part 36

4.5K 256 88
                                    

‏"أسوأ ابتلاء ( ابتلاء التفكير )، أن تكون شخصاً تحليلياً بشكل مفرط، مدمناً بالتفاصيل، وتسأل نفسك في كل موقف ألف سؤال، عقلك مُرهَق وتزيده بالتفكير ..

لذلك ردد دائماً :
"اللهم إني أسألك بالاً مٌطمئناً ، وشاكراً لِما قسمته لي"

**

فور أن صعد "آدم" إلى شقتهم وهو يمسك بهاتفه منتظرا إنشاء "منه" لجروب الواتس كما أخبرته، ليجد نفسه بالجروب بالفعل ولكن هناك الكثير من الأرقام الغير مسجلة ولا يعلم أي منهم هو رقم "مريم".

ذفر "آدم" بحنق ماسحا على وجهه مغلقا عيناه وهو يفكر في حل لهذه المعضلة ليصل إلى مسامعه صوت إشعار يعلن عن وصول رسالة له، ليمسك بالهاتف ويجد أنها رسالة من "منه" ليقوم بفتحها سريعا ليجد هناك رقم مرسل وأسفله رسالة ليقرأها بهدوء:

-ده رقم "مريم" بدل ما إنت محتار ومش عارف أي رقم هو رقمها، سجل الرقم بقا وإبعتلها الرساله، وبكرا الصبح إن شاء الله هبقى أعرف أسامي باقي الأرقام لأني مش شايفه قدامي خلاص.

إبتسم "آدم" بإتساع معتدلا في جلسته على السرير متربعا وهاتفه بين يديه مفتوحا على محادثته الفارغه مع "مريم" وهو يفكر ماذا سيخبرها.

-"آدم".

صاح "أدهم" وهو يقتحم الغرفة على أخيه الذي نظر له ليتحدث "أدهم" مرة أخرى:

-شوفت الجروب إللي "منه" عملته؟!

-اه.

أجاب "آدم" إجابة مختصرة على أخيه الذي تقدم جالسا على طرف السرير متحدثا:

-طيب أنا مش عارف رقم حد تاني غير "منه"، إنت تعرف أرقام حد تاني؟

-لا، وقوم وسيبني دلوقتي، والصبر شوية كدا كدا "منه" هتقول الأسامي الصبح.

تحدث "آدم" وهو ينظر إلى أخيه الذي إبتسم بإتساع ناهضا من على السرير متحدثا بحماس:

-طيب تصبح على خير.

أنهى "أدهم" حديثه خارجا من الغرفة مغلقا الباب خلفه مثلما كان، ليتنهد "آدم" بخفة بادئا في طبع أول حروف الرسالة في تلك المحادثه.

-إزيك يا "مريم" أنا "آدم" أرجوكي تكملي قراية الرسالة علشان فعلا مهمه.

توقف "آدم" عن الكتابة قليلا وهو يفكر كيف يستطيع ترتيب ما بداخله من حديث ليتنهد معيدا تركيزه في الهاتف مرة أخرى مكملا كتابة الرساله:

أم البناتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن