١٢

716 16 3
                                    

وعلي ينزل كرتون الماء وندى ومها يرتبون السفره والتمر والقهوه والشاي وقشر الجده والشايب يجلس مبتسم ومبسوط وهواء المطر يلفح لحيته الكثيفه البيضاء
عبدالله وهو يلتفت ورأى ندى بوجهه: ندى اجري لسياره وهاتي فروه لجدش
اسرعت ندى وهي تتجه لسياره وتجيب فروه والدها كانت سيارته فيها جميع الاحتياطات واتجهت لجدها وهي تُغطيه وابتسم الجد : جعلش تسلمين ي الندى
م كانت كلمه الندى من احرف جدها الا اجمل م تسمعه في يومها وكأنه يغُرد باجمل الشِعر والالحان لها عندما يناديهـا باعذب م تسمع الندى وكانهـا فعلا قطره ندى وهناك سِر صغير ندى لطالما شعرت بان لها صله كبيره بين الغيوم والسماء والندى خُلقت من تُربه ولكنهـا تنتمي الى السماء باسمهـا
صلاه المغرب كلهم اتجهوا يفرشون السجادات لصلاه ابتسمت على منظرهم مُصطفين وكانت تشعر بأمان وهي ترى ان عائلتهـا تنتصف جميع الاشياء  المذهب الاسماعيلي ومذاهب الجماعه او (العامه) جميعهم مُتجهين الى القبله وجميعهم يصلون لله تحت سقف الاسلام شعرت وكانت
مها كانت تستمتع ان تصلي ب التربه لتطبع التربه على ملامحها وتشهد لها يوم القيامه وكانت ندى مشاركتها في الحقيقه لم تلقى سجاده وشاركت مها ب الصلاه عندما فرغت من السجود طُبع على انفها التُراب الذهبي لم يؤذيهـا كُثر م داعب انفها وهي تبتسم وتتخلص منه
مهـا :ندوي جيبي لنا قهوه نتقهوى حن وياش بعيد منهم
ندى: قومي انتي جيبي ونا بجيب قدوع (تمر او بساكيت)
مها :بسرعه يلا اجل قبل م يجي عمي والباقين عادهم يصلون
ركضت ندى وهي ترى ان العيال انتهوا من صلاتهم  ولم  تراه جالسا. بجانبهمً على الفرشه وجدت نفسهـا
تبحث عنه بعينآها والصدمه انه ينظر إليهـا
وسرعان م انزلو نظراتهم معا والتوتر سيدُ الموقف
كان يتساءل مالذي تبحثُ عنه ؟
وكانت هـي متوتره لماذا كان يُنظر إليهـا
وخالجها شعور ما؟ لم تعلم ماذلك الشُعور
ولكنها صمتت وهـي تتجه لعلي : علي عطني ثلاجه قهوه وشاي
علي: وش تبغين بها
ندى: نبغى نتقهوى
الحسن بن عبدالله وهو يُشير لعلي:عطها خلص عليها
عطاها علي مُنفذ لامر اخيه الكبير: ابشر
اخذتهـا ندى للبنات وهي تتجه لدائرتهم وهم بدو يتقهون ويسولفون
أسماء: مافيه شيء بارد
ندى: عند الترمس اخذي لش
اسماء: وينه الترمس
ندى: على الفراش هناك
اصايل : لا يكون بلى عصير نجران ي خوالي
ندى: روحي شوفي ي خوالي ونتي بلى جايه بيديش
ضحكت مها: شرعهم يتفلسفون
اسماء بعقده حاجب: وش قومش انتي وياها
ندى بضحك: م قومنا شيء
أسماء وهي تتجه الى للفرش وتلقى الترمس وتاخذ منه بصمت وهي تحاول تلفت نظر الحسن بن عبدالله الي مُريح ناظره وقلبه بمكان آخر  كان هبائب المطر هادئه مُريحه شغلو لمبات السيارات اتجاه الي يطبخون والباقي ضوء النجوم والكون كان خافت مُضيء وهنا بدأ دور نبراس بمازحته

تحت شعار
"يطوي على نفسه يأسِه
ويلبس للناس، ثوب السُـرور".
نبراس وهو يضحك: ي خال يعني يجوز اقرا سوره الاخلاص في صلاتي كلها عشانها قصيره وسهله
العم عبدالله: انت خبل ولا صاحي اقرا الفاتحه لازم
نبراس وهو يضحك: بس جدي قاله
الجد :الا انت حافظه ياولدي  وتيسر لك
العم علي : بلى يتلكع عليك ياعبدالله
ضحك عبدالله: ونا صدقت ، وارب السياره زانت
اومى براسه نبراس: ايه ابشرك زينه
الخاله ريضه: امك هي تكلمك يانبراس
اومى براسه نبراس: اي عادني مكلمهـا الليله
الجده اومت براسها بعصبيه : لاعاد حد يطري حد طلع من ذي العائله
الجد تجاهل وهو تعب من الهجر لسنين
نبراس ضاق خاطره جدا وهو يخفي حتى الضِيق ولكنه يتمنى لو يسأل جدته ويُمسكهـا هل انتي فعلا أم ولكنه صمت وهو يطوي ألمه على نفسه كالعاده تنفس تنهيده جعلت الكُل يشعر بضيقه  لم كان يعجبهم ذلك الهجر ولكن ساره اختارت ان تبتعد وغضب والداتها زاد
قاطعهم ضحك العيال والبنات على عبدالله بن علي وكان السبب الضحك انه سقط على وجهه في الكثبان الرملي وهم يتسابقون حتى ندى ضحكت ع شكله بس انها الوحيده التي نهضت وهي تمسكه : ماعليه عبود قم كبهم عادي حتى انا اطيح
العم علي: اش علمكم
ندى: بس عبود طاح
الجده والجد بصوت واحد: اربه سالم
ندى : اي اي بخير
بدر وهو يُمر من عبدالله : عبود خلنا نربطك في شاص نبراس وتجري ورانا والله ان تنحف
ندى بعصبيه : وجع يابدر
عبدالله وهو يضحك: بجري بعمري
بدر: حتى انتي بنربطش معه

ندى باستفزاز: اوه نسيت يابدريه نسيت م احط لش روج؟
بدر بعصبيه: تعقبين  الروج لاشكالش
ندى بضحكه وبهمس: الروج في شنطه الجازي مره عمك دهام وعمتك مستقبلا
نجحت بانها تقلب مزاجه وتعصب به وهي وعبدالله يضحكون لان بدر يكره زوجه عمه دهام الجازي
ندى وهي توجه كلام لعبدالله: ترى مانت بمهرج لهم تطيع كلامهم
عبدالله ببراءه: يمزحون معي
ندى: بس اذا عصبوا عمامي قالو عبدالله الي يخبث
عبدالله اومى براسه ببراءه رغم ان عمره ١٥ الا انه البراءه تُقطر منه والعيال  مستغلين براءته وفطرته يضحكون عليه واذا جاء احد كبير قالو عبدالله الي خرب وبالنهايه العقاب يكون من نصيبه وكانو ينعتونه ( عبسي الدُب)
وها انت أيها القاري اصبحت من هذه العائله ف احفظ الاسرار هناك اسماء غريبه ينعتون بعضهم البعض بهـا
____
ب الجبل الرملي مها وندى بعد م راحو للخلاء وابتعدوا من اهلهم الكثير من المسافه وبدأو ب المشي راجعين وهم يتوقفون عند الكثبان الرملي الضخم ويطلعونه حتى يرون اضواء السيارات والاهل من بعيد وقررو الجلوس والاستكنآن لوحدهم بدأ الهواء يشتد ب البراد وندى تعانق مها لتدفاء وتدفئها وضحكاتهم على اشكالهم ك الجرس يتردد ب الجبل صمتوا قليلا
مها بابتسامه: شفتيها
ندى ابتسمت: اي شفتهـا واضحه الحمدالله م عطاها وجه
مها: اكيد م دام قلبه يحب غيرها
ندى: المشكله م هي ب هنا؟ تدرين ايش!
مها : ايش؟
ندى: م يعرفون الحب؟ هم سطحين بشكل غبي حتى اني اشفق عليهم

مها :الله يُفكنا منهم والحين ناوين يطبقون علي وبدر
ضحكت ندى وقاطع ضحكتهـا شيءٌ جعل اجسادهم ترتتعش وللحضه احسوا بخطوات قريبه وصُراخ طفل
مها: ندى تسمعين ؟
ندى: بسم الله اي فيه غرير يصيح يبكي
م امداهم يلتفتون الا والكائن الغريب عيونه مُضيئه باللون الابيض من شده الخوف تنملت اجسادهم ومها تمسك ندى بقوه وتسحبها  وتركض بها وهي تسمي اما ندى لم تعُد تقوى على الحركه اذا شعرت ب الخوف تتجمد اقدامها ومها من شده الخوف عكسها بدأو ب الركض سريعا حتى ان وصلو لاهلم
وبدات مها بصراخ تستنجد بوالداها: ياااااااااابهه ياببه
فز العم علي وهو يركض لهم اما ندى مُتجمده اطرافها وكما ان لسانها لم يعُد ينطق العم علي بعقده حاجب: اش بلاش يابنت؟
مها وهي بدأت ب البكاء: يابه في شيء في الجبل مدري هو حيوان مدري هو رجال بس ابيض
وبسرعه والعم دهام يتجهه الى سياره اخاه الكبير عبدالله وياخذ البندقيه
الجده : اش انت تبغى ياصبي
الجد : خلونه يرمي قمينه(يمكن انه) ثعل والبنات م عرفو انه ثعل ولا ذيب
اتجه العم عبدالله لهم وبدأ بسؤال ندى  التي سرعان م عانقت والداها وبدأت ب البُكاء وكما ان شعر بانه ملجأها ومأمنهـا : يابهه في صوت غرير يبكي يمكنه ضايع اراح يابه نشوفه
تجمعوا العيال الي كانو مبتعدين للعب ب الكوره ع صوت بكاء ندى والكُل منهم يسال وقال لهم العم علي وهو ركبو السياره العم علي ودهام والحسن بن عبدالله
والحسن بن دهام وبدر وعلي بن عبدالله اتجهوا الى المكان نفسه وهم معهم سِلاح وبدأو البنات بالخوف وتجمعوا ب القُرب من الجد والجده والعم عبدالله ونبراس الذي فرغ من التدخين واتى على اصواتهم من بعيد وهو كان ذاهب بسيارته وبدأ بسؤال خاله عبدالله : البنات شافو لهم شيء في الهده انزل معي ونزل السلاح  حقك وعطني مسدسي من الدرج وان شفت ان الوضع يحتاج عاوني فيهم كلهم يدخلون السياره ونحرس عندهم
الجد وهو يهدي الوضع: ياولدي مابه الا العافيه من يوم خلقنا وحن نآتي ذا المكان
الجده: قمينها استرفقنا بالله جِن
ندى وهي تقترب من والداها وبدأ ب الضحك: سمي بالله يابنتي

كبرتُ ولْم تجفُ ثيِاب طفولتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن