part 9

3.8K 204 25
                                    

اللهم قلبي وما بِه..🤍

**

- أحلى شوكولاته لأحلى "ساره" حبيبة عمو "حمزه".

نظرت "مرام" إلى "حمزه" الذي ظل يطالعها بإبتسامة بينما هي ظلت تفكر، هل هو يتسلى بالفتيات الصغيرات لدرجة أنهم يقولوا له (عمو)!

-يلهوي شوجر دادي.

صاحت "مرام" لينظر لها "حمزه" بصدمة مرددا:

-شوجر دادي!

-عمو "حمزه" أنا روحت لبابا المقابر إنهارده  مع ماما وتيته، ودعيتله كتير زي ما أنت قولتلي، وقولتله عمو "حمزه" بيسأل عليا كل يوم، وكل أجازه بيجي يقعد يلعب معايا ويجيلي حلويات كتير خالص ولعب حلوة أوي، وقولتله كمان إني عارفه إنه في مكان أحلى زي ما أنت قولتلي وإني كل ما هزعل إنه مش معايا هدعيله كتير وأقرأله قرآن كتير علشان نتقابل في الجنه سوا.

إمتلئت عيون "مرام" بالدموع حزنا على حال هذه الصغيرة وعلى يتمها منذ سن صغير، هي أيضا يتيمة منذ الصغر ولكنها لا تحبذ أن يعيش أحدهم ما عاشته هي.

أن تكون يتيما شئ سئ، وأن تكون يتيم الأب سئ للغايه، ينظر لك الجميع بشفقة وإستعطاف، إذا وضعت في موقف صعب لا تستطيع الإحتماء بوالدك لحمايتك، لا تستطيع الوقوف خلف حائط منيع يحميها من أي شئ وكل شئ.

لا تعلم "مرام" متى إنسابت دموعها وخرجت شهقاتها بصوت مرتفع، حتى أن جسدها أخذ في الإرتعاش كأنها سقطت في دوامة الماضي من نظرات الناس لها ولإخوتها حتى لوالدتها، حديث الناس أصبح يتردد داخل عقلها، مضايقات الجميع لهم وبالأخص لوالدتهم أصبحت متجسده أمام أنظارها.

شعرت فجأة بيد قوية تقبض على يدها وتهزها بخفة لتنظر لفاعل هذه الحركة لتجده "حمزه" يتحدث معها بهدوء:

-خدي نفس، إهدي وخدي نفس براحه، براحه، خدي نفس يلا، إهدي، خدي نفس وطلعيه براحه، شاطره مره كمان.

إمتثلت "مرام" إلى حديثه وأخذت تنفذ تعليماته بهدوء تقلد أفعاله حتى عاد تنفسها طبيعيا مرة أخرى بعد معاناة.

-دي نوبة هلع صح؟!

تسائل "حمزه" بعد أن هدأت "مرام" أخيرا، لتومئ له بخذي، هي لم تتمنى أن توضع في هذا الموقف أمام شخص غريب عنها أبدا، لا بأس بأن تقع في نوبة هلع أمام عائلتها هم يستطيعوا التصرف معها بشكل طبيعي وإعادتها إلى حالتها الطبيعية، ولكن ليس أمامه هو، أمام شخص غريب تراه لأول مرة اليوم فقط!

أم البناتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن