حور الريان
البارت التاسع والعشرين الجزء الثانى
بقلم نوران محفوظعمر دخل ف حضنه اكتر ودموعه نزلت من وجعه
وجلال دموع نزلت بصمت وخوف وقلق وندم
خوف من أن الا اتسبب فيه بدون قصد يفضل حاجز بينه وبين ابنه دايما
قلق من أن عمر يبعد عنه
وندم على الا سببه وخلى العلاقه بينهم علاقة مسممه بأفكار غلط
وتعقيدات من البداية كانت ممكن متبقاش موجوده
همس ليه بندم وحب : تعرف انك شبهى كتوم
عمر بعد عنه وهو بيشهق من عياطه مسح دموعه وهو مستنى يكمل كلامه
فجلال ابتسم على طريقته وكمل ببسمه بسيطه وهو بيأكد كلامه : ايوه انا كنت كده
مكنتش بضعف بسرعه وبشيل ضعف سنى من هموم
وانت خدت الصفه دى منى ياريتك مكنتش خدتها
عمر مهتمش بالتشبيه قد المشبه به
يمكن اول مره جلال يقول إنه شبه ف حاجه كشر وهو بيقول : يعنى مش شبه امى ف دى
جلال زعل من نفسه بس رد عليه بصوت هادى : فيك من امك بردوا
قمر زيها
بص حوليه بخوف مزيف وهو بيقول عايز توقعنى ف الغلط
لو تقى سمعتنى هتبقى ليله سوده
عمر ابتسم بس كشر تانى اكيد مش هيتراضى بسهوله كده
جلال قرب تانى وخده ف حضنه وهو بيقول بمرح : انا ابوك يا عمر ف حد بيزعل من أبوه
عمر نفسه صعبت عليه ووشه اتكشر بدموع بعد عنه بزعل ومردش عليه
هرش ف شعره بحيره وقال بضيق مصتنع : انا عارف انك مش هتتصالح بسهوله
وقف وهو مقرر يشاكسه
اول ما عمر لقاه وقف وماشى ف اتجاه بعيد قلبه انقبض وانفزع من مكانه
وجرى عليه يحضنه : انا اسف اسف انا نفسى اكون الابن الا تفتخر بيه بس مش عارف ازاى
جلال كان بيقف وهو ناوى يمثل مشهد من المشاهد الطريفه بضحكه ويصالحه بيه بس رد فعل عمر مكنش متوقع بالنسبه ليه
خده ف حضنه وهو حاسس بوجع شديد دموعه نزلت من قهرته على الا وصل ابنه ليه وقال : متتأسفش يا ابنى
انا الا المفروض اتأسف انى مطلعتش الاب الا تفتخر بيه
انا الا أسف يا عمر
وبكى بألم اول فرحته اخوه وابنه مكنش عايز يوصل معاه لكده كان فاكر
فاكر ايه دا كان بيضيعه من بين اديه
عمر مجرد تفكير إن أبوه مل منه ومن أنه يصالحه وأنه هيمشى ويسيبه وجعه يمكن ميرجعش تانى وما يصدق أنه طلعه من حياته
خلاه يندفع ويطلب السماح هو غلطان لو كان كويس كان جلال حبه دا سبب تانى ينضاف لبعد أبوه عنه غير امه
جلال قعد هو وعمر مسك ايده بين كفيه وقال ببسمه هاديه وعنيه مليانه دموع : انا كنت فاكر انك كده هتبقى راجل
يعتمد عليك لما اقسى هتزيد صلابه معرفش انى بخليك هش اكتر
انا مش بعتبرك ابنى وبس يا عمر انت اخويا ويمكن كمان ابويا
مستحيل ايدك اسيبها اسيبها ازاى وانا لما مسكتها حسيت كأنى ممتلك العالم
عمر مسح دموعه ونظراته كلها شك : يعنى انت مكنتش ماشى
ودا تانى قلم جلال ياخده من عمر قلة الثقه او بمعنى اصح انعدامها فقال بصدمه : انت كنت مفكرنى ماشى
عمر نزل عنيه ف الأرض وهو بيراجع نفسه ايه الا قاله غلط
جلال سكوت عمر فوقه على حقيقه جديده إن السنين الا بينهم مكانش بيبنى ف علاقتهم لا دا كان بيهديمها
وبداية اى علاقة والا هى الثقه مش موجوده
جلال وقف ولف وشه لنحية التانيه حط ايده على قلبه وهو مش مستحمل كمية الوجع الا فيه صرخ بأه
خلى عمر ينفزع وقف قدامه وهو بيقول بقلق : مالك يا بابا
جلال دموعه نزلت وقال بألم : قولتلها كام مره لوحدك وملقتنيش جانبك أسالك مالك يا عمر
عمر بعد وشه لبعيد وقال ببسمه وسخريه : ملهوش لازمه الكلام ده يا بابا
بصله وقال بصدق كفايه انى بحبك بلاش نتكلم ف القديم
جلال حس نفسه أنه صغير قدامه ليه أذاه كده ليه يبقى ليه ايد ف أذى اعز الناس على قلبه كان بيصنف ده تحت بند ايه بيعلمه ولا بيربيه
ولا كان مشغول بعيد عنه ولا كره وجوده بسبب امه ولا ايه
رد عليه بأصرار ووجع : كام مره يا عمر
كام مره كنت بتتوجع من غير حد جانبك كام مره كان نفسك حد يسألك مالك
عمر مستحملش ضغطه اكتر وصرخ وهو بياخد خطوه لورا : عايز تعرف كام
مش عارف من كترهم بس الا اقدر اقوله ليكى أنى ولا مره قولت أه ولقيتك ولا مره اتوجعت ولقيتك
ولا مره عيطت ودموعى اتمسحت ف حضنك مخدتى بس بس هى وسريرى الا لقيت ما بينهم احتواء
انت نفسك مكنتش بتاخد بالك من دموعى الا كانت بتنزل وانا بكلمك
كنت سكت ومسح دموعه الا نزلت وهو بيضحك بوجع يلا بلاش نتكلم ف الا فات يا بابا اخاف اوجعك نص الا اتوجعته
فى ندم بيكون بعد فوات الاوان بيبقى قلته احسن
ضغط على كف ايده بوجع وهو بيبتسم بوجع وبيقول : ياه يا عمر انت كبرت كده امتى
عمر بص قدامه وهو حاسس بخنقه غير طبيعيه عنيه مش مبطله دموع
بتنزل بغزاره ضغط على شفايفه وهو بيحاول يبطل عياط بس مش عارف مش عارف يتحكم لا ف دموعه ولا حتى ف مشاعره
جلال بصله وقال بندم : قول وكمل يا عمر قولى عيشت ايه بسببى ازاى كنت بتفسر تصرفاتى معاك
احكى يا عمر وانا هسمعك
قولى ليه من الاول خالص مجيتش وقولتلى انا تعبت منك
عمر ضحك وهو مش مصدق كلام أبوه دلوقتى عايزه يحكى وهيسمعه طب ليه قبل كده مخصصش ولو ربع ساعه من يومه يقعد معاه فيها : عايزنى احكى واتكلم
عايز تعرف كنت بفسر ازاى تصرفاتك معايا
عمر بقا بيلف حولين نفسه حاسس أنه هينهار هيقول كلام مهما حصل مينفعش يتقال مهما حصل هو وابوه
مينفعش يطاول بكلمه
جلال ندم وده كفايه ليه اكيد هيعمله كويس وهو مكتفى بكده
قولتلك يا بابا خلى الماضى للماضى وخلينا ف حضرنا
بابا ريان قالى على الا لقيته ف اوضتى احب اطمنك مهمها وصل بيا الانحراف والتدنى مش هلوث سمعتك
دى كان واحد من صحابى شيلها معايا خوفا من ابوه وبما انك مش بدور ورايا وعطينى حريتى زى ما هما فاهمين فأنا كنت الخيار الوحيد قدامه
يعنى متخافش على سمعتك
جلال اتهز وهو بيكرر اخر كلمه عمر قالها : سمعتى ! وانا امتى حسيبتك على حاجه وقولتلك السمعه أو الاسم امتى
متاخدش الباطل بالعاطل يا ابنى
عمر بصله بصه طويله مقلقه وغريبه بس جلال كان ثابت المره دى لازم الزعل الا بينهم يتقال على الأقل
عمر ضحك بزيف هو بيقول : ما قولتلك ما مضى فهو ماضى
جلال اتكلم بحنان وصوت هادى وهو بيحاول يحتويه : وانا عايز اسمع واعرف زعلان منى ليه علشان نتصافا انا مقدرش اخسرك احنا مش صحاب يا عمر
عمر اتنهد وردد بوجع : ياريتنا صحاب يا بابا ياريتنا المشكله انك مش بتمثل غير دورك وياريت دورك بتأيده
انت بتقوم بيه بس من وجهة نظرك وبس وبس يا بابا
انا احيانا كنت بقول انا ليه بناديله يا بابا قدملى ايه علشان يبقى اب اصل اللقب ده مش إلزام يعنى
بيكرهنى ولا هو إلا طريقته كده
بس مع مصطفى غير ياريته بيعملنى زى مصطفى ولا حتى نص معملته ليه
انا مش بحب مراتك وبكرهه علشان هى السبب قبل ما تيجى كنت مهتم بيا كنت بتحبنى كان وقتك كله معايا مكنتش بتفتكر امى ولا بتكملنى عنها
اول ما دخلت وكأنك شوفت الفرق بين الاتنين فكرهتنى
اهتمامك مش قل وبس ده انعدم انا بكرهه رغم محاولاته انها تتقرب منى هفضل طول حياتى مش بحبها بس لا بكرهه
وحتى لو حصل حاجه مش هحبها هيبقى عدمها احسن
خليك ف مراتك وابنك
جلال لسانه اتلجم مش عارف يرد ويبرر يقول ايه انشغل ف حياته عن ابنه
وابنه كان متفرج من بعيد مكنش صغير
طلع العمر رقم بننخدع بيه كان طفل ف صورة شاب عقله بيسجل كل حاجه
المشكله الوحيده إن عمر جه ف وقت جلال كان بيبتدى يعيش حياته حتى ولو جوازه من صافى لا يحسب بس نتج عنها طفل كان هو السبب الرئيسى ف معانته : بس انت فاهم غلط
عمر ابتسم بمراره : غلط واتربيت وكبرت عليه
طلعه غلط قدامى بقالى تمن سنين متربى على كده عايش على كده وده الا فاهمه ادينى انت تمن سنين كمان علشان اقتنع بعكس كده بس من تصرفاتك ايه رأيك
يعنى لازم كل تصرف يصدر منك يكون بيأكد على انك بتحبنى وانك مش ملزوم بيا علشان ابنك وشايل دمك
جلال اتكلم بلهفه : أنت مش محتاج دليل على حبى
عمر هز رأسه بمراره وقال بعتاب : كل تصرف منك اثبتلى كرهك ازاى عايزنى اصدق حبك هو الكره بقا ليه براهين والحب ملهوش برهان واحد
جلال ردد اسمه بأمل : عمر
عمر ضغط على شفايفه وبص بعيد وعنيه اتملت دموع : تعبت عمر تعب يا بابا مبقاش عمر انا بقيت شخص وحش قوى
بعيد كل البعد عن ربنا
شاور وهو بيقول يزن الطفل الصغير لقيته بيقولى يلا نصلى الضهر
مش عارف اقولك كسفتى قدامه
صلاه ايه الا بيتكلم عنها
انت كنت فين وانا بكبر يا بابا
كنت فين
جلال دموعه نزلت من قهرته : انا اسف يا بنى
آسف
عمر بصله شويه وابتسم وردد بهدوء : بحبك علشان انت ابويا بس رصيدك الخاص صفر صفر ويمكن تحته كمان
انا عايز افضل هنا لفتره لو انت عايزنى ارجع مش هعترض
بابا ريان قبل ما تيجى قالى كلام ابوك أوامر دى أوامر الدين وانا مش عايز ذنوب معتش قادر اشيل ذنوب تانيه
كتافى مالت من كترها وانا لسه ف العمر بخطى درجاتى الاولى
جلال مسح وشه من انفعاله وزعق بصوته كله : تقى يا تقى
تقى جات تجرى وهى خايفه من صوته : ف ايه يا جلال
ابتسم بهدوء بسمه رسمها بصعوبه وقال : يلا بينا هنمشى
ردت بصدمه : وعمر
بصله وقال بزهق وعنيه فيها دموع : هو حر
تقى اتكلمت بتصميم : لا مش هنسيبه عمر مكانه وسطنا وسط أهله وناسه
طب فكر ف مصطفى
لو رجعنا من غيره هيعمل ايه مصطفى بيعيط علشانه من امبارح
رد بنرفزه عليها وصوته على: وهو مش عايز يرجع طلعت اب ابن ستين كلب
لا وكمان مش اب مكنتش اب ليه فبيعاقبنى ببعده عنى
عقبنى براحتك يمكن يوم ما تيجى وتقول نتصافا يكون التراب بقا مغطينى
ارتاح ف البعد الا مش هتحصد منه غير كل وجع وألم
ارتاح يا عمر
رد بمنتهى البرود : والقرب حصدت منه ايه غير كل أذى ليا ولنفسى البعد راحه يا بابا وانا هرتاح فيه يوم ماهرجع هيكون لسبب من الاتنين سمحت ونسيت أو تعبت واشتقت ولو لتانى هرجع وابعد بعد ما اشبع اشتياق ابنك موجود وقت ما تحتاجه هتلاقيه
حور جات تتكلم بس ريان شاورلها تسكت
فسكتت بغير رضا عن الا بيحصل
عمر التفت لريان وقال ببسمه مهمومه : انا الا بمدلك أيدى المره دى علشان تمسكها هتمسكها ولا هتسيبها مدوده على الفاضى
ريان بص لصاحبه الا عنيه مليانه قهره ودموع
ورجع بص لعمر مش هيخذله مستحيل يخذله عمر ابنه هو كمان
قبل ما يمسك ايده كان يزن اديه بين اديهم الاتنين : وانا كمان مش هسيبك ايدك ابدا يا عمر
أنت تقرأ
حور الريان
Bí ẩn / Giật gânريان شدها ومسكها من وسطها وقرب منها لدرجه أنفاسهم كانت واحده واتكلم بهمس : انا اتعديت مرحلة الحب انا بقيت مش بعرف اتنفس غير وانت موجوده انت بقيتى مرضى الجديد بقيت خايف افقدك وخايف ف يوم تتخنقى من طريقة حبى ليكى حور بهمس هى كمان: وانا مستحيل حبك...