تشويق ٢

2.3K 123 12
                                    

جلست "ملك" برفقة بناتها الخمسة في غرفة الجلوس مع تلك الضيفة التي تفاجئوا بقدومها لهم بالأخص أن العلاقة بينهم ليست في أفضل حال.

-أتفضلي العصير يا "سماح".

تحدثت "ملك" وهي تشير على كوب العصير الموضوع على الطاولة التي أمامهم، لتتحدث الضيفة بإبتسامة سمجة:

-معلش يا طنط أصل معدتي حساسة الفترة دي، من أقل حاجة ببقى عايزة أرجع، أصلي في أول الحمل، وإنتي أكيد عارفه الفتره دي بتبقى صعبه إزاي.

لكزت "منه" أختها "مرام" بخفة، بينما التوأم نظرن إلى بعضهن ليعودوا بنظرهم إلى الضيفة مرة أخرى، لتتحدث "مريم" بهدوء:

-ربنا يكملك على خير يا "سماح".

-يا رب يا حبيبتي، المهم أنا مش عايزة أطول عليكم أنا جايه أقول كلمتين بسرعة وأمشي.

-خير يا حبيبتي.

تحدثت "ملك" هذه المرة، فهي أيضا تريد أن تعرف سبب تلك الزيارة المفاجئة، لتتحدث "سماح" بإبتسامة سمجة:

-هو أنتوا مسألتوش نفسكم أنا متجوزة مين؟ حتى إني معملتش فرح ولا مشيت من بيت أهلي.

-وهو إنتي بيهمك حاجة، مش بعيد تكوني واخده واحد من على مراته وعياله.

همست "منه" بجانب أذن أختها "مرام" التي قامت بلكزها حتى تصمت، لتتحدث "مريم" بهدوء:

-ده إختيارك إنتي يا "سماح"، وإحنا الحمد لله عمرنا ما كنا حشاريين أو بنسأل على إللي ملناش فيه، إنتي حابه تقولي براحتك، مش حابه بردو براحتك.

إغتاظت "سماح" بشدة من ذلك الرد الذي لم تتوقعه أبدا، لتتحدث "سامية" بغيظ:

-الصراحة أنا مكنتش ناوية أتكلم ولا أقول حاجه، وكنت هفضل ساكته بس أنا دلوقتي حامل وأبني أو بنتي إللي في بطني دول ليهم حق عليا.

-ما تخشي في الموضوع علطول يا "سماح" إيه لزمتها المقدمة الطويلة العريضة دي، خير الكلام ما قل ودل يا حبيبتي.

صاحت "منه" بعض أن فاض بها الكيل غير راغبة في الإنتظار أكثر من هذا، لتنظر لها "سماح" شذرا، متحدثة:

-من الآخر كدا وعلى بلاطة جوزي وأبو إللي في بطني يبقى "فاروق" أبن عمي، خطيب "مريم"، أنا مكنتش هتكلم وكتبت الكتاب وخلاص من غير فرح علشان "فاروق" قالي أنه هيفسخ الخطوبة بس مكنش عارف يجبهالك إزاي علشان إنتي يتيمة، بس أنا مش هينفع أستنى أكتر من كدا، أنا مش هستنى لما ألاقيكي داخلة عليا البيت.

قهقهت "مريم" بقوة مما جعل "سماح" تنظر لها بإستغراب، لتهدأ "مريم" قليلا رافعة كفها أمام "سامية" متحدثة:

-يا حبيبتي أنا قالعة دبلتي من أسبوعين، وقولت "لفاروق" كل شئ قسمه ونصيب وتعالى خد حاجتك بس هو إللي بيتحايل عليا علشان نكمل، كويس إنك جيتي وقولتيلي أنه أتجوزك، على الأقل ضميري يبقى مستريح وأنا سيباه، أستني هجبلك الشبكة إللي أظن إنتي عارفاها كويس هي إيه.

أنهت "مريم" حديثها ناهضة من مجلسها دالفة إلى غرفتها، لتعود بعد قليل من الوقت وفي يدها علبة صغيرة معطية إياها إلى "سماح" التي إلتقطتها منها بسرعة فاتحة إياها لتظهر تلك الحلقة الذهبية وحدها، لترفع رأسها ناظرة لها وهي تقطب حاجبيها بشدة متحدثة:

-فين باقي الشبكة؟

-باقي شبكة إيه يا حبيبتي! إنتي تقصدي السلسلة والخاتم بتوع "مريم"! دول بتوعنا إحنا يا حبيبتي وبفلوسنا إحنا، "فاروق" النتن مكنش جايب غير الدبلة المعفنة دي علشان هي معاها دهب، يا حبيبتي إنتي إنضحك عليكي ولبستي الخازوق بس يا رب يبقى على مقاسك.

صاحت "منه" تلك الجنية الصغيرة ذي اللسان السليط الغير مهتم، لتصرخ والدتها بها:

-أخرسي يا حيوانه إنتي، بصي يا بنتي دي الشبكة إللي "فاروق" كان جايبها لبنتي وبما يرضي الله، ولو مش مصدقه هاتيه قدامنا وإحنا نتكلم معاه، حتى هدايا مكنش بيجيب ولا عمره دخل علينا البيت بكيلو فاكهة، وكنا ساكتين ومستحملين بخله على أساس أنه بيوضب الشقه وشايل كل حاجه لوحده زي ما كان متفق معانا، غير كدا مفيش حاجه وربنا يعلم.

-يعني إيه!

صاحت "سماح" بغير تصديق وملامح باهتة بشدة، لتتحدث "مريم" هذه المره:

-يعني إللي وصلك بالظبط، مبروك الحمل يا حبيبتي، ربنا يكملك على خير ويتربى في عز بباه وفي حضنك.

**

"يتبع💙"

أم البناتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن