البارت الواحد والثمانون

48K 5.7K 9.4K
                                    

#عُزلة_السقر
البارت الواحد والثمانون
للكاتبة لبنى الموسوي

الطَيبونَ لا يَرغبونَ في هٰذهِ الحَياة
فَـ همْ يُغادرُها سَريعًا
لَطالما اِختارَتهُمْ المَلائكةُ اجنِحةً لَها
لِيُحلقوا بِهم بَعيدًا عَنْ موطِنهِمْ
رَامينَ اعباءَ حِملهِمْ
اَلتي بَاتتْ تَزيدُ مِنْ ثُقلِ كاهِلهِمْ
علىٰ شِكلِ اسمٍ يُزينُ شاهِدَ قَبرهِمْ
لِيرحَلوا عَنا بِصمتٍ مُبهَمْ
في مَوقِفٍ مُحزِنْ
تارِكينَ سَوءةَ هٰذا العالَم خَلفَ ظهرهِمْ
فَـ دَنسُ الدُنىٰ لَمْ وَلنْ يَليقُ بِمثلهِمْ .✍🏻
♕♕♕♕♕♕

كان الموقف عبارة عن مشهد تراجيدي يعجز ابرع ممثلي العالم عن تجسيد مشاعره ، واگفة بجوار رسول اتأمل منظره اليقطع نياط القلب وهوَ يرثي رحيل روحه بعدما وهبته روحه للمرة الثانية وعقلي قرب ينفجر من كثرة التساؤلات

" يا ترى شنو كان شعور روح بليلة مقتلها المشؤومة بعدما شافت بعيونها بنتها الصار لها اشهر متلهفة حتى تحضنها غادرت احشائها لكفين قاتلها "

" بأي حديث واجهت نفسها اثناء لفظها لاخر انفاسها وهيَّ تترجاه يسمح لها تحضن روحها للمرة الأولى والأخيرة وباِنعدام اِنسانيته سخر منها رافض الطلب وكأن اعظم امنياته يخليها تموت وعينها مفتوحة "

" عجيبة هالدنيا وين رايحة بينا وليوين ناوية تاخذنا معقولة وصلنا لذروة الظلم بحيث الضحية صارت تطلب العفو من جلادها !"

عزلة بسيطة محورها افكاري المشتتة صحيت منها على صوت الضابط يسألهم حتى يتأكد إذا هالطفلة نفسها الاستلموها من الجزار قبل أسبوعين او لا ، جاوب واحد منهم بنبرة التأكيد وعضد كلامه ابو شر بعدما بلغنا هوَ هذا بالتحديد الاستلمها من عنده

كل الاطفال حديثي الولادة كانوا اكبر منها عمرًا بين الشهر والشهرين هيَّ الوحيدة بعمر الايام ووياها طفل نفس العمر لكن جنسه ذكر وليسَ انثى

بعد التأكيد انتهى الهدوء خارت قوى رسول بشكل واضح وبدا التعب يسيطر على جسمه ، داخ قبل لا ينزل على الأرض سلمني بنته ، حضنتها وعيوني عليه اتجمعوا الشباب يمه اللي جلس بجواره واللي صار يمرغ ايده واحد يصبره بالكلام والثاني يواسيه بالدمعة كل شخص منهم اخذ دور مغايير لدور غيره بالمساندة

أمرهم الضابط بالتحرك صدى الصراخ استحوذ على ارجاء المكان ، ارتفعت النبرات وتعالت الاصوات ما بين آمرءٍ ومتوسل ، الطفلة نزت صارت تصرخ مرعوبة طلعت بيها للحديقة ضامتها لصدري بقوة احاول ازرع بنبضات گلبها من گلبي أمان ، شوية وهدأت ، گعدت على المصطبة اتأمل جمالها برئية نقية يتيمة منذُ الولادة راحت روح بس تركت لنا نسختها نشوفها بارواحنا كلما شافت عيوننا طفلتها

عزلة السقرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن