البارت الثامن والعشرين

8.5K 443 48
                                    

حور الريان
البارت الثامن والعشرين
بقلم نوران محفوظ

ريان فتح الباب بالمفتاح وخبط خبطتين ودخل
بص ف الاوضه وهو بيدور على عمر واستغرب عدم تواجده فيها جه يطلع بس وقف وهو شايف خيال ورا الكرسى والكرسى متحرك من مكانه فأبتسم بمكر وقال بحده مزيفه : يعنى حور نفذت الا ف دماغها وفتحتله
خبط الباب بعنف واتسحب ووقف وراه
عمر استنى شويه لحد ما الباب اتقفل وابتسم براحه ونصر دلوقتى اكيد ريان هينزل يدور عليها وهو هيقدر يخرج أو على الأقل يتخبى ف اوضه تانيه أو مكان يكون بعيد عن تفكير ريان وبعدها يخرج
وقف وبردوا عنيه على الباب بقلق من إن ريان يرجع ف اى لحظه غمض عنيه وهو بيحاول ياخد نفسه ويهدى
بس حس بإيد على كتفه وهمس خفيف : مش هيرجع متخافش
هز رأسه بإبتسامه مكتملتش وهو بيفتح عنيه على وسعها من خوفه
بلع ريقه بخوف والتفت براحه ومن خوفه غمض عنيه جامد وبدأ يقرأ ف سره أيات من القرأن
ريان ابتسم على برائته وتلقائيته
عمر استنى اى رد فعل من الكائن الا مش عارف هو ايه قدامه بس كان الصمت هو الرد الوحيد
فتح نص عينه واندهش من وجود ريان ففتح عينيها وهو بيقول بتوتر وعنيه راحت على الباب بتلقائية  : انت مش خرجت
غمزله وهو بيبعد عنه : لو طلعت هبقى قدامك ازاى ضحك وهو بيشاور على السرير
خد شاور وفوق كده والبس الا على السرير دا من هدومى
وبكره هيبقى موجود ليك هدوم هنا
كشر بغيظ منه : ومين قالك انى هبقى هنا لبكره
شاور على نفسه وهو بيتكلم بثقه : مش محتاج تقولى او حد يقول انا اخدت القرار يلا علشان الاكل هيبرد
قفل الباب بهدوء وراه واتنهد ببسمه على عناد عمر
عمر ابتسم اول ما ريان خرج احساس مهم كان مفتقده وهو الاهتمام
دخل الحمام باستمتاع وهو بيغنى بصوت واطى
حور اول ما شافت عمر بيبص حوليه ومش عارف يروح فين
نادت عليه وهى ف اوضة السفره : تعالى يا عمر احنا هنا
مشى خطوه واتنهد بزهق لما تانية البنطلون اتفكت وطى يطويه تانى
بس كان ريان بيظبطه ليه قبله وقف وهو بيقول ببسمه : طلع طويل عليك شويه حلوين
شد أيده وهو بيشمرله القميص كويس
وبعد خطوه وهو بيقول بدهشه حقيقيه : انت كبرت كده امتى
عمر ابتسم على طريقته معاه والا عمله واهتمامه بيه فهز كتافه بقلة حيله بدون اى رد ممكن ينهى جمال اللحظه دى
ريان خده تحت كتفه ومشى بيه وهو بيقول : هنا بقا اوضة السفره
واحده واحده هتحفظ البيت هو مش كبير
ها يا حور عامله اكل ايه
بلعت ريقها  وهى بتقول بتوتر : ما هو بص
بصلها بسخرية ووجه كلامه لعمر بتكشيره : بدأتها ما هو وبص يبقى معملتش اكل
حطت اديها ف وسطها وهى بتقول بغيظ : لا طبعا عملت اكل بس الحقيقه يعنى
بدأت تتكلم بحرج هو حاجات بسيطه جبنه وبيض و شورما
