اللهم يا مسهل الشديد و يا ملين الحديد ويا منجز الوعيد ويا من هو كل يوم في أمر جديد أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق بك أدفع ما لا أطيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم💜.
**
شعرت "منه" بالخدر في جسدها بأكمله، شعرت بجسدها يحترق ويؤلمها للغايه ولكنها عاجزه عن فتح عيناها حتى.
-"منه".
سمعت صوت بعيد للغايه ينادي على إسمها، ذلك الصوت الذي إفتقدته للغايه ومنذ زمن بعيد لم تستمع له حتى كادت أن تنساه.
-بابا.
همست "منه" وهي ترى ذلك الرجل البشوش يتقدم لها وهو يفتح ذراعيه لها لترتمي بحضنه وهي تبكي بقوة وشهقاتها أخذت في العلو وهي تتحدث:
-بابا إنت وحشتني أوي، بابا أنا عايزه أجي معاك متسبنيش لوحدي تاني، أنا عايزه أفضل معاك.
صاحت "منه" من بين شهقاتها القوية لتشعر بيد والدها تربت على ظهرها بخفة متحدثا بهدوء:
-ولو أخدتك معايا مين يخلي باله من إخواتك وأمك؟ تفتكري هما هيبقوا مبسوطين وإنتي مش معاهم؟!
لم ترد "منه" على والدها بل ظلت تبكي وهي متشبثه بوالدها الذي لم يبخل بالتربيت على ظهرها بهدوء متحدثا مرة أخرى:
-أنا متطمن وإنتي وسطهم ومعاهم، خلي بالك منهم رغم إنك إنتي الصغيرة بس بتتعاملي على أساس إنك إنتي الكبيرة، خليكي كدا دايما وحافظي عليهم.
أنهى والدها حديثه مبعدا إياها عن حضنه مقبلا جبينها ليتركها ويغادر مرة أخرى، لتصيح "منه" وهي تنادي عليه، حتى أنها هرولت خلفه علها تلحق به ولكنها سقطت في البحر الذي لا تعلم حتى من أين ظهر أو كيف ظهر، لتشعر أن نفسها يقل ولا تستطيع التنفس أسفل تلك المياه البارده التي تغطيها بأكملها.
شهقة قوية خرجت من فاه "منه" وهي تفتح عيناها ناهضة برأسها من على الوساده، لتعاود النوم مرة أخرى معيدة غلق عيناها كذلك ساقطة في النوم العميق مرة أخرى.
**
كانت "ملك" تبكي بالمشفى وهي تجلس على مقاعد الإنتظار بينما بناتها الأربعه وباقي أفراد العائله يقفوا بتوتر أمام تلك الغرفة التي بها الأطباء مع "منه".
-إهدي يا ماما إن شاء الله خير.
صاحت "مريم" بأعين مليئة بالدموع ولكنها تأبى إسقاطهم، فهي يجب أن تظل مصدر قوة لوالدتها ولباقي أخواتها.
أنت تقرأ
أم البنات
General Fictionظنت أن بناتها لن يسألوا عن الماضى، و هى ستكفيهم، و لكن القدر يصمم على نبش الماضى بكل ما به من مشاعر مختلفه.