صباح الخير ❤️
"اللهم لا تفجعني بما احب ولا تربطني بما تحب ان كان شرا لي"
**
فور أن صعدت "ملك" إلى شقتها وهي حبيسة غرفتها تنظر إلى صورة زوجها وهي تبكي بصمت لا تريد الحديث بشفتيها فهو ليس موجود حتى يستمع لها، ولكنها فضلت الحديث بروحها علها ترتاح وهو يستمع لها ويشعر بها.
ظلت "ملك" تبكي وتبكي حتى خارت قواها وتمددت على السرير ساقطة في النوم دون أن تشعر بأي شئ يحيط بها وهي تحتضن لصدرها صورة زوجها المتوفي، والذي كانت ولازالت تحبه.
فتحت "منه" الباب بخفة ناظرة إلى والدتها لتغلق الباب مرة أخرى دالفة إلى المطبخ حتى تقوم بصنع بعض الطعام لها ولأخواتها ولوالدتها كذلك.
لطالما كانت "منه" مهووسه بالمخبوزات وصنعها تحديدا، لذلك كان شئ أساسي وجود دقيق وسمن بالمنزل لذلك قررت صنع بعض الفطائر.
إنتهت "منه" أخيرا واضعه بعض الصواني بالفرن ليصدع صوت جرس المنزل لتخرج سريعا فاتحة الباب لتجد عمتها أمامها.
-تعالي يا عمتو أتفضلي.
صاحت "منه" بإبتسامة واسعة وهي تبتعد قليلا مفسحة المجال للدخول، ليصل إلى مسامعهم صوت صراخ "آدم" ولكنهم لم يبالوا، لتتحدث "صفاء" بهدوء:
-أومال "ملك" فين؟
-ماما نايمه شويه، تحبي أصحيها لحضرتك؟!
-لا يا حبيبتي خليها نايمه، على العموم ده أكل ليكي إنتي ومامتك وأخواتك.
تحدثت "صفاء" وهي تمد الصينية إلى "منه" التي إلتقطتها متحدثة بإبتسامة:
-مكنش فيه داعي لتعبك يا عمتو، أنا بخبز فطير وهنتغدى بيه مع جبنه وعسل.
-لا ده أنا أجي أتغدى بقا.
-يا نهار أبيض ده إنتي تنوري يا عمتو.
صاحت "منه" بإبتسامة ليصل إلى مسامعهم صوت صياح "مريم" هي الأخرى وفور أن هدأ صوتها حتى وصل إلى مسامعهم صوت خطوات "مريم" القوية على السلم لتتراجع "منه" إلى الخلف سريعا مفسحة المجال إلى "مريم" التي دلفت للداخل بسرعة ومنه إلى غرفتها سريعا وهي تقوم بخلع حجابها بعنف شديد.
-أستني يا عمتو ثواني.
صاحت "منه" وهي تدلف بالصينية إلى المطبخ لتعود بعد ذلك وهي تحمل صينية صغيرة وضع عليها بعض الفطائر معطية إياها إلى عمتها بإبتسامة هادئة متحدثة:

أنت تقرأ
أم البنات
Художественная прозаظنت أن بناتها لن يسألوا عن الماضى، و هى ستكفيهم، و لكن القدر يصمم على نبش الماضى بكل ما به من مشاعر مختلفه.