ليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...
الأشخاص الذين لا يملّون منك، الذين يبقون بجانبك، الذين يرمون بكبريائهم ليطلبوا الاعتذار منك...حافظ عليهم لأنّهم عادة ما يكونون أبطال قصص خياليّة.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
-ليلى أبعدي السكين! -فقط قومي بما أمرتك! -أ جننت؟ أبعدي السكين عن وجهي! -لن أفعل حتّى تقومي بدورك من العمل.
نظرت إليّ كمن يتّهمني بفقدان العقل بينما كلّ ما فقدته الصبر تجاهها. في مثل هذه اللحظات، أدرك مدى نعمة الإسلام عليّ و عليها لأنّي لو لم أكن لالتحقت بكبش الإضحى.
هزّت كتفاها باستفزاز و قالت: -لا، أنت لست أمّي. -لينا...أنا أحذّرك! - لا أخافك.
هذه الحمقاء سأ—
صبرا جميلا يا ليلى. صبرا جميلا.
تنفست عميقا، وضعت السكين على الطاولة و ابتسمت للينا و خاطبتها بهدوء: -لينا، يا أعزّ أخت في العالم، ساعديني في تقطيع اللحم كما طلبت منك أمّك. -أنت لم تساعديني في غسل الأواني رغم أنّ أمّي طلبت منك ذلك! -لا تكذبي، أمّي لم تطلب منّي ذلك! أ أنا طرشاء حتّى تتحيّلي عليّ؟ -أتتهمنني بالكذب....يا كاذبة؟
هذه الوقحة الصغيرة متى كبرت حتّى تكون لي ندّا و تتّهمني بالكذب؟
نزعت خفّي و رأيت عيناها تتّسعان من الرعب. ما إن انحنيت لأخذه حتّى سمعت خطاها تبتعد في إيقاع سريع.
لنرى من الكاذب.
لحقت ورائها بسرعة فيما صرخت بأقصى ما تسمح لها أحبالها الصوتيّة.
-لم تصرخين، أ أنت خائفة الآن؟ -ماما! ماما!
اختفت لينا وراء أمّي التي كانت بطريقنا. حمتها أمّي بحضنها بين يديها كما تعوّدت طيلة العشرين سنة من حياتي.
صرخت بي أمّي: -ليلى! أ جننت؟ -لم ترد القيام بنصيبها من العمل! -قومي به وحدك إذا! ما شاء اللّه كبرت، لا تستحقين مساعدة أحد بالمطبخ. انظري إلى بنات الجيران تقمن بكلّ أعمال المنزل وحدهنّ. -إذا فلتقم بها لينا وحدها! رأيت لينا تخرج لسانها في شماتة من وراء أمّي.
هذه المزعجة الصغيرة تتوسّلني لأبرحها ضربا!
صرخت فيها: -سأقتلك! زيّفت لينا الخوف و أمسكت بثوب أمّي أكثر مشيرة إليّ بسبّابتها و قالت: -ماما! -ليلى اتركي أختك الصغيرة و شأنها. -حبّا باللّه، فارق السنين بيننا ثلاث سنوات فقط! -أتظنين ثلاث سنوات قليلة؟