87- كل شيء خرج عن السيطرة

16.6K 895 516
                                    

_نيرة شريف
_جنتل توكسيك مان
_كل شيء خرج عن السيطرة

النجمة والتفاعل. ✨
___________________

بداخل إحدى مكاتب المحاماة، كانت "منار" جالسة منتظرة أن يأتي دورها حتى تقدم ملف السيرة الذاتية الخاص بها، حين أتى دورها، دخلت في إحدى الغرف الذي كان بداخلها شاب صغير يدعى "أسعد"، لم يتخطَ الخامسة وعشرين من عمره، ألقت التحية، فردها وجلست ثم أعطته الملف الخاص بها والذي لم يكن به أي دورات أو سابق عمل، علم أنها تخرجت بتقدير امتياز طوال أربع سنين دراستها في الجامعة، فابتسم لها وقال:
سنك كام يا آنسة "منار"؟

لم تعترض على كلمة " آنسة" بل ردت برسمية:
المفروض ٢٤ وداخلة في الـ ٢٥ سنة.

وضع "أسعد" نظراته الطبية على عينيه وتابع استجوابها:
على حسب الـ Cv بتاعك فأنتِ كده مشتغلتيش خالص؟

أومأت برأسها فأغلق الملف وقال:
وأنتِ جاية علشان تتدربي هنا؟

أومأت برأسها مرة أخرى ثم ردت وهي تنظر له في جدية:
أيوه يا فندم مشتغلتش قبل كده، دي أول مرة أنا وأنا محتاجة أنخرط في أرض العمل، فكنت أتمنى إن المكتب يتيح ليا الفرصة دي، أنا طالعة بامتياز أربع سنين كلية حقوق جامعة الإسكندرية وكان مجموعي في الثانوية في الثانوية العامة يؤهلني دخول كليات علمية طبية.

استنكر أخر حديثها فسأل بحاجبين معقودين:
هيفرق في حاجة؟

"طبعًا يا فندم، المفروض تكون استدركت إني داخلة المجال حبًا فيه على عكس كتير بيدخلوه استخسارًا لمجموعهم."

_تمام يا أستاذة "منار" لكن ده ميفدنيش حتى الامتياز؛ لأن الواقع مختلف تمامًا، لو دخلتي مرافعة هتعرفي معنى كلامي.

استمعت لحديثه وقد راودها بعض القلق، فتابع قائلًا:
حضرتك ليه مفكرتيش تشتغلي علطول بما إنك شغوفة بالمجال على حسب كلامك.

ردت في بساطة قائلة:
مكنتش مستعدة.

_تمام، أنتِ أكيد مليتي الـ application، إحنا هنشوفه ومن خلاله هنرن عليكِ وبداية مبشرة إن شاء الله وأحب أطمنك إنك هتكوني مقبولة.

طالعته في امتنان وتوجهت للخارج من ثم ذهبت إلى بيت زوجها لتأخذ بعض متعلقاتها قاصدة أن تراه هناك، تعرف أن اليوم لن يكون بمكتبه؛ لذا تقصدت أن تذهب في نفس الوقت، وصلت لبيته وتمنت ألا يراها أحدًا
من عائلته، كان الأخر نائمًا وباقية العائلة ليست هنا، توجهت للأعلى نحو الشقة ومنها إلى غرفتهما، دخلت وفتحت الضوء، فوجدته مستلقيًا على سريره في غيبوبة من النوم، بنومة فوضوية، شعره مبعثر وعاري الجذع والفراش لا يغطي إلا جزءه السفلي، لم ترتسم
إلا الدهشة على ملامحها حينئذٍ؛ فهما في بداية ديسمبر المعروف بدخول فصل الشتاء بزمهريرها القارس، ألقت عليه نظرة مستاءة وبدأت تلملم أغراضها، وخلال جمعها لها في حقيبتها انتبهت لشيء، زجاجة خمر
ملقاة في الأرض ومتهشمة لقطع حادة صغيرة، يبدو أنه انتهى من احتسائها وألقاها متعمدًا كسرها، لم تعلق على فعله؛ فماذا كانت تتوقع بالأصل؟ هو "فرحات"، هذا ليس اسم، إنما أصبح لقبها على أي رجل"سام".. وقفت قبل أن تمشي وألقت عليه نظرة واحدة من الخارج وهُنا أدركت أنها كانت على صواب حين قررت أن تنفصل عنه؛ فطباعه وتفاصيله لن تتغير مهما حاول الجميع، هو يحتاج لمعجزة إلهية بالتأكيد، ثم خرجت تاركة كل شيء كما كان..

جنتل توكسيك مان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن