كبرتُ ولْم تجفُ ثيِاب طفولتي

٢٠

ليان اومت براسها: زين متى؟
ندى: بعد المغرب
شيخه: يالله تكفون نلعب فريقين
جمان: انا معش ياشيخه
مها: ماني بصوبكم
ندى: ليه خلينا نلعب نستانس
مها :ماعليه بكره بشوف
روان: م عندي مشكله حتى بجيب بلونات نلعب نعبيها ماء
ندى بفرح: الله اي تكفون نبغى بكره كله نلعب
مها: خلاص دام فيها بالونات بلعب
الكل اتجهه الى بيته وندى الي كانت تمشي ومهـا تصاحبها مستمرين ب المشي
مها: علميني اش صار ؟
ندى بهمس : يوم ضويت من عندش قعد يطردني ملب مسعور وقعدت اصيح وابكي ويتمسك بشيلتي
صاحت مها بخوف: يمه وش عاد سويتي
ندى بعقده حاجب وخجل: م ابغى اتذكر
مها بفضول : ايش تحاكي؟
ندى بخجل: نبراس الي طرد الكلب وعطاني غترته ولعنت خيرهه واستوعبت اش دخله؟
مها بضحك: م كأنه زودها بغترته
ندى بضحك: مسمجش وش يعطيني اجل؟ فنيله؟
مها بضحك: الله يبيض وجهه زين وش دراه ؟
ندى بضحك: شكله من صياحي ،ونتي قفلتي الباب فزو في ذا الوجه
مها بضحك:وش دراني بتعارضش كلاب؟هاه وش زد صار
ندى: م صار شيء بس دخلت وحذياني تقطعت
مها: قال لش شيء
ندى بتفكير : قال لا عاد تطلعين لحالش ومن ذا الكلام ومزحهه سامج
مها بابتسامه؛ قد مزح معش؟
ندى: كثير يمزح ويقط اي احد ويمشي
مها بابتسامه: مابعد قط ؟ علي انا
ندى :انت بس وقفي عنده وبيقط عليش صدقيني
مها بابتسامه عَبث : وان ماقط علي ؟يعني انه؟
ندى باستفهام: انه ايش؟
مها ببتسامه ضاحكه: يعني المغرم الثاني
ندى بنظرات استهزاء: اهجدي حاولي م عاد تتخيلين جدا
مها بضحك: خلاص انتي داريه انه مهبول بس اذا م مزح علي بكره؟ يعني انه عاجبه انه يمزح معش
ندى: تراني امزح مع عيالنا كلهم بس هو استحي منه احس ينرفزني بدال م يمزح معي
مها بضحك : اخيرا حد بينرفزش
ندى بخوف: يالله اسري لا يجينا كلب مسعور
مها: وربي لو تشوفين مع الفجر صوته وكُثرها
ندى: ابي يقول بيرميهـا عشان قد تهج
مها: اي والله موذيه(مؤذيه) وش عاد صار ع الفرصه؟
ندى بعقده حاجب: الحسن؟
مها: آيه وش صار؟
ندى بتوتر: مها احسه خنقني بأسألته يجيني كل فتره ويقول هاه حبتيني؟ فاهم كل شيء غلط احسه سطحي في كل شيء م يعرف حتى م يعرف بعض مصطلحات الحياه؟
مها بتفكير: طيب تحسين بتقبلين بعدين
ندى: فيه اشياء  كويسه طيبته وانه يبغى يتغير وصدقه ووضوحه معي يوم جاني اعجبني فيه بس بنفس الوقت براسي مب الانسان الي يناسبني بس قلت بعطي نفسي وقت اكثر افكر
مها رفعت كتوفهـا باستفهام: الي تشوفينه يارب ييسر لش الشخص الي يناسبش
ندى : وياش يارب
مها : ونا ياندى خويتش شوفي لي حد
ندى ابتسمت: م شفت لي حد ولا بعد فكرت الصدق يامها الحسن الي جاني كذا مره وقلت اعطيه فرصه  واحس بشعور غثيث
مها: انا بهرب من ذي العائله  كيف القِيله يجي فارس احلامي
ندى بضحك: يارب يارب ان شاء الله تتزوجين الشخص الي يناسبش
مها: محلى روان م قدها تبادر بس صدق احسها متعلقه فينا و بالاخص  انتي بس الحيه امهـا م تخليها
ندى اومت براسها ببتسامه: اي والله مثل م قلت لكم حن بنات عم ولبعضنا دايم مهـما صار
مهـا: اي والله اشهد الشيء الي احبه فينا
بعض الكثير من التعابير والحكايا الجانبيه بين مها وندى اتجهت مها لبيتهـا وندى بخطواتها لبيتهـم وهي ترى ان الغيوم تُغطي القمر ولكن لهم ثلاث ليالي لم تمطر
وكانت تُفكر في شيء يجعل اطراف اقدامهـا  تود لو انها تندهس  شعور تائهه وغير واضح كلما ارادت التفكير في موضوع الحسن لم تشعر بمشاعر او اي شيء اتجاهه
بالجهه الأخرى راجع  بالطريق والمكالمه التي اخلفت توازنه وانقضت احزانه وهلت مدآمعه ايُعقل الحزن يُذهب العقل ويصنع خَيال مُميت
أثناء وصوله شاهد سياره خاله عبدالله مُسرعه بذهاب استغرب ذهابه وهو يدخل البيت ويرى ان الانوار مشغله  والجده عند الباب وندى وشيخه ومره خاله نجلاء وعائشه الشغاله : سلام عليكم
ومد يدينه ليُصافح نجلاء وبادلته وهو يسأل عن الحال وترد وسرعان م سأل بصوت متوتر: عسى ماشر؟
الجده: جدك تعب م عاد تنسم علينا وداه خالك عبدالله
نبراس وحاجبه ينعقد : اخو العيال اي مشفى
نجلاء: راح به م حن بدارين العيال سامرين كلهم ويوم قدحن بنمسي عائشه تدق الباب وتعلمنا
نبراس وهو ياخذ تلفونه ونجلاء وشيخه يتجهون الى البيت الا ندى التي تجلس بجانب الجده الخائفه ولا يقل خوف ندى عنها بل انها كتمت خوفها حتى لا تُشعر الجده
ووضعت مسامعها لنبراس الذي يكلم والداها ونبراس يتطمن ويسأل عن المشفى وسرعان م قفل وهو يسأل بهدوء وندى تقاطعه: وش قال شحال جدي
نبراس بهدوء: بخير واعطوه اكسجين ومغذي بس لازم حد يرافق معه
الجده: بروح انا
ندى: لا انا بروح ياجده انتي ارتاحي
نبراس: مالكم لوا ياثنتين انا الي بروح عطوني له ملابس وبمسي معه انتي عجوز تبغين الراحه ونتي صعب نخليش ب المشفى لحالش
ندى بعقده حاجب: ليه ان شاء الله؟
نبراس بهدوء وهو يهرب بنظراته: يمكن م تعرفين تتصرفين
ندى: والله جدي وتخصصي طب وادرى منك
نبراس وهو يرفع انظاره لها بتحدي: اقعدي مع جدتي تبغاش امسي معها الليله
ندى تجاهلته وهي تتجه الى غرفه الجد وتجعل له ملابس وشرشف دافئ اما الجده التي بدأت بسؤال نبراس عن ليلته وهو يرد عليها :والله تعشيت ثم سريت وكنت بمر عيالنا ولكن النُعاس غلبني
طلعت ندى وبيدينها الشنطه ونبراس يمد يدينه ياخذها ولكنها ازاحت الشنطه بيدينها عنه وسرعان م اتسعت ملامحهه يريد ان يفهم لماذا فعلت ذلك ولكن ندى قاطعت نظراته وهي  ترى ان الجده تدخل الى الغرفه وتطفئ النور عليها وتطمنهـا وانها هذي الليله سوف تبات معها انتظرها نبراس حتى خرجت : وش يعني بتوصلين معي الشنطه لسياره؟
ندى بعصبيه وهي صامته وحامله الحقيبه بيدينها حتى وصلت الى الباب وهي تضعها على الارض : ترى لو في حدا العيال بروح ارافق مع جدي م انتظر رايك ابدا  تدور عذر فاشل
نبراس ابتسم: الله يسامحش تدرين ايش؟ خالي عبدالله قد كلم خالتي ريضه ويقول م ردت عليه وقال البنات لا حد يجي منهم ذال عليكم اش اسوي انا
ندى بنظرات استهزاء: أبي قاله؟ تتحداني اكلمه واقنعه اجي؟
نبراس ابتسم باستسلام: لا م اتحداش
ندى بانتصار:  طمني على جدي دق ع الثابت انا موجوده عنده ماني براقده وعلمني بكل شيء زين؟
نبراس اومى براسه : ابشري
ندى بخجل من كلمته: مانت بماخذ لك فراش؟
نبراس: ماني براقد
ندى اومت براسها : طيب الله يحفضكم
نبراس ابتسم: ويحفضكم ،ندى
التفتت اثناء صدها وقعت العينان معا. لكن عينآه الليله مُطفئه :هلا
نبراس تنهد وغمض عيونه ولا يعلم لماذا نبض قلبه بشده عندما التفتت له  وسرعان م عقد حاجبه : حطيتي كل شيء لجدي
ندى بفهاوه: ايه حطيت سروال صغير وكبير وفنيله وثوب ابيض وغتره بيضاء وطاقيه  وحبوب السيوله والسوائل
نبراس اومى براسه : كل وحده كم وقتها
ندى: حقت السوائل بعد م يفطر اما السيوله بعد المغرب ان شاء الله م يجي المغرب وبس خلاص الباقيه اذا طلع بنعطيها اياه الا اذا طول انت لا تنسى تدق ع ثابت جدتي
نبراس بهدوء: ان شاء الله ، يالله اش عاد واقف بش
ندى وهي تتكلم بسرعه: ياماشاء الله قدني رايحه ونت الي دعيتني
نبراس بضحك: طيب اش قلت الحين ابغاش تدخلين لا يجيش كلب ولا هِر ثم تقْضين( تُكملين)على باقي غَتري
ندى بخجل : والله انك بتمسكها سنين قدام وغترتك بتجيك بكره بس استحيت اشلها بيديني ويقولون شقومها في يدش
نبراس بضحك: امانه امانه اذا ودش تقعد ذكرى اخذيها ربي عطاش ياها وش تآمرين عليه؟  براقع من سوق الجمعه وجاوي
ندى بضحك: م تقصر م تقصر بس الي آمر عليه انك م تسرع
نبراس بعبث: تخافين علي اعترفي؟
ندى: لا اخاف ع شنطه جدي اذا وصلت له  بصرك في عمرك
نبراس ابتسم وهو يراها اتجهت الى بيت الجد تنهد بقوه والابتسامه تطارد شِفاهه وشغف الحُب يراود قلبه ف افكاره مُتيمه بخيالها مال نحوها وهو يهـوى اما الان تاكد ان ندى بدأت باختطاف قلبه ولكن كيف له ان يعترف لها
ويفكر ان يذهب بسرعه لخاله ويطلب يداها قبل ان يختطفها احد منهـا ...
كان نقِاشه مع ندى كفيل بأن ان ينسى م آحزنه في هذه الليله ترجع بنا الذاكره الى قبل سآعات حيث رن هاتف نبراس وسرعان م تعرف الا الرقم وهو يرد بسرعه ولكنها فاجئته وهـي تتوسله قائله : نبراس لي ثلاث ايام اسمع صوته يبكي وادق الغرفه م يرد  علي ومقفل عليه قومه يوم قطعته لك ايام شقومك ياولدي انت زعلان؟ منه
نبراس والاوجاع تُقلب فؤاده: ارحبي منهو نفداش؟
ام يوسف: الله يبقيك جعل عيني م تبكيك نبراس ياولدي يوسف م عاد طلع لي اشوفه! واسمع صوته يبكي وينك ؟
بلع العبره التي كادت تقطع حُنجرته وهو مدرك ان يوسف مرت على وفاته ٤ او٥ سنوات تقريبا اصاب عقلها الحُزن وهي تتفهوه بخيال لوث فؤاده وهو طول الطريق افكاره تتزاحم بحُزن حول م عاشه كان ذكريات بدايتها فرح ثم نهايه مسممه م كان لنبراس الا يردد لها انه قريبا س يأتي لها ويقبل جبينها رغم طرد ام يوسف لنبراس  في اول سنه مات فيها يوسف الا انها بعدها كانت تتوسل له ان يأتي لها ف هي تتذكر وجه يوسف ورائحته بنبراس و كان ذهاب نبراس لها الا وزادت آلآمه ...
كان يُمثل نبراس هذه الابيات
_________
حتى ولو توارت علي الأيام يومٍ ورا يوم وخذتني الدنيا في مناكبها وبادلت الطواري والمزوح
"والله ما غابت صورتك عن ناظر العين "
جعل الجنة مرتعٍ لك وموطان
___________
مر ذلك اليوم هادئ دون ان تتصادف الاعين دون ان تتصادف الاحرف خرج الجد من المشفى والالم الذي راوده وكاد يقطع انفاسه هو من مرض القلب الذي اصابه على كِبر سن اتعلمون ان مرض القلب لم يأتي من الكبر كان مُخبأ من ضغوط الايام ويحترق ذلك القلب شوقا لرؤيا فتاته ولكنه لم يفصح عن ذلك حتى الرماد تآكل قوى نبضات القلب ومرض القلب ناتج من تعب النفس حتى تتراكم الضغوطات يُصاب الانسان  بامراض كثيره ناتجه عن تعب النفس ويكون هذا المرض رساله للانسان؟ ان يهتم بمشاعره ان يهتم بنفسه التي لطالما كانت هَديه من الرحمن يفهم الجد ان كُل م يصُيبه من الله تخفيف ذنوب وله حكمه كبيره والان كل مافي الامر ان الجَد ينتظر وجود لندى وتساءل لماذا لم يلقاها بين الحاضرين والضجيج ولكن اخبرته علياء بأنها مُصابه بحمى وانها فور م تتحسن ستأتي له ولكنها خافت على مناعه الجد وهي اكثر شوقا لتلقآه ولكن هناك انسان آخر لم يعلم لماذا هي الان غائبه يوم كامل لم يراها يتقلب بفراشه من اليمين الى الشمال وهو يرى الساعه ٣فجرا وهو خرج الى المره الثالثه لعل يلملحها ولكنه لم يراها ابدا ولم يعلم انها كانت مُتعبه ينتظر غدا بفارغ الصبر لعلها تأتي
_____________
：ساعه بدونك تنحسب اربع اعوام
يرضيك عام يروح في ربع ساعه
______________
اليوم التآلي السآعه ١٢:٣٠ظهرا
لابسه كمامه وهي جالسه بجانب الجد وهي تُقبل يدينه للمره الرابعه وتبتعد والجد مبتسم على حركاتهـا  وكان صوتها مبحوح بشده من الزكام
ندى: اجر وعافيه يانور البيت وعموده والحاره كلهـا اشتقت لك ياجد لو تشوف امس امسك نفسي م اجيك
الجد ابتسم ببحه حنونه وهو يقلب يدينه بتساءل: ونا اقول الندى وينها يوم شفتش زان خاطري
ندى ضحكت بوسط ضحكاتها كحه: وينهم وينهم يسمعون الدلع والزين الي من لسانك
نبراس وهو كان يستمع لهم ولم يتجرأ على الدخول ابتسم على كلمه جده وهو يرددها لنفسه: ونا ياجد معك
وسرعان م قاطعته الجده الي جايه من المطبخ : نبراس يامرحبا انت قمت من النوم قد صليت ؟
نبراس ابتسم وهو مرتعب من صوت جدته: لبيه اي قد صليت
الجده: هادخل تقهوى معهـم في الغرفه
نبراس وهو يدخل: سلام عليكم
الجد : يامرحبا
اما ندى بصوت خاف وهي تحاول تغطي حاجبينها : عليكم السلام
نبراس وهو يوجهه انظاره للجد: شحالك ياعُود؟ تزقح صح
الجد ضحك: اي ازقح حصان
ضحك نبراس وهو يوجهه انظاره للفنجان الذي امتد اليه : شحالش ياندى
ندى بهدوء: الحمدالله
الجده وهي تدخل: شوفي الغداء ياندى هو زان
ندى وهي تتجه للمطبخ وتشوف الغداء الي سوته بقدر الضغط الذي م زال اكبر مخاوفها تخاف ان ينفجر في وجهه والجده لا تعرف له اخرجت الصمام وهي تضعه على الطاوله وهي رأت ان الرز نضج واصبحت الكبسه الحمراء  بالدجاج جاهزه  وهي تضعها ب الصحن النحاسي وتضع الليمون والخس وهي تتجه لهـم  وتضعه على السفره وتذهب وسرعان م استوقفتها الجده :يويلي تعالي تغدي معنا