"اعوذ بالله من خمول روحى و عصبيتى و اكتئابى المتزايد، و اعوذ بالله من همومى العابرة و استغفرك ربى صمتاً و فرحاً و حزناً و عافية."♥️
**
-ماما خلينا نروح نعيش مع عيلة بابا.
نظرت "ملك" إلى إبنتها بغير تصديق، هي كان يؤرقها التفكير في هذا الأمر، لتذفر "منه" بخفة وهي تغلق عيناها مدلكة جبينها بخفة قبل أن تعاود الحديث مرة أخرى:
-أنا مش بقولك كدا علشان ظهرت لينا عيلة غنية فجأة، إحنا متربناش إننا نبص على الفلوس يا ماما، إنتي ربتينا إن عينا دايما تبقى مليانه والحمد لله تربيتك نفعت ونجحت معانا كلنا.
-عايزة تروحي تعيشي مع العيلة إللي ظهرت فجأة كدا ليه يا "منه"؟
تسائلت "ملك" وهي تنظر إلى إبنتها بتركيز، لتتحدث "منه" وهي تنظر داخل عيني والدتها:
-علشان "مريم" متدمرش حياتها بإيدها، علشان تعرف إن إحنا مش فقرا أو عينا مكسورة، علشان تعرف إنها مش مضطرة إنها تضحي علشان إحنا نعيش، علشان تفوق وتعرف إن حياتها مش هتنفع مع "فاروق" علشان مش هو ده الشخص إللي تقدر تعيش حياتها معاه يا ماما، مش ده الشخص إللي بينها وبينه توافق فكري، مش ده الشخص إللي هيسعدها ويخليها مرتاحة يا ماما، مش ده الشخص إللي هيعامل عيالها في المستقبل كويس ويربيهم كويس.
توقفت "منه" عن الحديث قليلا لتعاود الحديث مرة أخرى:
-علشان "مرام" تبطل الخوف إللي جواها ده، "مرام" بتخاف علشان هي عارفة إن إحنا لوحدنا لكن لما نبقى وسط عزوه هي هتتحسن وهتعرف إننا مش لوحدنا وفيه إللي هيقف في ضهرنا ويحمينا وقت الخطر، هتعرف إنها مش هتبقى مضطرة تواجه لوحدها، هتعرف إنها بقا فيه راجل معاها بدل ما هي إتحرمت من الأمان ده من زمان وبقت مضطرة إنها تواجه كل حاجه لوحدها زينا.
نظرت "ملك" لإبنتها عاجزة عن الحديث، هي حقا لا تستطيع النطق بأي حرف أمام إبنتها الصغرى التي عاودت الحديث مرة أخرى:
-علشان "ماريا" و"ميرنا" يحطوا خطة لحياتهم وميفضلوش عايشين بعشوائية كدا، علشان يعرفوا إنهم لازم ياخدوا خطوة لقدام ويعتمدوا على نفسهم وميخافوش إنهم يعملوا حاجه جديدة لمجرد التفكير إنهم هيتفهموا غلط علشان هما بنات، علشان يقدروا يتقدموا بدل الخطوة عشرة وألف وهما عارفين ومتأكدين إن هيبقى فيه ناس في ضهرهم وهيقفوا معاهم مهما حصل، وعلشانك يا ماما.

أنت تقرأ
أم البنات
General Fictionظنت أن بناتها لن يسألوا عن الماضى، و هى ستكفيهم، و لكن القدر يصمم على نبش الماضى بكل ما به من مشاعر مختلفه.