الأشخاص الذين لا يملّون منك، الذين يبقون بجانبك، الذين يرمون بكبريائهم ليطلبوا الاعتذار منك...حافظ عليهم لأنّهم عادة ما يكونون أبطال قصص خياليّة.
-ليلى أبعدي السكين!
-فقط قومي بما أمرتك!
-أ جننت؟ أبعدي السكين عن وجهي!
-لن أفعل حتّى تقومي بدورك من العمل.نظرت إليّ كمن يتّهمني بفقدان العقل بينما كلّ ما فقدته الصبر تجاهها. في مثل هذه اللحظات، أدرك مدى نعمة الإسلام عليّ و عليها لأنّي لو لم أكن لالتحقت بكبش الإضحى.
هزّت كتفاها باستفزاز و قالت:
-لا، أنت لست أمّي.
-لينا...أنا أحذّرك!
- لا أخافك.هذه الحمقاء سأ—
صبرا جميلا يا ليلى. صبرا جميلا.
تنفست عميقا، وضعت السكين على الطاولة و ابتسمت للينا و خاطبتها بهدوء:
-لينا، يا أعزّ أخت في العالم، ساعديني في تقطيع اللحم كما طلبت منك أمّك.
-أنت لم تساعديني في غسل الأواني رغم أنّ أمّي طلبت منك ذلك!
-لا تكذبي، أمّي لم تطلب منّي ذلك! أ أنا طرشاء حتّى تتحيّلي عليّ؟
-أتتهمنني بالكذب....يا كاذبة؟هذه الوقحة الصغيرة متى كبرت حتّى تكون لي ندّا و تتّهمني بالكذب؟
نزعت خفّي و رأيت عيناها تتّسعان من الرعب. ما إن انحنيت لأخذه حتّى سمعت خطاها تبتعد في إيقاع سريع.
لنرى من الكاذب.
لحقت ورائها بسرعة فيما صرخت بأقصى ما تسمح لها أحبالها الصوتيّة.
-لم تصرخين، أ أنت خائفة الآن؟
-ماما! ماما!اختفت لينا وراء أمّي التي كانت بطريقنا. حمتها أمّي بحضنها بين يديها كما تعوّدت طيلة العشرين سنة من حياتي.
صرخت بي أمّي:
-ليلى! أ جننت؟
-لم ترد القيام بنصيبها من العمل!
-قومي به وحدك إذا! ما شاء اللّه كبرت، لا تستحقين مساعدة أحد بالمطبخ. انظري إلى بنات الجيران تقمن بكلّ أعمال المنزل وحدهنّ.
-إذا فلتقم بها لينا وحدها!
رأيت لينا تخرج لسانها في شماتة من وراء أمّي.هذه المزعجة الصغيرة تتوسّلني لأبرحها ضربا!
صرخت فيها:
-سأقتلك!
زيّفت لينا الخوف و أمسكت بثوب أمّي أكثر مشيرة إليّ بسبّابتها و قالت:
-ماما!
-ليلى اتركي أختك الصغيرة و شأنها.
-حبّا باللّه، فارق السنين بيننا ثلاث سنوات فقط!
-أتظنين ثلاث سنوات قليلة؟
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Novela Juvenilليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...