"تركت أمري إليك وهُوَ عَلَيَّك هَيِّنٌ ، و وكلتك أمري كُله وأنت الذي إِذَا أَرَدَت شَيْئًا قُلت لَهُ كُن فَيَكُونُ."
**
صباح يوم جديد تجمع الجميع لتناول طعام الفطور ولكن "منه" لم تظهر في هذا التجمع مما جعل "محمود" يتسائل:
-أومال فين "منه"؟
-كنت لسه هسأل عليها.
علق "إبراهيم" على حديث أخيه، لتتولى "ملك" الإجابه على السؤال بهدوء:
-أصلها تعبانه شويه علشان كدا قالت هتكمل نوم أحسن.
الجميع يعلم أنها كاذبه بالأخص أنهم إستمعوا إلى صوت صياح "ملك" في وقت سابق من الصباح وهي تصرخ "بمنه"، لتنهض "مريم" من مكانها بملامح حزينه متحدثة بهدوء:
-أنا همشي علشان متأخرش.
لم تنتظر "مريم" رد من أي شخص بل غادرت سريعا بخطوات سريعه كأنها تخرج غضبها على قدميها التي تهلكهم بالسير بمثل هذه الطريقة السريعة وهي تفكر في حديث أختها الصغرى معها صباحا.
**
وقفت "مريم" أمام "منه" التي تخرج من المطبخ وهي تحمل كوب من النسكافيه بيدها والبرود مرسوم على محياها، لتتحدث "مريم" بهدوء:
-أنا قولت أسيبك تهدي علشان أعرف أتكلم معاكي.
-مفيش كلام بينا يا "مريم" وعديني.
أنهت "منه" حديثها الوقح مع أختها الأكبر تحاول تخطيها لتقف "مريم" أمامها وهي تقطب حاجبيها بشده متحدثه:
-علفكرة أنا أختك الكبيرة ولازم تحترميني.
-كبيرة!
علقت "منه" ساخرة من حديث "مريم" وهي تترك الكوب الذي كانت تحمله على ذلك السور الصغير الذي يستخدم كديكور للشقه متحدثة مرة أخرى:
-كبيرة إيه يا أم كبيرة إنتي، فوقي يا "مريم" الكبير كبير بعقله وتفكيره وتصرفاته، وأنتي لا عقلك ولا تفكيرك ولا تصرفاتك يدلوا على إنك كبيرة، إنتي مشوفتيش خطيبك العره كان عامل زي المفاجيع إزاي إمبارح؟! طيب مشوفتيش نظرات الإشمئزاز من الكل إمبارح وهما بيبصوله؟! متحرجتيش من نظراتهم ليكي وليه؟!
توقفت "منه" عن الحديث وهي تنظر إلى أختها التي تنظر لها بملامح لا تقرأ، لتكمل "منه" حديثها:
-بلاش دي مشوفتيش نظرته أول ما دخل البيت هنا؟ مشوفتيش تردده في إنه يجي يقعد هنا أول ما عمك قال؟ مشوفتيش بصلك إزاي يا متخلفه؟! لكن إزاي! إنتي لازم تعيشي دور المضحيه علشان تبقي مستريحه، لازم تعيشي دور المغلوبة على أمرها علشان تتبسطي بنظرات الشفقه من كل إللي حواليكي، إنتي حابه تعيشي دور الضحيه يا "مريم" فمتجيش بقا وتقوليلي أنا أختك الكبيرة، عارفه لو قولتي أنا أختك الغبيه هصدقك.

أنت تقرأ
أم البنات
Ficción Generalظنت أن بناتها لن يسألوا عن الماضى، و هى ستكفيهم، و لكن القدر يصمم على نبش الماضى بكل ما به من مشاعر مختلفه.