اقداركم تؤخذ من افواهكم، فإن دعوت الله بالنجاح ستنجح، وإن دعوته بالتوفيق ستُوفق، وإن دعوته بالتيسير سيُيسر لك أمورك كلها، كما أن الله لن يلهمك الدعاء بشيء لايريده لك ولا ليمنعك أجره؛ بل يلهمك لأنه يريدك أن تأخذ ما تتمنى بإذنه.
فتفاءل بالخير تجده، وأعلم أن مادام الله الهمك الدعاء فأمنيتك لك.**
دلفت "ملك" وخلفها بناتها الخمسه وهن يقومن بسحب حقائبهن خلفهن إلى ذلك الحي البسيط الذي كن يقطن به سابقا قبل أن يذهبن إلى منزل العائلة.
شعر الفتيات وكذلك "ملك" بنظرات الجميع تحيطهم ولكنهن تجاهلن الأمر، حتى صاحت والدة "فاروق" بحقد شديد:
-أهم رجعوا لأصلهم تاني، هتلاقي أهلهم مستحملوهمش وطردوهم زي ما أخدوهم.
كانت "منه" على وشك الرد ولكن "مريم" أمسكت بيدها مومئة لها بالنفي مانعة إياها من الرد، لتتمادى والدة "فاروق" أكثر في حديثها:
-ولا يكونش مشيهم بطال علشان كدا إتطردوا، الحمد لله ربنا نجد إبني وبعدوا عنهم.
-الحمد لله إحنا سمعتها زي الجنيه الدهب والكل يشهد بكدا، الدور والباقي على إللي إبنها دلدول وبيجري ورا كلام أمه، تقدري تقوليلي كتبتوا كتاب "سماح" و"فاروق" في السر ومكنتوش معروفين حد ليه؟! إن الله حليم ستار والله أعلم بقا.
قلبت "مريم" الطاوله على والدة "فاروق" التي إختفت من أعين الناس وهمساتهم ذاهبة إلى منزلها سريعا، بينما "منه" إبتسمت على رد أختها الذي أخرس أي لسان قذر ينوي الحديث عنهم.
صعدوا جميعا إلى شقتهم القديمة لتدلف كل واحدة منهن إلى غرفتها، بينما "منه" لحقت بوالدتها إلى غرفتها.
-جايه هنا ليه؟ روحي أوضتك يا "منه".
-الصراحة يا مامتي مكنتش متوقعة إنك فيكي الصحة دي كلها، ده إنتي أخدتي "ساميه" مقص جامد جابها على ضهرها.
تجاهلت "منه" حديث والدتها وتحدثت وهي تتمدد على السرير الخاص بوالدتها التي نظرت لها ببرود، لتتنهد "منه" بخفة معتدلة في جلستها متحدثة مرة أخرى:
-هخرج وهسيبك بس لما أعرف إنتي كنتي تقصدي إيه لما كنتي بتتكلمي عن مامة "عمر" ومش أنا لوحدي إللي عايزة أعرف، كلنا من حقنا أننا نعرف.
أنهت "منه" حديثها ناهضة بخفة من على السرير فاتحة باب الغرفة بسرعة ليتخبط أخواتها في بعضهن يحاولن الهرب لتبتسم "ملك" على تصرفات فتياتها الطفولية.
أنت تقرأ
أم البنات
General Fictionظنت أن بناتها لن يسألوا عن الماضى، و هى ستكفيهم، و لكن القدر يصمم على نبش الماضى بكل ما به من مشاعر مختلفه.