و كان ف سمك بايت
حلو يعنى الا عايز حاجه يكولها
بصلها  بطرف عنيه وقال : انت مكنتيش عامله اكل
ابتسمت وهى بتهز راسها بتأكيد : دى الحقيقه منكرش
وملحقتش اعمل غير شورما علشان خاطر عمر
يزن حط ايده ف وسطه بغيظ : واشمعنا عمر يعنى كنتى هتوكلينا ايه لو استاذ عمر ده مجاش
ابتسمت باصفرار وهى بتشاور على الجبنه والبيض : كنتى هتكلوا من ده يا حبيبى
ريان شد كرسى لعمر جانبه فيزن بصله بغيظ وراح قعد جانب والدته فحور قامت وهى بتقول ببسمه : اقعد يا استاذ يزن بابا اساسا قالى يزن هيقعد جانبى من النحية التانيه علشان عايزك تكون على يمينه النهارده
ابتسم بحماس وحور غمزت لريان بغرور فغمض عنيه بإمتنان
اتكلمت بعفويه وهى بتاكل : مقولتليش بقا يا عمر بتحب الشورما ولا لا
انا طبعا عملت اسرع حاجه بس من بكره تكتبلى ايه الا بتحبه ولا مش بتحبه زى ريان ويزن
بصلها بدهشه وهو بيقول : هما كاتبين بيحبوا ايه ليه يعنى
ما هو الاكل كله زى بعضه
كشرت وهى بتقولهم وبتشاور على عمر :  اسمعوا واتعلموا منه شكلك كده مش هتتعبنى
ابتسم بمجامله ومردش
ريان استغرب أنه مش بياكل حاجه : مش بتاكل ليه
اتكلم بتلقائية : مش بحب لا البيض ولا الجبنه ولا حتى الشورما
حور بعدت ما كانت بتاكل شرقت
ويزن وريان ضحكوا بصوت عالى وعمر ضحك معاهم على الموقف
فحور ضمت حواجبها بتكشيره وهى بتقول : انا مش لسه بقولك قول بتاكل ايه ومش بتاكل ايه قولت كله زى بعضه
حمحم بحرج وهو بيبص لريان : ما هو يعنى مش عايز اتقل عليكم
ومش حابب تقولوا بيدلع
حور نفت راسها بسرعه وهى بتقف وبتقول بلامبالاه علشان ميتحرجش : يا سلام دا انا عندى يزن نفس طريقتك كده وأغلب الاكل مش بياكله ولو لحظت هتلاقيه مش بياكل غير شورما لا بيحب البيض ولا جبنه هقوم اعمل كبده مش بتاخد وقت بتحبها مش كده
ابتسم بكسوف ونزل رأسه ف الأرض وهو بيقول : انا اسف قومتك من على الاكل
ابتسمت بحنان وهى بتهز راسها بهدوء: ولا يهمك ومدام مش هتاكل تعالى معايا المطبخ ساعدنى
وقف وهو بيقول بهدوء : تمام
ريان بص ليزن بشقاوة وقال : محدش هيشاركنا ف الشورما
يزن بعد ما كان بيتابع الا بيحصل ومكشر ضحك على كلام والده وقال بحماس : ايوه
اتنهد بهدوء وتفكيره مع عمر وردود أفعاله
حور ابتسمت وهى بتقلب الكبده وبتقول : يعنى انت دلوقتى ف سنه تالته إعدادى
هز رأسه بتأكيد وهو بيكمل كلامه وبيقول : ايوه بس انا مش حابب الدراسه خالص حاسسها تقيله عليا
واحيانا بحس انى الا غبى ومهمل
يعنى ف مدرسه عاليه والمدرسين كويسين ورغم كده انا من أصحاب المستوى المتوسط ف الدراسه
ابتسمت وهى بتحاول تخفف عنه وقالت : انت بتذاكر
هز رأسه بسرعه وهو بيقول بصدق : بذاكر وبجتهد وبقفل امتحانات بس فيه بيجيب اعلى منى
وكمان انا مش بحبها حاسس انى مش هنفع فيها
