اللهم من شدد علينا فأشدد عليه، ومن ضيق علينا فضيق عليه، اللهم رد الأذى على من أذى.
**
-نعم!
هذا ما تفوهت به "منه" بعد دقائق من صمتها وهي تنظر بوجوه جميع المحيطين بها بالغرفه، هي حقا لا تصدق أن الموضوع سينتهي بمثل هذه السهولة! لذلك هي أوقفت عيناها على شخصان تحديدا وهما "ملك" والدتها، و"ساميه" والدة "آسر" وهي تنطق بسؤالها:
-الكلام ده حقيقي؟!
إكتفت "ملك" بالإيماء وهي تبتسم إلى صغيرتها بهدوء، بينما "ساميه" تحدثت ببرود شديد:
-أنا وافقت بس علشان إبني الوحيد عايز كدا، لكن تعملي حسابك لو في يوم ظهر بس عليه إنه زعلان مترجعيش تلومي غير نفسك علشان أنا مش هسمح لأي حد مهما كان هو مين إنه يزعل إبني.
-أنا بنتي مش من النوع إللي بتتكلم وبتشتكي، بس في نفس الوقت أنا أم وأقدر أعرف بنتي من نظره، لو لاحظت عليها تغير ولو بسيط مترجعش تلوم غير نفسك يا "آسر"، أنا أم و"منه" بنتي الصغيره ومش هسمح لأي حد مهما كان مين وغلاوته إيه إنه بس يخلي بنتي حزينه ولو من غير قصد.
نطقت "ملك" هي الأخرى، لتنظر إلى "ساميه" التي نظرت لها بقوة مثلما تفعل.
-تسمحوا متدخلوش بينا!
نطق كل من "منه" و"آسر" بنفس الوقت، لينظرا إلى بعضهما لثواني قبل أن يحول كل شخص نظره إلى والدته مرة أخرى.
-ده الأفضل للكل.
نطق "إبراهيم" جاذبا الإنتباه إليه، ليتحدث مرة أخرى:
-يا "ملك" إنتي ما شاء الله مجوزه بناتك الأربعه، إنتي لا في يوم إتدخلتي في حياتهم ولا حتى سألتيهم على حاجه تخصهم، يبقى زي ما بتعملي مع الأربعه تعملي مع الخامسه بتاعتهم.
توقف "إبراهيم" عن الحديث مع "ملك" محولا نظره إلى "ساميه" متحدثا معها بهدوء:
-وإحنا يا "ساميه" أنا و"منال" جوزنا ولادنا التلاته، و"صفاء" جوزت إبنها، وأختك كمان جوزت إبنها، حتى إنتي مجوزه بنتك لا في يوم إتدخلتي في حياتها ولا هتدخلي، فزي ما كلنا بنعمل وإنتي كمان بتعملي مع بنتك تعملي مع إبنك.
أنهى "إبراهيم" حديثه الهادئ ليومئ الجميع بهدوء ويحل الصمت مرة أخرى، لتقطعه "منه" بحديثها:
-أنا عايزه أروح علشان فيه كلام كتير بيني وبين "آسر" قبل ما الخطوبه دي تتم.
أنت تقرأ
أم البنات
General Fictionظنت أن بناتها لن يسألوا عن الماضى، و هى ستكفيهم، و لكن القدر يصمم على نبش الماضى بكل ما به من مشاعر مختلفه.