تشويق

9.6K 165 20
                                    

فى إحدى المناطق الشعبيه فى تلك العماره السكنيه القديمه قدم الزمن، بالتحديد فى شقه بالدور الثالث بالمطبخ كانت تقف إمرأه.

إمرأه جميله رغم تقدمها فى السن إلا أنها مازالت تحتفظ بملامحها الجميله الهادئه، و جسدها المتناسق بشكل جذاب.

كانت تقف و هى تدندن بكلمات إحدى أغانى أم كلثوم و هى تنظر بتركيز إلى ما تفعله و يديها تقلب ما بداخل ذلك الإناء بهدوء و رتابه.

"ماما"

دلفت فجأه إلى المطبخ إحدى بناتها الخمس لتهمهم لها بهدوء و هى مازالت تقلب ما بداخل الإناء بهدوء.

"كنت عايزه أسألك على حاجه يا ماما"

"ادخلى فى الموضوع علطول و خلصى من غير مقدمات"

تحدثت هى بصوت هادئ جميل يليق مع ملامحها لتتحدث إبنتها بسرعه.

"ماما هو بابا عنده إخوات؟"

توقفت يدها عن الحركه فجأه و هى تبتلع ما فى جوفها بتوتر متسائله.

"بتسألى ليه؟"

"أصل انا عايزه أعمل قيد عائلى، لأنى عايزه أقدم فى كليه الشرطه بعد الكليه، فعايزه أبدأ فى الاجرائات و الورق من دلوقتى يعنى"

أجابتها إبنتها بهدوء و هو تعبث فى ذلك الطبق الموضوع على الطاوله لتتركه بعد ذلك ناظره إلى ظهر والدتها متحدثه مره اخرى.

" فبسألك هو بابا له إخوات و لا لا، علشان لو ليه ألحق أدور عليهم علشان أشوف الورق اللى... "

لم تكمل جملتها بسبب ما فعلته والدتها، لقد ألقت والدتها ما بيدها بعنف مستديره لها بغضب صائحه بها.

"سواء ليه إخوات او ملوش، مين اللى قالك أصلا إنى هسمحلك إنك تدخلى كليه الشرطه؟ "

" فيه ايه يا ماما انتى إتعصبتى كدا ليه إحنا بنتكلم عادى "

" بلا إتعصبت بلا إتنيلت، إقفلى حوار القيد العائلى ده خالص هو و كليه الشرطه، علشان أنا مش هوافق عليهم أبدا، و إتفضلى بقا من هنا و متعطلنيش أكتر من كدا"

أنهت حديثها ملتفته إلى ما كانت تفعله مره اخرى لتذفر إبنتها بثقل خارجه من المطبخ بأكمله.

أغلقت عيناها بإرهاق و هى تشعر بالتوتر و القلق، طالما إبنتها أرادت البحث فى الماضى هى لن تصمت، و لكنها تخاف عليهن من ظهور الحقيقه بهذا الشكل المفاجئ أمامهن.

" يا رب أقف معايا، انا ست غلبانه و فضلت محوطاهم هما الخمسه لحد ما بقوا عرايس، يا رب كملها معايا بالستر أنا و بناتى، و قدم لنا كل خير و إبعد عننا كل شر يا رب"

ناجت ربها و هى تتنهد بثقل لتكمل عملها مره اخرى.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

"يتبع💙"

أم البناتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن