لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 🌻💛
**
ظل الجميع صامتين يحاولوا الإفاقة من تلك الصدمات التي حصلوا عليها دفعة واحدة بالأخص أنهم كانوا يظنوا أنهم بدون أي أقارب حتى فقط بعض سويعات قليله.
-صدقوني ده حقكم ومحدش بيعطف عليكم في أي حاجه.
قاطع الصمت المحيط صوت عمهم الذي تحدث قاضيا على تفكيرهم في أنه مجرد عطف عليهم بعد وفاة والدهم في سن صغير، لتتحدث "ملك" بهدوء:
-أعمامكم كلامهم صح، ده حقكم من أبوكم الله يرحمه هما مش بيعطفوا عليكم في حاجه.
-أظن يا ماما إننا محتاجين إننا نقعد مع بعض ونتكلم.
تحدثت "مرام" بهدوء ليومئ لها إخوتها سريعا، لينهض "إبراهيم" أولا ويتبعها أخيه سريعا متحدثا بهدوء:
-طيب إحنا هنمشي دلوقتي وبكرا إن شاء الله نيجي وناخدكم معانا البيت، تكونوا لميتوا هدومكم كمان.
-إحنا أسفين يا عمي بس إحنا لسه مقررناش إحنا هنعمل إيه، ياريت تدينا فرصتنا نفكر براحتنا.
تحدثت "مريم" بهدوء ليومئ لها عماها مغادرين المنزل بأكمله، ليجلسن الفتيات حول والدتهم التي تحدثت بهدوء تقص عليهم كل شئ من البدايه:
-أنا أبويا مات وأنا عندي خمس سنين، أمي متجوزتش بعد أبويا وفضلت محاوطه عليا تربيني وتعلمني لحد ما سابتني وأنا عندي ١٨ سنه، كانت "صفاء" أخت "محمد" صاحبتي الوحيدة والقريبه مني أوي، والصراحة أبوها كان ساعات كتير بيعطف عليا ويديني فلوس أمشي بيها حالي، حتى لما خلصت تعليم شغلني عنده في مكتب المقاولات سكرتيره "لمحمد" أبوكم، وعلشان إحنا مبنقدرش نتحكم في مشاعرنا حبيت "محمد" بس خليت الحب ده جوايا ومعرفتوش بأي حاجه، في الآخر العين متعلاش عن الحاجب وأنا كنت عارفه مكانتي كويس وعارفه ومتأكده إن مستحيل إبن الزوات يحب واحده زيي، وأنا عارفه أنا فين وهو فين، بس إللي مكنتش أعرفه إنه حبني هو كمان وخلى المستحيل حقيقه ملموسه.
صمتت "ملك" عن الحديث قليلا مغلقة عيناها لبعض الوقت، لتعاود فتحهم مكملة حديثها بهدوء:
-أبوكم إعترفلي بحبه، رفضته خوفا عليه هو من أبوه أنا كدا كدا مش فارقه مع حد، بس "محمد" مش هيستحمل بعد أبوه عنه وغضبه عليه، بس "محمد" وقف قدام أبوه وقدام الكل وساب كل حاجه علشاني وأنا علشان بحبه وافقت أتجوزه، إتجوزنا وبدأنا من تحت الصفر، أنا إتعلمت التفصيل وهو بدأ يشتغل عامل وبعدين الدنيا إتطورت معاه لحد ما فتح مكتب صغير خالص يبقى مسئول عن تشطيب الأماكن الصغيره، جبنا "مريم" والرزق زاد أول ما نورت الدنيا، وبعدين جبنا "مرام" والدنيا إتحسنت أكتر، بس فرحة "محمد" مش كامله، حتى أنا عرضت عليه يسبنا ويرجع لأهله بس هو رفض وقال يا إما نرجع سوا يا إما مش راجع خالص.
أنت تقرأ
أم البنات
General Fictionظنت أن بناتها لن يسألوا عن الماضى، و هى ستكفيهم، و لكن القدر يصمم على نبش الماضى بكل ما به من مشاعر مختلفه.