بصتله بشك من شروده وقالت لا طبعا مدام بتقفل يبقى انت كده تمام والباقى قلة تركيز ومذكره منك يعنى اكيد وانت بتذاكر بتبقى شاغل دماغك بحاجات تانيه كتير فهو هيستوعب ايه ولا ايه صفى ذهنك كويس واعمل الا عليك وانا متأكدة انك هتبقى شخص عظيم ف مجالك ف المستقبل اى كان ايه المحال ده بس هتبقى متفانى فيه
احكيلى بقا عنك وعن والدك والكل
شالت الكبده من على النار بعد ما استوت وحطتها على طربيزة المطبخ وجابت عيش وقاعدوا قصاد بعض مدت اديها بالعيش فخاد رغيف وهو بيقول بلامبالاه : هقولك ايه يعنى
بدأت تاكل معاه وهى بتقول بحنو : احكيلى وانا هحكيلك الوقت الا قضيته من غيرى ازاى وانا قضيته ازاى يعنى بحيث تبقى على صله ببعض برغم البعد الا حصل
بصلها بعتاب وقال بزهق : مش انت الا بعدتوا
حطت اكل ف بؤه وهى بتقول بحزن : عندك حق علشان كده انت معتش معتبرنى والدتك أو حتى صديقه ليك
مضغ الكل وهو بيرد  بسرعه وقال : لا طبعا أنا دايما كنت بدور على صور ليكم وعلى اخباركم
حط ايده على بؤه من سرعته ف الكلام واتنهد ونزل وشه للأرض بوجع
مدت اديها وهى بتوكله وبتقول : ممكن نتعرف من جديد واعتبرنى جدتك اخر كلمه قالتها بمرح 
ضحكت وهو ابتسم ريان دخل هو ويزن وشاور ليزن وقال: واضح انهم مكتفين بنفسهم كده ونسونا
يزن بص لأمه بعيون ضيقه وقال بضيق : صح يا بابا
ريان بدأ يعمل نسكافيه وسألهم : ها تشربوا ايه
حور ضحكت وهى بتقول لعمر وتشاور ليزن يقرب : احنا نطلب حاجات مختلفه علشان يتعب
عمر بصلها بسخرية من طلبها ومردش بس يزن ابتسم بنصر وهو بيهز رأسه بحماس : وانا نسكافيه زيك يا بابا
حور ضربته على راسه فكشر بوجع : نسيت والله وعايز اشرب نسكافيه
عمر ردد بهدوء : وانا كمان نسكافيه
حور بصتله بحاجب مرفوع فشاور بإيده بلامبالاه وقال بضحكه : بحبه اعمل ايه
قبل ما حور ترد وتقول عايزه تشرب ايه كان شايل صنيه عليها تلات كبابى ومبتسم وبيقول : تمام يا حور شوفى عايزه ايه واعمليه
مد ايده وخاد وحده عطها ليزن والتانيه لعمر وخاد وحده وحط الصنيه قدامها : يلا يا ولاد نقعد قدام التلفزيون شويه
حور بصت له بدهشه من تصرفه وقالت بإحتجاج : مش أسلوب ده ومدام عرضت انك تعمل مشروب يبقى تعمل حاجه اشربها زى الكل
مدت اديها وشدتها من ايده بس هو مسكها جامد فبالتالى وقع على اديهم شويه فحور صرخت بوجع حط
الكوبايه بسرعه على الطربيزه وهو بيشوف اديها بقلق وبيعاتبها : ليه تشديها كده انت مش عارفه أنه سخن واهو حرقك
يزن هات المرهم بتاع الحروق
شد اديها وحطها تحت المايه وهو بيقول بقلق : ها هدت ولا لسه بتوجعك
ابتسمت وهى بتهز راسها بنفى الا وقع على اديها وجعها بس موصلتش لدرجه انها تكون حرق
بس اهتمامه وخوفه عليها شىء مطمئن ليها ولقلبها
