كان الرسول ﷺ إن ضاقت دنياه يُردّد ، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كلّه ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
**
ظلت "منه" بغرفتها وحدها رغم بقائها بالشقه وحدها تعبث بهاتفها لتصدر معدتها عدة أصوات دلالة على جوعها لتذفر بثقل متحدثة مع نفسها:
-أطلب أكل من برا! طيب أجيب إيه؟! ولا أنزل أجيب كام بطاطسايه من تحت وأعمل سندويتشات بطاطس محمره! هنزل أجيب بطاطس وخلاص.
أنهت "منه" حديثها مع نفسها ناهضة من على السرير مرتدية حذائها المنزلي ناوية النزول إلى الأسفل دون أن تختلط بوالدتها أو محادثتها حتى، هي لن تقبل ببقاء والدتها في صف أختها الكبرى الخاطئ.
نزلت "منه" درجات السلم بخفه وهي تدندن بلحن إستمعت له لتوها حتى وصلت إلى الشقه التي يتجمع بها الجميع، وفور أن دلفت "منه" حتى إستمعت إلى صوت صياح قوي من المطبخ لتهرول سريعا تجاهه.
دلفت "منه" لترى والدتها تتعارك مع "ساميه" بينما عمتها وزوجة عمها "منال" تحاولان فض النزاع بينهم بلا فائدة.
إلتفتت "منه" حيث الفتيات منكمشات على أنفسهم وكل واحده منهم تخاف التدخل لفض هذا العراك، خوفا من بطش "ساميه" التي تبدو في أوج غضبها الآن ولن تهتم بأي شخص يقف حائلا بينها وبين والدتها وسينال من بطشها البعض.
ذفرت "منه" بحنق متوجهة إلى الحوض ممسكه بأحد الأكواب ملقية إياه بقوة على الأرض ساقطا متحطما بقوة جاذبة إنتباه الجميع لها وبالفعل نجحت عمتها في سحب والدتها، ونجحت "منال" في سحب "ساميه" لينظر الجميع إلى "منه" التي رفعت أكتافها للأعلى قليلا متحدثة ببرود:
-إتزحلق من إيدي.
أنهت "منه" حديثها متحركه ممسكه بالمكنسه حتى تلملم الزجاج المتناثر حتى إنتهت متحركة من مكانها ممسكة ببعض البطاطس مغادره بهدوء كما دخلت بهدوء لتحاول "ساميه" الإنقضاض على "ملك" مرة أخرى لتصرخ بها "منال":
-إهدي بقا يا "ساميه" يا إما أقسم بالله هتصل بالحاج "إبراهيم" وأخليه يجي وشوفي بقا هو هيعمل إيه.
عند ذكر "إبراهيم" هدأت "ساميه" سريعا مبتعده عن "منال" صاعده إلى شقتها وخلفها إبنتها سريعا، وكذلك فعلت "ملك" وخلفها التوأم.
-هو إيه إللي حصل؟!
تسائلت "علياء" وهي تقف أمام والدتها وعمتها، لتتحدث "صفاء" بهدوء:
-إللي كنا عاملين حسابه لقيناه يا "علياء"، مرات عمك "ساميه" مش هتجيبها لبر وأديها بدأت أهيه.
أنت تقرأ
أم البنات
General Fictionظنت أن بناتها لن يسألوا عن الماضى، و هى ستكفيهم، و لكن القدر يصمم على نبش الماضى بكل ما به من مشاعر مختلفه.