جنتل توكسيك مان

82- كل الطرق تؤدي إلى قلبك

٨٢- كل الطرق تؤدي إلى قلبك
- جنتل توكسيك مان
- نيرة شريف

اتأخرت لكن عوضتكم بفصل مسكر طويل، كده فاضل فصل واحد والجزء التاني ينتهي..

ياريت تفاعل بقى حلو، مستنية كومنتاتكم العسل علشان حبيت الفصل ده أوي وفي تجميعة لكتير من الأبطال بمناسبة النهاية.. ✨

متنسوش تدعوا لفلسطين و﷽ وبه نستعين.
_______________________________

أتى الليل وهما في شقتهما بداخل غرفتهما بعد أن عادا سويًا، كانت نائمة في حضنه تتنفس عطره الحسن وهي تداعب لحيته في محاولة لإزعاجه حتى يستيقظ؛ فقد فاتت عليهما بعض من صلوات اليوم؛ لإنه في صباح نفس اليوم أتى وأخذها إلى سكنهما وناما حتى المغرب، فاق بعد محاولاتها البسيطة وتمتم بانزعاج دون أن يفتح عينيه:
كده مبسوطة؟

_أيوه.
قالتها وهي تضحك بشقاوة معتادة وبررت فعلها بحديثها وهي تقول:
أنا بس بحاول أصحيك على فكرة علشان الصلاة.

ظلت عيناه مغمضة وتابع الرد عليها بنبرة متحشرجة وهو يهتف في حنق:
بس بتصحيني مش حلو.

_على الأقل مش بشيلك بالعافية وأدخلك الحمام وأنت حامل!

ردت هي بجملتها في تلقائية فانكمشت ملامح الأخر بعد أن ارتسمت على شفتيه ابتسامة واسعة، من ثم همس في مشاكسة بينما عينيه لازالت مغلقة:
وأنا حامل إزاي يعني؟ لاحظي كلامك بيضحك.

_طب قوم، قوم نصلي.

هز رأسه في استسلام للنوم من جديد وهو يحتضنها نحوه فمنعته وهي تحركه بعزيمة قائلة:
قوم كفاية نوم، نصلي ونتغدى أي حاجة علشان أنا جعانة أوي.

_مش قادر، مكنتش بنام كويس والله.

"طيب نام."
قالتها بعد أن قارصت خده بخفة وخرجت لتحضر طعامًا، بينما كانت في طريقها للمطبخ طرأت عليها بعض المشاعر التي أثارت عاطفتها فجأة، فتوقفت دون إشارة وفي نصف شقتها، من ثم قررت أن تواجه حزنها وتتخطى ما حدث لها، فتوجهت ناحية إحدى الغرف التي كانت مخصصة لطفلها الأول، وفكرت أن تهرب بعد بعد أن استعادت رباطة جأشها بصعوبة لكنها لزمت نفسها بالمقاومة فكفاها هروب، الأن وجب عليها المواجهة، كل الأوقات التي مرت عليها كانت تحاول فيها إثبات أنها لم تتأثر بما حدث لها برغم أن كل ذكرى تنهش قلبها وتعيد أسوء الذكريات إلى داخلها،
حيث لحظة دخول المسلحين، ضربها وضرب ابنها
دون الشفقة بها حتى أن قُتل، معاناتها في النسيان وتخطى ألمها الجسدي والنفسي..

كل هذه اللحظات لن تنساها مهما مر من العمر أزمان، رغمًا عنها تجمعت الدموع في مقلتيها وبكت، الشعور الأصعب لها كون قلبها يؤلمها ولن تستطيع التعبير عن ألمها؛ خوفًا من أن تضغط زوجها حتى بات هذا الشيء حملًا عليها، تعرف أن يكفيه ما يعاني منه، لكن ورغم ذلك هي تريد الانهيار، مدة الأربعة أيام التي مكثت فيها في بيت أهلها لم تكن كافية حتى تتعافى، بل كانت عليها انهيارات متراكمة..