في شقته..استحم ياغيز و غير ملابسه و همّ بالمغادرة عندما وجد إيلكر بالباب..عانقه و هو يقول" أهلا يا أخي..كيف حالك؟" رد إيلكر" بخير..في أحسن حال..موعدي مع بتول كان رائعا جدا..انها فتاة مميزة حقا..أشعر بأنني أعرفها منذ سنوات" ابتسم ياغيز و قال" نعم..انها فتاة مهذبة و هادئة..أنت محظوظ بها..اياك أن تؤذيها أو تضيعها من يدك..عندما تجد الشخص المناسب في هذه الحياة..اياك أن تفلته من يدك..و الا تمضي بقية حياتك نادما" ربت إيلكر على كتفه و هو يقول" معك حق يا صديقي..و أنت؟ ماذا فعلت مع هزان؟" ابتسم بسعادة و أجاب" إنني أعيش أسعد أيام حياتي..عودة هزان الي أعطت حياتي رونقا مغايرا..أحبها يا أخي..و لن أسمح لنفسي بأن أخسرها من جديد" نظر اليه رفيقه و قال" معك حق..و الآن..الى أين؟" اجاب" جولة سياحية في الأهرامات..ما رأيك أن تأتي معنا أنت و بتول؟" زم إيلكر شفتيه و رد" لا أريد أن أكون رقيبا بين العشاق" ضحك ياغيز و هو يقول" لا تهذي لو سمحت..سنستمتع بجولتنا معا..ثم نذهب لتناول الغداء في احدى المطاعم..هيا..اتصل ببتول و اخبرها بأن تتجهز..و سنذهب معا لاصطحابهن" و كذلك فعل..و بعد ساعة تقريبا..كان الرباعي يتجه نحو محافظة الجيزة حيث الأهرامات العظيمة و تمثال أبو الهول..وصلوا بعد بعض الوقت..و انطلقت جولتهم الاستكشافية في المكان..الأهرامات شامخة شموخ الزمان بعظمة الحضارة الفروعنية العريقة..منظر بديع و ساحر..و أثر تاريخي لا يمحى..راحت هزان تلتقط الصور بالكاميرا الرقمية التي اشتراها لها أبوها قبل السفر..و أخذ ياغيز يحدثهم عن الحقائق التاريخية المعروفة حول الأهرامات و طريقة بناءها و الهدف منها..ثلاث اهرامات بأسماء ثلاث ملوك فروعنيين قاموا بتشييدها لتكون مدافن لهم و لحاشيتهم و أهلهم و ممتلكاتهم الخاصة من مجوهرات و ثياب..دخل الرباعي الى الداخل حيث الممرّات المؤدية لحجرات الدفن..دققت هزان في بعض الرسوم و الكتابات المخلّفة على الجدران و عادت تطرح الأسئلة على ياغيز دون توقف مثل ذلك الوقت الذي كانت فيه طالبة تأخذ المعلومات منه..و أجابها هو بفرح و سعادة لا يخفيان على الناظر الى وجهه..وجودها معه و بجانبه كان يعني له الكثير..أما إيلكر و بتول فكانا يتحدثان حول أمورهما الخاصة أكثر من الانتباه لتلك التفاصيل التاريخية الدقيقة..كانا يريدان لهذا الوقت الذي يقضيانه معا أن يكون فرصة للتعرف على أحدهما الآخر أكثر فأكثر..لكي تكون العلاقة بينهما أقوى و أعمق..خرجت المجموعة الى الخارج و التقطت صورا مع تمثال أبي الهول قبل أن يغادروا الى القاهرة من جديد و يتجهوا معا الى أقرب مطعم لتناول الغداء بعد أن قضوا خمس ساعات كاملة في جولة في الجيزة..اصطحبهم ياغيز إلى مطعم العم طاهر والد ليلى..رحب الرجل بهم بحفاوة ثم أخذهم الى طاولة منزوية في ركن بعيد عن أنظار المتطفلين..سألت بتول بسذاجتها المعتادة" أليس هذا مطعم والد تلك المسماة ليلى؟ لقد أخبرني ايلكر أنها.." لكزها إيلكر لكي تصمت ففعلت أما ياغيز فرمق صديقه بنظرة حادة قبل أن يجيب" بلى..انه هو..صراحة أتيت بكم الى هنا لأن طعام العم طاهر مميز و لذيذ..و ليلى مجرد زميلة عمل لا أكثر" نظرت اليه هزان و قالت بنبرة حاولت أن تبدو طبيعية لكي تخفي انزعاجها" عادي..لا داعي للتبرير..طعام الرجل لذيذ فعلا" قرب ياغيز فمه من أذنها و سأل بصوت خافت" أهذا يعني بأنك لا تغارين علي من ليلى رغم معرفتك بأنها معجبة بي؟" ابتسمت هزان بسخرية و أجابت" و لماذا قد أفعل؟ أنا لا أغار..الغيرة شعور بالنقص و بقلة الثقة في النفس..و الحمد لله بأنني لا أعاني من هذا الشعور" هز ياغيز حاجبه ثم ابتسم و صمت..قدّم الرجل ألذّ الأطباق و أشهاها و هو يواصل ترحيبه الحار بياغيز و رفاقه..أطلّت ليلى من الباب بعد أن أوقفت سيارتها في الخارج..تحدثت مع والدها للحظات ثم اقتربت من الطاولة و قالت مخاطبة ياغيز" أهلا بك و برفاقك سيد ياغيز..الحمد لله أنك تجوع لكي تأتي الينا و نراك..اشتقنا اليك كثيرا" رمقتها هزان بنظرة باردة أما ياغيز فرد بهدوء" شكرا لك ليلى..الحقيقة أنني مشغول مع الوفد الأجنبي..كيف حالك أنت و حال إسلام؟ لقد اشتقت اليه كثيرا ذلك المشاغب" اقتربت ليلى من ياغيز و وضعت يدها على كتفه ثم همست" تستطيع المجيء لرؤيته متى أردت..بابنا مفتوح لك على الدوام" تمكنت هزان من سماع حديثها بحكم جلوسها قرب ياغيز..فأنشبت شوكتها في قطعة اللحم بعصبية و راحت تقطعها على مهل و جسمها يشتعل من غيرتها..قالت ليلى" هلا رافقتني الى السيارة ياغيز..لدي ما أقوله لك" استأذن ياغيز و خرج صحبة ليلى أما هزان فوضعت الشوكة و السكين من يدها و راحت تتطاول لكي تنظر من الشباك و ترى ما يجري في الخارج..وقف ياغيز قبالة ليلى و سأل" خيرا ان شاء الله؟ مالأمر ليلى؟" اقتربت منه و وضعت يدها على خده و هي تقول" و تسأل أيضا؟ أليس واضحا علي ما أريد قوله لك؟ انظر الى عيوني و ستعرف..ياغيز..لقد تعبت من لعبة القط و الفأر..أحاول أن ألفت انتباهك بكل الطرق الممكنة لكنك مصر على تجاهلي..أنا أحبك ياغيز..و أريد أن أكون معك..و لا يهمني ان كانت علاقة عابرة حتى..المهم أن أكون معك" أبعد ياغيز يدها عنه و تراجع الى الخلف و هو يرد" ليلى..أعرف هذا..و كنت أراه في كل تصرفاتك..لكنني..لا أستطيع مبادلتك مشاعرك..أنا أحب فتاة أخرى و أريد أن أتزوجها و هي كل النساء بالنسبة الي..لا أريد غيرها" تجمعت الدموع في عيني ليلى و بكت بحرقة فقال ياغيز يواسيها" أرجوك ليلى..لا تبكي..ما قلته لا يعني بأننا لن نكون أصدقاء..أنا موجود دائما متى احتجتني" ارتمت ليلى بين أحضانه لوهلة قبل أن تبتعد و تركب سيارتها و تنطلق بها مسرعة..رفع ياغيز نظره الى الأعلى فرأى هزان ترمقه بنظرات غاضبة..هربت هي الى الحمام قبل أن يعود..عاد و لم يجدها فتبعها الى حمام النساء..كانت تقف أمام المرآة و هي تحاول السيطرة على أنفاسها المتسارعة و الغاضبة..فتح هو الباب و دخل و أغلقه خلفه..نظرت اليه و سألت بعصبية" عفوا؟ ماذا تفعل هنا؟ ألا ترى أين أنت؟" اقترب منها فراحت تتراجع الى الخلف الى أن ارتطم ظهرها بالحائط و وجدت نفسها محاصرة بين الحائط و بين جسمه الملتصق بها..سألت بصوت مرتعش" ماذا تفعل؟ لماذا لم تذهب وراء تلك المسماة ليلى لكي تواسيها و تكفكف دموعها؟" وضع يده على خصرها و همس" لا..لم أذهب..هي لا تعنيني..أنت التي تعنينني..أجيبيني هزان..لماذا كنت تنظرين الي بغضب قبل قليل؟ هل غرت علي منها؟" أجبرت نفسها على الابتسام و هي تجيب" غيرة؟ عن أية غيرة تتحدث؟ قلت لك سابقا أنا لا أغار" قرب فمه من أذنها و همس" كاذبة..أنت تحترقين من غيرتك علي..أستطيع الشعور بذلك..اعترفي" ابتلعت ريقها بصعوبة و واصلت الانكار و هي تقول" هذا ليس صحيحا..أنا لا أغار" مرر ياغيز شفاهه الدافئة على رقبتها و قال" كاذبة..غيورة..و كاذبة..اعترفي..أنت تغارين علي..و أنفاسك المتسارعة تثبت ذلك..هل رأيتها كيف وضعت يدها على وجهي؟ و كيف عانقتني؟ رائحتها التصقت بي و .." وضعت هزان اصبعها على فمه و صاحت بغضب" اخرس..اللعنة عليها..نعم..أنا أغار عليك..أنا احترق من الغيرة عليك..مضى الكثير على آخر مرة شعرت فيها بهذا الشعور الحارق..و اليوم عاد الي..و ألهب جسدي..و أعمى عيوني..أردت أن أكسر يدها التي وضعتها عليك..أنت لي..هل فهمت؟ أنت لي وحدي..و لن أسمح لأي كان بأن يلمسك أو يقترب منك..هل هذا واضح؟" ابتسم ياغيز ابتسامة انتصار بعد أن أجبرها على الاعتراف بغيرتها..ثم نظر الى عيونها و قال بصوت مبحوح" أنا لك..لك وحدك..بكل جارحة فيّ..و بكل حواسي و مشاعري..أنت الوحيدة التي تعنيني و التي أحبها..و باقي نساء الأرض غير موجودات بالنسبة الي..هل فهمت؟" ألصقت هزان شفتيها بشفتيه و راحت تقبّله و كأنها تريد أن تثبت لنفسها بأنه لها..بادلها هو قبلاتها التي جعلت أنفاسه تذهب سدى..يده تحسست نهديها و امتلاءهما قبل أن تتوجه نزولا الى فخذها و تندس تحت فستانها لتعتصر جلدها..تأوهت هزان بقوة و هي تشعر بحركاته على جسمها..فمه أطلق سراح فمها ليواصل طريقه نحو عنقها ثم تمتم بصوت مبحوح" هذه الرائحة التي تذهب عقلي" و راح يوزع قبلاته هنا و هناك على كتفيها و رقبتها و ما بين نهديها..أما يده فتسللت تحت ثيابها الداخلية لكي تلامس أنوثتها..و ما ان فعل ذلك حتى شهقت هزان بقوة ثم وضعت يدها على فمها لكي لا تصدر صوتا أقوى..راح هو يداعب منطقتها بأصابعه فيما واصلت شفاهه توزيع قبلاتها على عنقها..اشتعل جسد هزان تحت وقع لمساته و قبلاته و مداعباته و صارت أنفاسها متهدجة و تأوهاتها مكتومة..شعور جديد..لذيذ و حارق..تجرّبه و هي معه..رغبة عارمة..دقات قلب مجنونة..و دماء تغلي في العروق..زاد هو من وتيرة مداعباته و هو يغمغم بصوت خافت" أنت لي هزان..جسدك هذا لي..كل ما فيك لي..أطلقي سراح رغباتك..و اسمحي لجسمك بإطلاق شهوته..هيا..افعلي هذا من أجلي حبيبتي" عضعضت هزان شفتيها لكي تمنع تأوهاتها من الانطلاق و هي تتلوى تحت تأثير حركاته العابثة على أنوثتها..أغمضت عيونها و هي تشعر بعضلات جسمها تتشنج و تصبح مشدودة قبل أن تشعر بمياه شهوتها الدافئة تنسكب على أصابعه..سحب هو يده و طبع على شفتيها قبلة رقيقة و هو يقول" كان هذا الفصل الأول من المتعة..و البقية تأتي آنسة هزان..أحبك" و اندفع نحو الباب..فتحه و خرج..فيما بقيت هي جامدة في مكانها تلتقط أنفاسها و تحاول السيطرة على خفقات قلبها المجنونة..
أنت تقرأ
الجريئة
Romanceهناك خيط رفيع بين الجرأة و الوقاحة..بين التحلي بشيء من الإندفاع و الجسارة للحصول على ما نريده..و بين الضرب بكل القيم و المبادئ و الالتزامات عرض الحائط لمجرد ارضاء غرور أو اثبات شيء ما..و قد تتداخل الأمور أحيانا لكي تتشابه الجرأة و الوقاحة من أجل تحق...