#عُزلة_السقر
البارت الحادي عشر
للكاتبة لبنى الموسويمُنهَكة إلىٰ الحَدِ الذي يَجعَلني أتخبطُ بَينَ دَهاليزِ أرواحِهم
مُنكَسِرة كَـ أضلاعِهم
أتعَثرُ في المَسيرِ ما بينَ الخطوةِ وَ الخطوة
فَـ اليَقين المُوجع إنَني أعي اِنكساري لٰكنَني أصطَنعُ القوة
وَالواقع المُفجِع إنَني أُحاولُ النُهوض بعدَ سقوطِي المُتواصِل فَـ يَكنْ هوَ لِـ فَرَسي كَبوة .✍🏻
________________أمامَ ذَلكَ القَصرُ الفَاخِر تَقفُ قَدرُنا مُستَترةً تُراقبُ أسوارَهُ المُحاطة بِالحَرسِ الأمْنِي مِنْ كُلِ حَدبٍ وَصَوبْ
تِلكَ الأسوارُ الشاهِقة خَلفَها حِكاياتْ ،
خَلفُها خَفايا وَ نِزاعاتْ ،
خَلفُها مَرايا في إنعِكاسِها بِدايةٍ لِـ جَميعِ النِهاياتْ ..إنَّـهُ ذَلكَ المَكان القصي الَذي لا يُسمَعُ مِـنهُ صَوتًا غَيرَ وجسّ حَرسهِ .. صَوتٌ يَشبَهُ دَويّ النَحل يَتَهامَسونَ فِيما بَينِهم مُتَحَدثينَ بِـ الصُحبة وَ همْ يَستَرقونَ النَظر بَينَ الحينِ وَ الأخَر لِمُراقبةِ أرجاءِ القَصرْ واسِعة النِطاق لِيَجعَلوا زَواياهُ الوَفيرة مُحكَمة الإغْلاق
بَعدَ أنْ أتمَتْ مُهِمتَها ..
اِستَدارَتْ لِـ تَرتَدي نَظارتَها مِنْ جَديد
في تَنقُلاتِها حَذرٍ شَديد ، دَاخل عَينَيها تَهديدٍ وَ وَعيد ،
بِـ باطِنِ قَلبِها ميثاقٍ سَديد ..
عَقدتهُ بَينَ رَجاحةِ العَقل وَ حِكمةِ القَول نَاطِقتًا :
أنا قَدرٌ وَ القَدرُ رُغـمَ الحَذر يَحصلُ قَسرًا عَلىٰ ما يُريدبِناءٌ شاهِق ،
شَركةٌ لِتجارةِ الأموال مُديرها رُغمَ شَيبهِ عَجوزٌ مُراهِقبابُها مُشرعةٌ لِلجَميع ،
في دَاخلِها الضَمائرِ تَضيع ،
وَحتىٰ ذَلكَ الحَملُ الوَديع ،
حينَ تَطأُ أقدامهُ أعتابَها يَصبحُ فَردًا سافِلًا وَضيع
لِـ ساداتِها يَخضَعُ مُطأطأ الرَأسِ كَما يَخضَعُ غَنمُ القَطيعيُناديهم بِـ نِداءِ المُمتَثلينَ لِلأوامرِ بِـ الطاعةِ قائلاً : صُمٌ بُكمٌ عُميٌ .. فَـ أنا لَكُـم خادِمًا مُطيع
بِـ خطواتٍ حازِمة شَديدةِ الثَباتْ تَجاوزتْ أبوابَها وَهيَّ تُحاولُ أنْ تَكتَشفُ ما في طياتِها مِنْ أسرَار ، تَستَرقُ الأنظار ، غُرفٌ كَثيرَة ، مَمراتٌ مُنيرَة ، جُدرانٌ قَاتِمة مَنزوعَةَ الحَياة ، أرضيةٌ هَشة كَـ أرضيةِ الفَلاة ، قُلوبٌ صَلِبة ، ألسِنةٌ تَرِبة ، وَظائفٌ غَزيرَة ، نُفوسٌ خَطيرَة ، تَكَتمٌ بَليغٌ طَريدُ الجِهات ، مُراقَبٌ مُحاصَرٌ مُدرَس الكَلِمات ، أنفاسٌ مَحسوبة ، أرواحٌ مَتعوبة ، رِقابٌ مَطلوبة ، وَكل مَنْ في المَكانِ يَجول ، بِـ لُغةِ العُيونِ سِرًا يَقول أنا بِـ باطنِ العَملِ جَهول ، بِـ ظاهِرهِ مُقابِل المَال عَمول ، وَالحَديثُ عَنْ أسرارِها يَطولُ وَ يَطول
أنت تقرأ
عزلة السقر
Gizem / Gerilimفي عُزلتي مَعهم غاية والغاية تُبررُ الوَسيلة كُـنتُ أنويّ مُداوتَهم فَـ إذا بي أكتشفُ أنَّ خلفَ أمراضهم شِفائي وفي بُعدِهم سُقمٌ لا شِفاءَ بَعدهُ أبدا .. فَـ ما الحَلْ لو غادَرونيّ ؟ ضَيعَتُهم ضَيعَونيّ نادَيتُهم اِسمَعونيّ .. لا تَرحلوا ، قِفوا ه...