"ويمُرُّ العُمر، ويبقى مطلبي الوحيد ألا تخيب اختياراتي، وألا أفقد السكينة في كلِّ شيءٍ أقصده، في المكان وفي الرفقة، في البقاء وفي الرحيل، في الحركة وفي السكون. ألا يمسَّني فزعٌ ولا شكٌ ولا خيبة، وأن تغمر الطمأنينة قلبي وتحفّه كشيءٍ يحميه من نوائب الدَّهر."
**
تجمع الجميع على طعام الغداء وقد عادت "مريم" من عملها بالفعل وشاركت الجميع الجلسة لتناول الطعام سويا.
-إيه أخبار أول يوم شغل يا "مريم"؟
تسائل "إبراهيم" لتنظر له "مريم" بإبتسامة واسعة متحدثة بحماس:
-كان حلو أوي، والدكاترة إللي معايا في الشيفت لذاذ أوي ومرحين وحسيت معاهم بالراحه عكس ما كنت متوقعه، الشغل الحمد لله كان كويس والزباين ناس محترمة ومعاملتهم كويسة.
-طبعا ما أنتي مش متعودة على المستويات دي في الحته البيئة إللي كنتوا ساكنين فيها وطالعين ومتربيين فيها
علقت "ميار" على حديث "مريم" التي إبتسمت بخفة متحدثة بهدوء:
-كلامك غلط علفكرة، إنتي أسلوبك وطريقتك هما إللي بيرغموا إللي قدامك علشان يعاملك بنفس أسلوبك وطريقتك، وعلفكرة المشكله مش في المستوى الإجتماعي، ياما ناس كتير معاهم فلوس بس أسلوبهم يخليك تقل منهم.
قهقهت "منه" بصوت مرتفع قليلا لينظر لها الجميع لتتحدث بهدوء:
-أنا أسفه بس أصل في مره أتعاملت مع واحده شبه "ميار" كدا، متعنتظه على الفاضي، نازله من عربية أحدث موديل ولبس إيه وريحة برفان جايبه لآخر الشارع، بس أسلوبها ما يعلم بيه إلا ربنا، عارفين عملت معاها إيه؟!
نظر لها الجميع بترقب، لتنظر "منه" بأعين "ميار" متحدثة بإبتسامة جانبيه:
-كسرت الأوردر بتاعها قدامها ورميت فلوسها في وشها، وعاملتها بنفس أسلوبها لحد ما أعتذرت مني وبردو رفضت إني أعملها أوردر تاني، علشان كدا أسلوبك هو إللي بيرغم إللي قدامك يعاملك بنفس الأسلوب.
فهمت "ميار" مثلها مثل الجميع ما ترمي إليه "منه" بحديثها، بينما "ملك" قامت بذجرها بنظراتها بقوة ولكن "منه" تعمدت تجاهلها عن طريق نظرها بصحنها.
-ماما.
نادت "ماريا" على والدتها التي نظرت لها مثلها مثل الجميع، لتنظر "ماريا" إلى توأمتها تريد مساعدتها في الحديث، لتتحدث "ميرنا" هذه المرة:
أنت تقرأ
أم البنات
General Fictionظنت أن بناتها لن يسألوا عن الماضى، و هى ستكفيهم، و لكن القدر يصمم على نبش الماضى بكل ما به من مشاعر مختلفه.