56- هُدنة وعِتاب

14.3K 1K 432
                                    

٥٦- هُدنة وعِتاب
- نيرة شريف
- جنتل توكسيك مان

الفصل داخل على ٧٠٠٠ كلمة
حقيقي لو ملقتش تفاعل هبدأ أضايق لإني بتعب بطريقة مش هتتخيلوها فقدروني شوية..
________________________________________

لحظة صمت مرت عليهما، الباب مفتوح ووالده يقف أمامه يطالعه بذهول وهي متصنمة وكأن سُكب عليها للتو دلوًا من الماء المثلج، وحين استوعبت الأمر نطقت قائلة بانهيار تسأله:
طلقتني؟؟؟

وقف " عمار " يتابعها هي ووالده بهزيان، يعلم خطورة ما فعله لكن إحساس بالوهن والضعف الذي استولي عليه كان أشد، حاولت " عنود " أن تنطق بأي كلمة أو تتحرك يمينًا أو يسارًا لكن الصدمة قد تملكت منها كليًا، وقعت وليس جلست وأخذت تبكي على الأرض بنحيب وشهقاتها تتعالى تدريجيًا دون أن تنظر له، توجه نحوه والده يمسك به من ثيابه بقوة قائلًا:
إيه الجنان ده؟؟ أنت قولت كده إزاي؟!

انفعل" عمار " وهو يصيح بعصبية قائلًا وهو يوجه حديثه لها:
هي عايزه كده، بتعيطي ليه دلوقتي، كام مرة طلبتيها وكام مرة طنشتك، ها ردي عليا قوليلي بتعيطي ليه؟!!!

ازداد صوت نحيبها وهي تبكي بضعف وقهر فقال وهو غير قادرٍ على التحكم في أعصابه:
مش كل حاجة عياط، حاولي تواجهي مشاكلك مرة واحدة زي الناس، ومتعيطيش مش عايز أسمع صوتك، متبقيش أنتِ السبب في كل اللي إحنا فيه وبعدين تعيطيلي.

- كفاية يا " عمار " كفاية.
تفوه بها والده وهو يبعده عنها لكن انفجار ابنه كان غير معقول بالنسبة له، هذه أول مرة يخرج عن هدوئه بهذه الطريقة، عاد " عمار" يقترب منها وهو يقول بنبرة متلاهثة وقد بدأت الرؤية تتتغبش تدريجيًا والإنهاك يظهر عليه:
اتكلمي، قولي أن ده طلبك، قولي إنك ضغطاني نفسيًا احكيله كل حاجة وعرفيه ليه عايزه تتطلقي، خلي الكل يعرف أنا شايل جوايا قد إيه، أنا مش شايل منك
أنا شايل عنك وساكت.

وقفت تتطالعه بانبهار وصدمة في نفس الوقت، ثم مسحت دموعها وهي تصفق له باستهزاء قائلة:
اللي أنت متعرفهوش إن ده دورك إنك تشيل عني زي ما المفروض أشيل عنك، أنت جوزي يعني اللي بتعمله مش بتمِن عليا فيه علشان ده حقي زي ما حقك برضو إني أخفف عليك بس برافو عليك مكنتش متوقعة الصراحة أنك شايل كل ده وعلى شعرة وهتنفجر ومش عارفة أشكرك وأقولك إيه بس شكرًا علشان كنت شايل عني وساكت بس خلاص ملوش لزوم أنت كده أو كده ضيعت مجهود كامل لما اعترفت قدامي إني حمل كبير عليك.

رد عليها باستهزاء قائلًا:
وأنتِ بقى عملتي إيه، شيلتي عني فيه؟

- أنا يمكن معملتش قد اللي أنت عملته معايا، بس ربنا لوحده عالم أنا كنت بقف قدام أهلي قد إيه، وماما تغلط فيك وأنا أوريلها قد إيه عايزاك ومش هسمح لحد يتكلم عنك أو يتدخل ما بينا، ماما كانت حِمل كنت بحاول أنا أشيله عنك ومفيش مرة سمحت ليها تضايقك وعلطول كنت في صفقك، حتى لما كنت بتتعمد تضايقها كنت بقف معاك علشان عارفة إنها هي اللي بتبدأ.
واليوم اللي شربت فيه دوا كتير وجالي تسمم، كان يوم الحِنة اللي جت فيها "عليا" عندي البيت، قالت أوسـ* كلام ممكن يتقال، قعدت تقول عليك مريض نفسي ومتعلق بيها ومتقدرش تعيش من غيرها وإنك مبتحبنيش ومن ساعة موت والدتك وأنت بتخاف وبتتعلق بأي حد بيدخل في حياتك وقالت كل حاجة أنا مستحيل كنت أقبل تتقالي ليلة فرحي وأسكت وأكمل الجوازة، كلمة مستحيل دي بسيطة لو أنت تعرفني بشخصيتي القديمة هتعرف إني مش بيقف عليا حد وكنت يوم الفرح نفسه ممكن مجيش وهسيبك، بس أنا جيت على نفسي يومها ومرضيتيش أتكلم أو أشكيلك علشان كنت عارفة إنك مضغوط وحرام أزود عليك وكذه مرة كنت بتتلكك ليا في خناقتنا الكتيرة وتبقى حاجة مش بإيدي أو حصلت من زمان وتتخانق معايا فيها كإني أنا السبب، وبدل ما بتتخانق في اللي كان السبب بتيجي عليا أنا.

جنتل توكسيك مان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن