البارت الثالث

80.8K 6.9K 7.3K
                                    

#عُزلة_السقر
البارت الثالث
للكاتبة لبنى الموسوي

وَتِلكَ الَتي حَملتْ بِك ، أنجَبتك ، أرضَعتك ،
سَهرتْ لياليها علىٰ راحتِكَ حتىٰ شَبَ عودُكَ وكَبرت
رِفقًا بِها ..
فَـ إنَّ مِفتاحَ الجَنة بِـ يَدها فَقط
وَدُخولها لا يَتم إلا بِالعبورِ مِن تَحتِ قَدميها
وَإن سَكبتَ في صَدرِها عَبرة ، سَكبَ اللَّهُ مِن زَقومِهِ في أحشائِكَ يَوم القيامة . ✍🏻
__________

أنهَتْ الإتصالَ بِـ ذهولٍ عَظيمٍ فاقِدةً للشِعورِ وَالإدراك ..

أكُنـتُم تَـعتـقدون أنها تَستطيعُ أن تـتَحَـدث إليكُـم بِطريقتها المُعتادة !!!
أن تَبـوح لكُم عمّا يَدورُ في داخِلها
أن تَخبركُم عَـن الشعورِ السيئ اَلذي دَاهمَ أعماقَها عَلىٰ حيـنِ غَفلـة .

ها هيَّ الآن .. تَجلسُ عَلىٰ كُرسي المَصحة الوَاقع أمام الغُرفة السادِسة وَكأنَّ اعباء الدُنيا قَد أُلقتْ عَلىٰ عاتقِها
تَشعرُ بِـ ضيقِ الهمّ في صَدرِها
وَحرارة الدَمع في عَينيِها
لقَد أعطَتْ لِنفسِها وَعـدًا شَديدَ اللهجة بِـ أنها لا تَبكي مُجـددًا عَلىٰ أيَّ أحدٍ وَلأي سببٍ كَان !!
لٰكنَها بَـكتْ ..

هيَّ في هٰذهِ اللحظات العَصبية دَخلَتْ في عُزلتِها السرية بَعدَ أن فَقدَتْ رَغبتَها بِـ الإختلاطِ بِـ البشر ،
لَمْ تكُـن تَعلم ما الذي يـدورُ حَولـها
العَالم أجمَع كَانَ يَسير مِن أمامِ أعيُنها لٰكنَها شعرَتْ بأنَّ الدُنيا بِـ رمتِها قَد تَوقفَتْ عِندَ هٰذهِ النُقطة .

لَقَد أُبطأتْ حَركة المارة بِـ جانبِها
وَتلاشَتْ رؤيتها لأبدانِهم
وَكأنّهم يَكادوا أن يَكونوا .. مُنعدِمي الوِجود

أتسمَعون تِلكَ الموسيّقى الحَزينة التي تَصدحُ في هٰذا المَكان ؟!!
إنّها القيثارة الكلاسيكية وَ تُدعىٰ فَنـيًا آلة الغيتار
كَلا .. هيَّ لَم تَكُنْ تُعزف في أرجاءِ المَصحة
هيَّ كانَت تُعزف علىٰ نَبضات قَلبها
مِفتاحُها دُموع بَطلتنا .. وَالأوتار إنتَـزعَتْ مِـن شِريانها الأبهَر حتىٰ تَمزقَ وَتِينُها مِـن شِدةِ العزفِ فَـ باتَ حُطام

أنتُم الآن لا تَقرأونَ حَدثًا مِن رِوايةٍ إعتِيادية
أنتُم تُشاهدونَ مَشهدًا مِن مَشاهدِ الأفلام السينمائية القَديمة ،
نَبرتهُ حَزينة وَ ألوانهُ عَتِمة
لا يُعرفُ مِنها غَـيـرَ الأبيـض وَ الأسـود ،
فَـ بياضـهُ يُمثل لونَ قَلب قَدره
وَسـوادهُ قُلوب مَن حَولِها المَملوءةِ بِـ الحقدِ وَالضَغينة .

لَـقَـد تَـحولَتْ فَـتاتُـنا الصَغيـرة إلىٰ فُـتَـاتٍ تَـمامًا ..

يامن : كافي بچي لخاطر الله احچي لي شنو صاير ويا بيبتچ مو راح تخبليني

قدر .. قدر اني مو داحچي وياچ !!! الحجية شبيها

- خوالي يامن ، خوالي اللي همَ ولدها تصور ذابيها بدار العجزة شلون وليش ما گاعد تدخل لعقلي

عزلة السقرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن