" لا ليل يكفينا لنحلم مرتين." محمود درويشلا تدرك كم للوقت من فضل علينا إلا إذا ما توغلت في أعماق ذكرياتك في توق و حنين لماض سعيد فتعترضك متاهة الأوقات التعيسة.
الوقت دواء كل الأرواح التي فقدت قطعا منها في صراعها ضد الحياة.
لن توقن ذلك إلا عندما تتذكر إحدى أسوأ لحظاتك و لا تحس بشيء. عندها فقط تعرف أنك بالفعل تجاوزت مرحلة و بدأت أخرى.بالنسبة لي كان ذلك حينما وصلني بريد تعييني بكلية الطب بتونس. لا زلت أذكر كيف ارتعشت يداي لرؤيتي الظرف مختوما بطابع إدارة الكلية و بقيت أتأمله لدقائق مترددة إذا ما وجب علي فتحه و خوض تجربة فشلي الأخيرة مرة أخرى.
في الأخير بسملت و دعوت اللّه أن يكون خيرا.
" الترتيب:44/87
تقرير الإدارة: مقبول
المعدل..."لم أكمل، فقط صرخت و صرت أقفز. سمعت صوت أقدام يقترب في اتجاه غرفتي. لم يمر أكثر من دقيقة و إذا بغرفتي ممتلئة بأفراد عائلتي، وجوههم كلها حيرة و قلق.
جريت نحو أمي و احتظنتها و صرخت:
-نجحت! ماما نجحت! ابنتك ستصبح طبيبة يا ماما. سأصبح طبيبة العائلة و لن تحتاجوا إلى الذهاب إلى الطبيب بعد اليوم.
ضمتني أمي إليها و ربّتت على ظهري و همست لي:
-مبروك! أنا جدّ فخورة بك و سعيدة من أجلك. لقد أعدت لي الثقة في جدّية عملك.
سمعت أختي الصغرى تهنئني من وراء أمي ثم تعود أدراجها إلى غرفتها.لم يهنئني أحد ذلك اليوم غير مريم التي وجهت إلى صفاقس و التي هنئتها أيضا. لم أعر للأمر إهتماما لان اليوم نجحت و لا أريد لأفكار غبية كغياب الإهتمام من أن تعكر مزاجي.
حينها أدركت أنني تجاوزت فشلي و الصعوبات و مررت إلى مرحلة أخرى من حياتي
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Teen Fictionليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...