خده..يركبان الدراجة معا و يفتحان ذراعيهما في الهواء..اغلقت هزان الحاسوب و هي تشعر أنها تكاد تختنق..انهمكت في دراسة المراجع التي احضرتها معها من المكتبة..يجب ان تدرس..يجب ان تتفوق مثل عادتها..علها تلفت انتباهه و تصبح قادرة على الحصول عليه..في اليوم الموالي..جمعت هزان شعرها في ظفيرة ارسلتها على كتفها الايسر و ركزت مساحيقها لاظهار جمال عينيها..ارتدت سروالا اسودا ضيقا يبرز جمال ساقيها و قميصا رماديا بياقة مفتوحة ..كانت كالعادة محط انظار الطلبة ..لكنها لم تعرهم اهتمامها..كانت تنتظر بفارغ الصبر انطلاق حصته..رأته يدخل الى الكلية فابتسمت و أحست بالسعادة..في القاعة..كان واقفا يلقي محاضرته و كانت هي تصر على تسجيل المحاضرة بالصوت و الصورة بهاتفها..طرح بعض الاسئلة فتصدت هي للاجابة عليها ..و كانت اجاباتها صحيحة و سريعة..قال" أحسنتي هزان" ..اسعدتها ملاحظته فابتسمت و خفق قلبها بشدة..أية التفاتة صغيرة منه تدفئ قلبها و تعزز أملها في الوصول اليه و كسر الحاجز الموجود بينهما..تعلقت عيونها به من جديد..و لم تعد قادرة على ازاحة نظراتها عنه..إنها معجبة به جدا..إعجابا خطيرا..و مُلحّا..و جريئا..اعجابا يفوق الحد..

الجريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن