البارت الرابع

68.7K 6.6K 7.8K
                                    

#عُزلة_السقر
البارت الرابع
للكاتبة لبنى الموسوي

مُهَمَشونَ للغَاية .. لا نَعلَمُ في أيّ حُفَرةٍ مِن حُفرِ الظَلامِ سَقَطَنا ، لٰكِنَـنا أُسقِطنا .✍🏻
___________

التَراكُماتْ الَتي تَكدَسَتْ في دَواخلِهم قَد عَلتْ صُروحُها
قُويَّ أساسُها وَتَكاتفَتْ أعمِدَتُها حَتىٰ أصبَحَتْ كَأنَّها بُنيَانٌ مَرصوصٌ يَكادُ أنْ يُزهِقَ أرواحَهُم

بُنيَانٌ يَدفَعُهم للشَرِ أُولَئِكَ الَذينَ كانوا يَحمِلونَ مِنَ النَوايا أنقاها وِمِنَ القُلوبِ أنصعِها
بُنيَانٌ جَعلَ مِنهُم دُمًا مُتحَركـة يَقودُها سَوادُ ماضيهم

ها هيَّ عِناقٌ قَد عَانَقتْ أوجاعَها حَدَ الإشباعِ حَتىٰ باتَتْ للجِنونِ عنوانٍ لا تَعرفُ مِنَ العَقلِ سوىٰ التَسمِية

نَعم .. جُنتْ مَنْ كانَّ عقلُها يُثمَن بِـ الذَهب
جُنتْ وَردتُنا البيضاء بَعدَ إنكسارِ غُصنِها وَ إنهيارِ تُربَتِها

حَتمًا هُناكَ مَنْ سَلبَ مِنها شَيئًا باهِظِ الثَمنْ عَلَهُ ماءً أو عَلَهُ هَواءً وَلرُبما سُلِبتْ مِنْ أوراقِها الحَياة فَـ تَناثَرتْ

آهٌ كَم تَناثَرتْ !!
في فَضاءِ الكَونِ تَبعثَرتْ
وَمعَ سَحابِ السَماءِ إختفَتْ
فَـ عَادَتْ كَـ رَمادٍ أسودٍ بَينَ جِدرانَ المصحةِ قَد رُميَتْ ..

لمْ تَكُن تَستَطيع البَوح عَما في دَاخلِها إلا بِـ الكثيرِ مِنَ الصُراخِ وَ النَحيبِ وَ القَليل مِنَ الإنفِعالاتِ المُتجَردة مِنَ الإدراكِ وَالمَسؤولية ،
وَكيـفَ لهُ أنْ يُـدرِك مَـنْ كَـانَ فاقِـدًا للشُعـور !!!

ويا لهُ مِنْ فُقدانٍ خَطيرٍ جَعـلَ مِنَ الحملِ الوَديعِ وَحشًا كاسِرًا يؤذي مَنْ حَولَهُ ثُـمَ يَقومُ بِـ إيلامِ نَفسه .

انظروا إلىٰ الجهةِ المُعاكسة لِـ مَوقعِ الحادِثة ..
نَعم تلكَ هيَّ قَدرُنا قَد وَقفَتْ في مَكانِها تُشاهِدُ الفَتاةِ وهيَّ تَدورُ حَولَ نَفسِها بِـ إنهيارٍ شَديدٍ مَصحوبٍ بِالألمِ والصُراخ كَما يَدورُ الطِفلُ في أحشاءِ أمهِ عِندَ المَخاض

بَعدَ أنْ صَفعتْ الرَجُلَ دَارَتْ في ارجاءِ المَكانِ صارِخة
لا يَعلمُ أحدٌ مَاذا تُريد ؟!!
فَجأة تُوقَفتْ ..
حَولها نَظرَتْ فَـ ضَحِكَتْ
وَمِن ثُمَ لِرأسِها ضَربًا بِذاتِ العصا مِن دونِ رأفةٍ أبرحَتْ

ذُهلتُ وَإياكُم مِما حَدثَ أمامَنا !!!
والحقيقة إنَني لمْ استَطع تَحمُلَ بَشاعةِ ذلكَ الموقِف ، تَقدَمتُ روَيدًا تَارِكة جَيشي العَظيم خَلفي يَنتظِرُ تَتُمةَ الحَديثِ لأسألُ قَدرِنا ما الَذي دَفعَ الفَتاةَ لِفعلِ مِثل هٰذا الأمر الَذي يَكادُ أنْ يَكونَ لُغزًا لا جَوابَ لِـ سؤالهِ

عزلة السقرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن