الجــ86ــزء

46 3 0
                                    

.. كريستال كانت منهارة ، منهارة لـ درجة أنها لا ترى ما أمامها ، و كأنها تعيش وسط حلم تريد الإستيقاظ منه ، و لكن الحقيقة المرة أنها تعيش الحقيقة ، و ليس حلمـا ، كانت تتمشى بالشوارع ك مجنونة ، لا تعرف أين تذهب ، أو ماذا ممكن أن تفعله لـ تطفئ تلك النار المشتعلة بـ قلبها ، لا يمكنها أن تتخيل أن من كانت تظن أنهم عائلتها الحقيقية ، فـ هم ليسوا كذلك ، ليسوا من نفس الدم و لا من صلبها ، هي فقط دخيلة على تلك العائلة ، كانت تشعر بـ الضياع ، تشعر أنها تحتاج لـ مكان يضمهـا و يجمع شتاتها ، و توجهت لـ طريقها ، طريق شخص واحد ، طريق أندريا ، لا تعرف كيف توجهت إليها ، أو لماذا ؟؟ ، لكن لم تكن هناك طريق أخر لـ تسلكها غير طريقها ، وصلت لـ منزلها و التعب واضح على جسدهـا الضعيف ، و بدأت ترن الجرس ، رنة تلو الأخرى ، هناك فتحت أندريا الباب ، إستغربت وجود كريستال أمام منزلها ، و مازاد إستغرابها و هي حالتهـا ، قالت ..
كريستال ؟؟
.. هناك كريستال سقطت على حضن أندريا و أغمي عليها ، مما جعل أندريا تمسكها بسرعة و تحملها بين ذراعيها ، و هي خائفة ، خائفة جدا ، أدخلتها لـ المنزل ، و وضعتها فوق الأريكة هناك ، و بدأت توقضهـا ..
كريستال ، كريستال
.. هنـاك كريستال فتحت عيناهـا تلقائيـا ، و التعب واضح على ملامح وجهها ، لـ تقول أندريا ..
أنتظري ، سـ أتصل بـ الدكتور
.. لـ تمسك كريس يدها و قالت بـ صوتها ..
لا ، لا داعي
.. لـ تقول أندريا ..
حسن ، سأجلب لك كأس ماء
.. ذهبت لـ المطبخ ، و جلبت لهـا الماء ، وجدتها جالسة و جلست بـ قربها و أعطتها الكأس ، إرتشفت منه القليل ، و أمسكته منها أندريا و وضعته على الطاولة ، و هناك سألتها ..
أخبريني ما بك ؟؟ ، و ما هاته الحالة التي أنتي بها ؟؟ ، هل إعتدى عليك أحد ؟؟؟
.. لـ تقول كريستال ..
لا ، لم يعتدى علي أحد ، بل الزمن الذي إعتدى علي يا أندريا
.. لـ تسألها أندريا ..
ما قصدك ؟ لم أفهم
.. لـ تقول كريستال ..
إنساي ، هل يمكنني البقاء معك هنا لـ أيام ؟؟
.. لـ تقول أندريا ..
و ماذا عن أهلك ؟ هل يعرفوا أنك هنا ؟؟
.. لـ تقول كريستال بسرعـة ..
ليسوا أهلي ، ليسوا أهلي ، لم يعد لي أهل
.. لـ تقول أندريا ..
لماذا تتحدثين هكذا ؟؟ ، ما الذي حدث يا كريستال ؟؟
.. حدقت بـ عيناها ، عيناهـا التي بهما الكثير من الحزن ، الكثير من الخيبة ، و الخدلان ، و قالت ..
إكتشفت اليوم أنني لست إبنتهم ، إكتشفت أنني لست منهم ، هل هناك صدمة أكبر من هذه ؟؟ أخبريني يا أندريا ، هل هناك صدمة أكبر من هذه لـ تدمرني ؟؟
.. لـ تقول أندريا ..
إهدئي ، إهدئي ، و إشرحي لي أكثر ، كيف إكتشفتي كل هذا ؟؟ ، و من أخبرك ؟
.. هناك حكت كريس كل شي لـ أندريا ، و كل ما حدث هذه الأيام ، و كيف إكتشفت هذا السر ...
.. لـ تقول أندريا ..
يا إلهي
.. لـ تقول كريستال ..
هل رأيتي ؟؟ ، من حقي أن أكون بـ هذه الحالة أليس كذلك ؟؟ ، من حقيي
.. لـ تقول أندريا ..
أجل ، من حقك ، أي شخص بـ مكانك كان سـ يشعـر بـ نفس شعورك ، لكن أظن أنهم ليس لهم ذنب
.. لـ تقول كريستال بسرعة ..
ليس لهم ذنب ؟؟ ، و ذنب من ؟؟ ، هل ذنبي أنا ؟؟ ، لماذا لم يخبروني الحقيقة منذ الأول ؟؟ ، لماذا ؟
.. لـ تقول أندريا ..
أظن لـ أنهم إعتبروك مثل إبنتهم الحقيقية ، أو لم يشاؤوا أن يخسروك ، ممكن أن يكون هذا عذرهم يا كريستال
.. لـ تقول كريستال بسرعة ..
لا ، ليس هناك عذر ، كان من الممكن أن يخبروني و أنا صغيرة ، كنت لـ أكبر و أنا أعرف حقيقتي ، أحسن من أن يتركوني هكذا حتى أكبر ، لأنني الأن حقا مصدومة ، مصدومة لدرجة أنني أتمنى أن يكون مجرد حلم ، حلم أريد الإستيقاظ منه يا أندريا

الكبريَــاء لعنَــــة !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن