كبرتُ ولْم تجفُ ثيِاب طفولتي

٣٨

مها اومت براسها بضحك: ايه
الجده: اي كلموني امس يوم وصلو ويقولون بخير  وطيبين جعل ربي يحفظهم
قاطع حديثهم صوت علي وهو يتنحنح ومها تعدل حجابها وعلي بيدينه سَطل لبن الناقه وهو يضعه امام باب الخيمه ويدخل: مسهم بالخير
ردو جميعا اما مها صامته : يامرحبا ومسهلا
وعلي يتقدم لتقبل جداه وكانت قُبلته تصُنف قبله في الهواء من سرعته ومها مركزه على سرعته وعقده حاجبه المعتاده وهي تبتسم وتردد "مطيور مرجوج "
وسأل عن احوالهم ومها تنتظر منه ان يمازحها او يضايقها بكلماته الثقيله ولكنه لم يقول شيء وتمتمت ببتسامه : ياجده لا عاد تسمونه الا سويده مدلعه
ضحك الجد: الرجال الصامل م يدور للبياض
الجده وهي تاخذ سلاحها المعتاد مياه الفناجيل : جعلش نذرن عليه( فداء له)
الجد: م عاد عِلمنا لبن الناقه الا معك ياعلي
علي ابتسم: الخلفات فيها بركه بس انهم م يحلبونها ويخلونها لسمرات مع اني اقول حلبو لجداني
الجده: والله دهام يعطينا ولا هو بواجد
مها بتكشيره: قل خييير وش هبابه م يكفى عصافير والبلا من البخيله الي عنده
علي بكشر بملامحه: وبدر كيف له م يروح يحلبهـا
الجده: والله انه يحلب وخطيا ليل يجيبه
مها: والله قومه الفراغ بلى رقاد نقومه غصبااا
الجده ابتسمت وهي تمسح على رقبه علي وتضحك: شف كيف لون رقبتك ووجهك
مها بضحك: الشمس احرقت وجهه ورقبته ربي ستر عليها المهم اني علمتكم سموه سويده
علي بعقده حاجب وابتسامه وهو يصد ويتمتم بهدوء:توصون على شيء
الجد : اينك رايح ياولدي؟
علي : بروح ابدل ملابسي ثم بروح لسمره مع العيال
الجده:قومي يامها قسمي اللبن اعطي الدهام وال عبدالله واخذو لكم
علي : لا تقسمون ولاشيء خليه لش انتي وجدي
مها: اي ياجده الي يباا منه يتقهوى معكم اما القسام م هو بلازم يشربون كلش وذا عيشتكم انتي وجدي
علي وهو يتمتم بداخله "هاذي م تسكت كل شوي تقاطع كنها راديو"
الجده: ماعليه يابنتي اقسمي للعيال الصغار ودهم به تتقوى عظامهم عبد الرحمن وخالد
اخذت مها السطل وهي ناويه تدخل به ولكن سرعان م اتبعت علي : عليي
علي وهو يلتفت: هلاا
مها : اعتذرت من ندى؟
علي وهو يصد: لآ
مها شهقت: متى ناوي ان شاء الله
علي بعقده حاجب مالش سنع(م شأنك)
مها بكلمات سريعه: يقل حلاك يااااه م ابغضني لك وحركاتك اش فكك من العسكريه يامتسلط
انصدمت مها انه دائم لا يصمت ويلقي كلمه تضايقها ولكنه ببساطه تركها مع كلماتها الحارقه
فور ابتعاده عنها نفث الهواء بصدره وهو يرفع حاجبه
وتمتم بهدوء ك اعتراف صغير لنفسه : انا دائم اتصرف تصرفات تخلي الي احبهم يكرهوني واقعد احبهم لحالي

فتح باب البيت وشيخه أمامه وتمتمت : ارحب يامرحبا بسويدنا كحيلان
ابتسم علي : خلينا البياض لش واشكالش اكوي ثوبي البُني سرعه
شيخه: سرعه سرعه قُل بسرعه حرف الباء كليته؟ ومشغوله بروح لجداني
علي بعقده حاجب مُخفي جانب الاصرار والترجي : اكويه احسن لش
شيخه ببتسامه: وش تعطيني؟
علي ببتسامه: بعطيش ماوِدش
شيخه : طيب جيب لي فروتر الي بالتفاح
علي اومى براسه : خلاص هاعجلي على م اتروش
شيخه اومت براسهـا : يالله بكويه وبعلقه على بابك زين؟
علي : زين بجيب اغراضش وش تَبِين غير؟ الفروتر!
شيخه : جب بطاطس وبساكيت
علي : بجيبها وبحطها برا
شيخه بشهقه : لا لا تكفى بياخذونها الغران دق على جوال مَها وعلمهـا
علي بعقده حاجِب: لا اما مها ولا عاد تكلميني من جوالها
شيخه اتسعت عِيناها: لييه
علي بعصبيه: وش الي ليه كذا البنت انخطبت وغلط
شيخه بصدمه: طيب حن مع بعض من يوم خلقنا وم انت تكلمها الا تبآني ولا تباا ندى يعني وش يفرق الان واخوان
علي بعصبيه: لا ماحن بأخوان هِي بنت عمي ونا ولد عمها امسحوا الفكره الغبيه من روسكم قالو ايش اخوان وعلميها لا عاد تطلع علي الا بنقاب ترى م عادهي بغرير(طِفله)