البارت الواحد والستون

65.6K 7.7K 29K
                                    

#عُزلة_السقر
البارت الواحد والستون
للكاتبة لبنى الموسوي

في لَحظةٍ شَديدِ الاِنكِسارِ اِلتقتهُ حُلمًا فَـ باتَتْ تَنظرُ إليهِ بِعينٍ مُمطِرة وَهيَّ تَقولْ :
لمْ أرغَبْ إلا بِكَ
رُغمَ أنـكَ تَرغَب الجَميع ما عَداي .✍🏻
♕♕♕♕♕♕♕

شغف : أريد أرجع لغرفتي تعبت

قدر : تمام أني همْ تعبت ووجع راسي مديخليني أركز وياكم أكثر من هذا الشي لذلك خلونا نختم جلسة اليوم وباچر إن شاء الله نكمل الباقي منها

اِلتفتت هبت الرياح القوية بوجهي ورغم كثافتها إلا إنها كتمت على مجرى التنفس بداخلي بدلاً من أن تنعشه ، وقفت عاجزة عن الحِراك أريد انادي على مجموعة يامن نفس ما عندي أحس الغصة كتمت على صدري لدرجة الاِختناق ، أجود كان ديراقبنا بعيونه أشرت له بحركة بسيطة نهض متوجه علينا ، سلم بلعت ريق ورديت السلام بنبرة متموجة وصلت لمرحلة من الإنهيار ضاع الكلام بلساني نفسي مگاعد أگدر أواسيها شلون أگدر أواسي غيري ! درت وجهي للاِتجاه المُعاكس أمنع روحي من الضعف گدامهم وما گدرت أقاوم وأرجع بعقلي للواقع إلا بعدما صدح صوت أجود بمسامعي وهوَ يسأل عن يامن ويستفهم عن سبب خروجه المُفاجئ من المصحة بمثل هالوقت المُبكر من الدوام ..

أجود : شنو اللي صار دكتورة منو هذه البنية وليش دكتور يامن تركنا ببداية الجلسة وراح وياها ؟

قدر : موضوعها شخصي بالنسبة للدكتور وما أتصور يرجع بسرعة لذلك نادي على جماعتك حتى تصعدون ويانا راح انتظركم عند الباب الداخلي للمصحة

حچيتها واِلتفتت للبنات بس أشرت براسي تحركن ، أول ما وصلنا للباب صاروا أجود وجماعته بظهري صعدت البنات أول شي كل وحدة لغرفتها بعدين صعدت الشباب وتوجهت مُباشرةً لغرفة المكتب أريد أرتاح أحس رجلي بعد متحملني من صدمة الموقف المشكلة أعرف يامن شگد عقلاني والذكاء العنده يفوق ذكاء قدر بأضعاف لدرجة يصعب على المُقابل خداعه لكن بالوقت نفسه أعرف كلش زين مقدار الحب اليحمله بصدره اِتجاه ضحى ومدى سيطرة هالإنسانة على مشاعره لدرجة ياما عدت مواقف غلطت بيها ضحى بحق يامن أغلاط صعب تنغفر مع ذلك تجاوزها بكل بساطة ولا كأن شي صار بس لأن جذور حبها متغلغلة داخل العمق البعيد من قلب هالرجُل للحد اللي يتطلب اِنتزاعها من داخله اِنتزاع الروح معها ..

فتحت باب الغرفة ودخلت من التعب ما بيَّ أوصل للمكتب ، مديت ايدي سحبت الكرسي وگعدت بمكاني دفعت الباب بحركة خفيفة إنرد ما إنغلق

رجعت نفسي على الكرسي ، غمضت بعجز وانطلقت ذاكرتي برحلة حقيرة نحو بشاعة الماضي تحديدًا اليوم المشؤوم الخسرت بيه أطفالي بسببها ، تسللت دموعي من خلف اِنطباق الأجفان حتى تسري ببطؤ على وجناتي وتترك عند كل مسامة ندبة ما هيَّ إلا وليدة الجراح المُتعددة من أخت أقل ما يُقال عنها خبيثة النفس مسمومة التفكير والطِباع واللي مع كل لمسة من ذاكرتي لهذه الندب يفرز منها قيح ذو رائحة جدًا كريهة يشبه رائحة القذارة الموجودة بأنفاس ضحى ساعة التجي توگف گدامي وتحاول تبرر سوء فعلها (بـ هيَّ غلطة وعدت سامحيني) !

عزلة السقرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن