البارت الثاني والعشرون

58.3K 6.5K 7.2K
                                    

#عُزلة_السقر
البارت الثاني والعشرون
للكاتبة لبنى الموسوي

آهٌ عَلىٰ غَدرِ الزَمانِ وَحِقدِهِ
إنْ جارَ ظُلمًا عَلىٰ العَينِ النائِمةْ
إنْ باغَتَ القَلبَ بِقَلبِ غَيرِهِ
فيهِ خِصالٌ مِنْ شُرورٍ صارِمةْ
باتَتْ مَحَطَ الغَدرِ مَنْ كُنتُ لها
روحًا وَكانَّتْ لي فَتاةً ناعِمةْ
وَتِلكَ الكُفوفُ الَتي في صِغرِها لَطالَما
قَبَلتُها حُبًا وَأمسَتْ بي كُفوفًا طاعِنةْ .✍🏻
___________

Flash Back (فلاش باك)
«تجول الماضي مِنَ الزمان في أزقةِ ذاكِرةِ النسيان»..

مثل أي عائلة مثالية أم وأب جمعهم حب حاد المشاعر عميق الجذور تكلل بالزواج رغم صعوبة الظروف واللي أسفر عن اِنجاب بنتين اِعتبروهن ثمرة غالية الثمن لعشقهم القاتل كَـ إنهنَّ من ثمار الجنة تمامًا ..

ما كانت الحياة العشناها سهلة اِطلاقًا، والدي كان مجرد شوفير للدوائر الحكومية يتقاضى أجور أسبوعية بالكاد تكفي لسد الحاجات الأساسية للبيت وباقي الأمور أصبحت في طي الإستغناء رغم حاجتنا الماسة لها في بعض الأحيان حتى نگدر نعيش حياتنا مثل العالم بدون منشعر بالنقص وفقر الحال ..

ورغم كل شي كنا أسعد عائلة بالوجود ، الحنية البگلب والدي اِتجاهنا حروف لغات العالم أجمع تقف عاجزة عن وصف جزء صغير لا يتجاوز مقدار الذرة منها، عطفه ورحمته وحبه لزوجته وبناته شيء يفوق ويغلب الخيال وكأنه رجُل كامل والكمال لله سبحاته وتعالي ..

أما والدتي مثال للمرأة التي إذا أحبت فدت حياتها لمن تحب بدون خوف بدون تفكير بدون تردد ، كانت تعطي بِلا تعب وتخدم من غير مقابل، حاربت الدُنيا قبل أن تحارب أُناسها من أجل الحفاظ على هذه العائلة الصغيرة التي كلفها بناءها غربة الوطن وحقد الإخوان ..

(ضحى) أختي الوحيدة ، بنتي الأولى وروحي الثانية، ما كان عندي أغلى منها بالدنيا لدرجة كنت افضل راحتها على راحتي وسعادتها على سعادتي، لو تطلب النفس الأتنفسه همْ مُستحيل أعزه عليها، علاقتنا تعدت كونها علاقة أخت بـ أختها من ناحيتي، علاقتي بيها صارت علاقة اِرتباط الروح بالروح مع تعدد الأجساد ..

من منظوري الخاص ورغم صغر سني يعتبر الإستقرار النفسي أهم بكثير من الإستقرار المادي لهذا كنا عايشين بدائرة الاِكتفاء الذاتي بالنفس لأن كلنا نمثل شخصية واحدة بداخل اِطار عائلي مُتعدد الأطراف..

لكن ومع شديد الأسف ما اِنكتب لهذا الاِستقرار الدوام بعدما حل علينا المرض كـ ضيف ثقيل جدًا ما رحل إلا بتشيت أمان هذه العائلة وزع الغصة في قلوب أفرادها

مُصعب : إستبرق وينچ تعالي ..

رفعت نظري من الكتاب على صوته المُتعب اِنصدمت والدي الطول عمره شامخ مثل العلم دخل للصالة مُتكأ على جدرانها! فزعت من مكاني مديت له جسمي سند نفسه عليَّ، اجن ماما وبيبي على صوتي يركضن ..

عزلة السقرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن