إنَّ للهِ عندَ كُلِّ شِدَّةٍ رَحْمَة." اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة التي وسعت كلّ شيء''
**
وقفت "ملك" بجانب "آسر" بالشرفة وهما ينظران إلى الشارع بصمت حتى قررت "ملك" قطع ذلك الصمت بهدوء:
-تعرف إنك شبه عمك "محمد" أوي، ولما لبست هدومه كمان حسيت إن "محمد" هو إللي واقف قدامي لما كنا لسه في سنك.
نظر "آسر" إلى "ملك" دون أن يتفوه بحرف، فقط يطالعها بهدوء لتنظر له "ملك" بإبتسامة هادئة متحدثة:
-إنت ساكت ليه رغم إني شايفه في عينك كلام كتير.
-هو حضرتك إزاي كدا؟
تسائل "آسر" لتنظر له "ملك" بعدم فهم، ليتحدث مرة أخرى:
-مش فاهمه.
-واحده تانيه مكنتش قبلت تدخلني بيتها بعد إللي أمي عملته معاها ومع بنتها، رغم إني معرفش هي عملت إيه بس شكله مش موضوع هين ولا صغير.
-وأنا أخدك بذنب أمك ليه يا "آسر"؟ أنا مشكلتي مع أمك مش معاك أنت، أنت ملكش ذنب تتحمل نتيجة حاجه أنت ملكش يد فيها ولا حتى ليك علم بيها، متحملش نفسك فوق طاقتك.
نظر "آسر" بأعين دامعة إلى "ملك" متحدثا:
-أنا مش عارف أقولك إيه، كنت دايما بتمنى أمي تكون زي طنط منال لأني مشوفتش حد غيرها، بس لما شوفتك وعرفتك دلوقتي بتمنى إن أمي تكون بنص أخلاقك وطيبتك.
إنسابت الدموع من أعين "آسر"، لتفتح له "ملك" ذراعيها ليرتمى "آسر" بأحضانها شاهقا ببكاء مرير، لتربت "ملك" على ظهره بخفه وهي تتحدث بهدوء:
-أمك بتحبك يا "آسر"، وعملت ده كله علشانك إنت وأختك، لو لفيت الدنيا دي كلها مش هتلاقي حد يحبك زي أمك أبدا، أوعى تزعل من أمك يا "آسر" أو حتى تفكر إنك تكرهها، هي لو عملت أي حاجه فهي عملتها علشان الحب مش أكتر.
ظل "آسر" يبكي داخل أحضان "ملك" التي لم تبخل عليه بلمستها الأموميه له، أو حتى كلماتها المهدأه التي تشبه البلسم في شفاها للجروح العميقه.
-إتفرجوا إتفرجوا على الوليه الشايبه العايبه إللي واقفه مع واحد أد عيالها وعماله تحضن فيه قدام الخلق ومعظش فيه حيا ولا أدب.
إبتعد "آسر" عن أحضان "ملك" ملتفا معها حيث مصدر الصوت، لتتنهد "ملك" بخفة متحدثة بصوت مرتفع ولكن بهدوء:

أنت تقرأ
أم البنات
General Fictionظنت أن بناتها لن يسألوا عن الماضى، و هى ستكفيهم، و لكن القدر يصمم على نبش الماضى بكل ما به من مشاعر مختلفه.