صباح الخير ❤️
الحمدلله على ما رزقت والحمدلله على ما لم ارزق فكان كلاهما خيرآ وكان الله اعلم.
**
دلفت "منه" إلى بوابة بيت العائلة وجسدها بأكمله يرتعش بقوة كبيرة، ملامحها باهته كأنها رأت ملاك الموت أمامها منذ لحظات.
أخذت نفس عميق ذافرة إياه ببطئ وهي تنظر أمامها بأعين غاشية من الدموع المتكونة بهم لتحول نظرها إلى يديها التي ترتعش بقوة كبيرة مثل جسدها، والنصيب الأكبر كان لركبتيها اللتان كالهلام في رخوهم.
رفعت رأسها للأعلى قليلا مغلقة بقوة عيناها أخذه نفس عميق ذافرة إياه ببطئ تحاول أن تهدئ من نفسها قليلا قبل أن تصعد إلى والدتها والتي وحدها في المنزل في هذا الوقت من اليوم بسبب إنشغال باقى أخواتها.
تقدمت من الأدراج بخطوات بطيئة وإرتعاش جسدها في إزدياد حتى وقفت على أولى الدرجات ممسكة بمقبض السور الذي يحيط الدرجات، واضعة قدمها على أولى الدرجات ولا تستطيع الخطو خطوة أخرى بعدها لتجلس على السلم عاجزة عن الخطو خطوة أخرى منزلة رأسها أرضا.
وصل إلى مسامعها صوت فتح البوابة من أمامها ولكنها لا تملك القدرة على رفع رأسها وجعل أحد يراها بمثل هذا الضعف الذي تشعر به لأول مرة بحياتها.
حاولت الضغط على نفسها والنهوض والصعود ولكنها لا تستطيع، أعصابها بأكملها في حالة إنهيار وعيناها مليئة بالدموع التي تمنعها من الرؤية بوضوح.
-يا رب نخلص.
إستمعت إلى صوت أكثر شخص لم ترد أن تراه في هذا الوقت بالتحديد، لتتحرك جالسة على جانب السلم وهي مازالت منزلة رأسها للأرض مشيرة له بالصعود دون التفوه بأي حرف.
-إيه القطه أكلت لسانك!
سخر منها ولو كانت في وقت آخر لكانت ردت عليه بسخرية لاذعة أصابته في مقتل، ولكنها فقط في أسوأ حالاتها النفسية وكذلك الجسدية الآن، لتتحدث بصوت مهزوز ومكتوم من محاولتها لإمساك دموعها:
-سيبني في حالي وإطلع شقتكم كأنك مشوفتنيش.
وقف أمامها قاطبا حاجبيه بإستغراب، لأول مره منذ أن دلفت إلى منزل العائلة وهو يراها بمثل تلك الحالة، والأهم بمثل ذلك الضعف.
-إنتي كويسة؟
تسائل بقلق وهو ينحني يحاول رؤية وجهها التي تخفضه للأسفل، متحدثة بصوت مكتوم:
أنت تقرأ
أم البنات
General Fictionظنت أن بناتها لن يسألوا عن الماضى، و هى ستكفيهم، و لكن القدر يصمم على نبش الماضى بكل ما به من مشاعر مختلفه.