"فلو عرفت ربّك حق معرفته لاتخذته صاحبا وتركت الناس جانبا".
[الإمام الغزالي].
**
رغم عدم إستيعاب "مريم" لما يحدث أو حتى لما تتفوه به من أمامها إلا أنها ظلت صامته تنظر لمن تصيح أمامه بغضب ببرود شديد زاد من إغتياظ الواقفة أمامها.
-والله ما أنا سيباكي يا بنت الكلب.
صاحت "ليلى" وهي تحاول الإنقضاض بأظافرها الحاده على وجه "مريم" التي إبتعدت من أمامها سريعا ممسكة بشعر تلك الغاضبه جاذبة إياه بقوة متحدثة بنبرة تهديديه وهي تزيد من التحكم على شعر من أمامها:
-بصي يا روح أمك علشان أنا صبرت عليكي كتير ومعدش عندي خلق لطأطيمك المايع ده، أوعي يا بت تفكري إني كيوت ومعرفش أرد على أشكالك، لا ده أنا جيباها من تحت ومن تحت أوي كمان وأعرف أتعامل مع أشكالك دي كويس أوي، ماشي!
أنهت "مريم" حديثها وهي تهز رأس من أمامها بينما تتحكم بها عن طريق إمساكها لشعرها، لتعاود الحديث مرة أخرى:
-إسمعيني بقا كويس علشان أنا مش هكرر كلامي تاني، تنكشحي من هنا ومشوفش خلقتك العكره دي هنا تاني يا إما قسما بالله ما هرحمك، إنتي شوفتي جزء صغير بس من إللي أقدر أعمله فيكي والأفضل إنك متشوفيش أنا أقدر أعمل إيه تاني، بس إللي أقدر أقولهولك خافي مني علشان أنا مش تربية زوات ومش هتعامل معاكي بلين، ماشي يا قطه؟!
أومأت "ليلى" سريعا بخوف وتنفسها أخذ في التهدج، لتترك "مريم" شعرها من يدها صائحة بها بقوة:
-غوري من هنا.
هرولت "ليلى" سريعا لتقابل كل من "يوسف" و"آدم" اللذان تابعا كل ما حدث من لحظة تهجم "ليلى" على "مريم" إلى حديث "مريم" وتهديدها القوي ولكن الفتيات لم ينتبهوا لهم.
ظنت "ليلى" أن "آدم" أتى لحظة تهجم "مريم" عليها فقط لتبدأ في التمثيل، صائحة ببكاء:
-شوفت، شوفت عملت فيا إيه تربية الشوارع! شوفت بهدلتني إزاي.
-أوعي يا "روميساء" خليني أوريها تربية الشوارع تقدر تعمل إيه.
صاحت "مريم" وهي تحاول الفرار من تمسك "روميساء" بها حتى تنقض على تلك الشمطاء، ليتحدث "آدم" بهدوء:
-ثواني يا "مريم".
توقفت "مريم" عن الحركة رغم تنفسها القوي إلا أنها قررت إحترام إبن عمها أمام الجميع، ولكنها ستأخذ بحقها عند عودتها للمنزل منه، لينظر "آدم" إلى "ليلى" متحدثا ببرود:
أنت تقرأ
أم البنات
General Fictionظنت أن بناتها لن يسألوا عن الماضى، و هى ستكفيهم، و لكن القدر يصمم على نبش الماضى بكل ما به من مشاعر مختلفه.