فاقوا على صرخة عمر فريان ساب حور بقلق وقرب منه وهو بيسأله بدهشه : مش تاخد بالك يا عمر وقعت النسكافيه عليك بردوا
مسك ايده وهو بيغسلها وبيشاور ليزن على حور : حطلها الكريم أنت يا يزن واضح كده إن حور كانت باصه للكل ف النسكافيه بتاعه
غمز لعمر بضحكه وهو بيقول بهمس : اصل حور عنيها صفرا
حور عينيها وسعت بذهول واتكلمت بتحذير وهى بتنادى عليه : ريان
ضحك وهو بيقول بتوتر : بهزر يا روحى
ضحكت بسخرية وهى بتاخد كوبايته وبتقول : طب يا عمرى فكرتك بتتكلم بجد مدام هزار دوس
عمر ابتسم وهو شايف ريان بيعمله كيزن الصغير بينفخ ف ايده وبيسأله بتوجعه ولا لا وهو بيكشر بوجع وتمثيل وبينفى
لما لقى ريان خايف على حور بسبب أنه وقع عليها شوية نسكافيه لقى نفسه بيقلب النسكافيه كله على ايده وهو عايز يعرف رد فعل ريان معاه
ريان بص لأيده بخوف وهو بيدهنها كريم : ازاى بس يا عمر متاخدش بالك ايدك حمرا جامد  دا وقع عليها كلها
يزن بص حوليه بتفكير وبص للنسكافيه بتاعه وكلم نفسه بصوت مسموع : ما هو لو وقع على ايدى مش هلاقى حاجه اشربها غير أنها بتوجع حور ضحكت بصوتها كله والكل معاها سألته وهى بتحط الكوباية بعد ما شربتها : يا مشاغب انت عايز تحرق نفسك علشان بابا يحطلك مرهم
ابتسم وهو بيهز رأسه وبيقول بحيره : مش شايفاه بينفخ ازاى ف ايد عمر انا عايزه ينفخ ف ايدى ويبوسها زيه
حور مسكت ايده وهى بتقول بجديه مزيفه : هنفخ انا وابوسها كمان
ريان بص لعمر وهو بيتأكد أنه مش بيتألم فابتسم وهز رأسه بنفى ولف وشه بعيد وهو بيحاول يخبى دموعه عنهم
وغصب عنه افتكر موقف قديم قارنه بإلا حصل دلوقتى
الكل قاعد وتقى قدمتلهم المشروبات الا طلبوها
مسك النسكافيه بتاعه علشان يشربه ومصطفى قاعد جانبه بيحاول يقنعه أنه يقوم يلعب معاه : علشان خاطرى يا عمر انت ليه مش بتلعب معايا
عمر بصله بزهق هو ملوش نفسه يعمل اى حاجه وشال الكوباية علشان يشرب : حل عن دماغى مش ناقصك
مصطفى زقه بغيظ أنه رفض ف النسكافيه وقع عليه غرقه وهو سخن
جلال زعق بغيظ من رده على مصطفى ومخدش باله ان النسكافيه وقع عليه : اختار الكلام الا بيخرجك منك  يا محترم ولا رفقتك للصيع خلاتك منهم
عمر غمض عنيه بوجع ومتحركش من مكانه رغم وجعه
مصطفى عيط وقرب منه وهو بيقول بزعل : عمر انت موجوع
جلال كشر باستغراب وقال : ماله يا مصطفى
اتكلم وهو بيعيط : اصل النسكافيه وقع عليه
غصب عنى يا بابا
تقى انتفضت بخوف وقربت منه تشوف ماله
جلال اترعب وجه يقرب بس مصطفى حضنه بخوف على اخوه
طبطب عليه وهو بيطمنه أنه عمر كويس ومركز مع عمر بخوف وهو خايف يكون النسكافيه سببله حرق
حط مصطفى على الأرض وجه يقرب من مصطفى كان عمر وقف وهو حاسس بخنقه من تصرفات أبوه ولامبالاته معاه

حور الريان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن