90- وألمحك في كل شارع

15.1K 1.2K 425
                                    

_الفصل التسعون (وألمحك في كل شارع)
_نيرة شريف
_جنتل توكسيك مان

متنسوش التفاعل والنجمة ورأيكم هستناه في الفصل وادعولي بالشفاء.

الفصل الجاي= 900 فوت ♥

____________________

دخل شقته وأغلق الباب خلفه ثم توجه ناحية غرفته ولم ينتبه لها حين كانت جالسة في البهو المغلق، حتى أتاه صوتها الذي أوقفه متصلبًا في مكانه وكأنه ارتكب جريمة، بالفعل هو يعلم أنه ارتكب جريمة في حقها ولكن اليوم وفي هذا الوقت تحديدًا هو غير قادر على مواجهتها، أتته من الداخل وفتحت الباب ثم خرجت تلقي عليه بسؤالها المنتظر:
أنت كنت فين؟

طالعها لثوان يفكر ورغم أنه يعلم أن هذا السؤال الأول الذي ستوجهه له لكنه لم يخطط لإجابة يلحق به نفسه، فرد بصدق:
كنت في المحكمة.

_ومصحتنيش أروح معاك ليه؟
سألت بنظرة ذات مغزى، ضمنيًا ألقت إتهامًا عليه وانتظرت دفاعه عن نفسه، فرد في براءة كاذبة معتادة:
لقيتك نايمة وتعبانة وكنتِ سهرانة، مرضيتيش أقلقك وقولت خليها تنام.

حدجته بعيني ذئب، نظرات ثاقبة، البعد بينهما كان مناسبًا حتى لا تنقض عليه، وبدلًا من أن تلقى إتهامًا غير واضح، نطقت به في حديثها له هاتفة بمقلتين افترسته:
أنت كداب، أنت قاصدها ويمكن حوار امبارح كله لعبة علشان تسهرني لغاية الليل وتضيع عليا إني أشوف خالي.

اندفع يرد عن نفسه التهمة في غضب وكأن معه الحق:
بلاش غباوة، ولما هو حوار ممشيتيش من الأول ليه؟

"غباوة دي كلمة صغيرة، قول سذاجة، عبط، هبل، كلهم ينفعوا معايا أنا علشان دايمًا بتضحك عليا."

ضحك بابتسامته الظافرة، وما أن رأته يبتسم بفوزه عليها حتى انفجرت فيه بقولها الذي أخرج من داخلها البركان الذي تصاعدت حممه وصرخت:
أنت مريض نفسي، مستحيل تكون بني آدم زينا بتحس وعندك مشاعر، لما أنت بتكره "عمار"، روحت علشان تشمت فيه ليه؟ روحت وأنت عارف إنه ميحبش حد يشوفه مكسور وخصوصًا لو الحد ده حقود زيك؟ روحت ليه ومرضيتيش تاخدني؟ كنت رايح علشان توريله تصريح بأنه مش فارق معايا، لا وكمان فهمته إني بعتاك ليه علشان تشمت فيه صح؟ يا أخي حسبي الله ونعم الوكيل فيك، كان نفسي أكون معاه، كان نفسي أشوفه..

لم يرد عليها، كدأبته صمت عن الحديث وانتظر منها رد فعل أخر، لكنها انسحبت حاملة حقيبتها متوجهة نحوه ثم استطردت:
ربنا هيردهالك متقلقش، زي ما شمت فيه ربنا هيشمت فيك كل خلقه.

وسارت قاصدة باب شقته، فأوقفها بقوله:
خد خمس سنين سجن.

تيبَّس جسدها وتشنجت أعصابها، شعرت بقدميها لا تقوى على الوقوف، لم تتحمل أن تظل ثانية واحدة في شقته، خرجت لتنهار وتستعيد كل ذكراها معه، كان أكثر من خال، تخطى كونه خالًا؛ فكان الأب حين تجرد أبوها من معنى الأبوة، وكان الأخ حين ولدتها أمها فقط ولم تترك له عونًا في دنيتها، وكان الخال والعم حين وقعت ولم تجد غيره مسندًا لها، كان كل شيء حتى اللحظة التي دخل فيها "فرحات" وخرب حياتها، تبدل كل شيء للأسوء ولم تلاحظ إلا الآن، كل شيء انقلب رأسًا على عقب بسببه هو، ذاك الذي لا زالت خططه نحوها مستمرة حتى قضى على أخر آمالها حين كانت تريد رؤية خالها والتوسل له ليسامحها قبل أن يُنطق بالحكم..

جنتل توكسيك مان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن