الإختلاف لا يفرض و لا يرفض

2.9K 167 23
                                    

"اجعل أصدقائك قريبين منك و لكن أعدائك أقرب"(مثل انجليزي لم اجد مماثله بالعربية فترجمته)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"اجعل أصدقائك قريبين منك و لكن أعدائك أقرب"
(مثل انجليزي لم اجد مماثله بالعربية فترجمته)

"اجعل أصدقائك قريبين منك و لكن أعدائك أقرب"(مثل انجليزي لم اجد مماثله بالعربية فترجمته)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وجدت نفسي بنهاية اليوم جالسة بمقعد مقابل لعزيز بأحد المطاعم الفاخرة. كنت سأرفض و أعود للمبيت الجامعي لكنه أصرّ و ألحّ و كما قلت، لست بالشخص الذي يتقن الحوار و يستطيع فرض رأيه.
لذلك ها أنا بمديعتي البيضاء و حذاء المستشفى الغريب و وجهي التعب و حجابي الغير معدّل بين جموع من السيدات الأنيقات في فساتينهن التي تكاد تصرخ المبلغ الهائل الذي خزن بالبنوك تحت أساميهن و كذلك الرجال الذين يرتدون بذلا يفوق ثمنها راتب أبي.

لم أكن لأولي ذلك اهتماما لو لم أحس بالحقد في نظرات الكل ما دفعني للبحث عن أسبابه. اتضح أن السبب هو هندامي المتواضع. لم يثر ذلك ازعاجي لأن ميدعتي البيضاء هي الشيء الوحيد الذي يشعرني بالفخر بنفسي.

أحسست بعصافير بطني تزقزق ما صرفني عن دوامة الأفكار التي وقعت بها و بادرت عزيز الحديث:
-أين الطعام الذي وعدتني به؟ أكاد أموت جوعا.
ابتسم عزيز و أشار إلى خلفه و قال:
-آت قريبا، أرجو أنك لا تمانعين أني طلبت من أجلك دون أن أسئلك.
-لا يهم.
-أنت غريبة أطوار.
-هذا ما أنعتك به في ذهني أيضا. و لكن لماذا تعتقد أني كذلك؟
-حسنا، اممم...أنت سريعة شرود الذهن، أنت متقلبة المزاج احيانا تفقدين عقلك و تتصرفين كالمجنونة و أحيانا باردة الأعصاب لا تصدر عنك ردة فعل طبيعية. أوه، أيضا لديك تصرفات غريبة. أعني من يأخذ أحدهم إلى غرفة الموتى أو يصطدم به و يطلب اعذارا؟

لم يخطئ في حكمه حقيقة. سمعت عشرات يخبروني بنفس الشيء عن ذاتي. و لكن اكتشافه لذلك دون معرفتي شخصيا أزعجني مما أجبرني على النفي بقولي:
-فقط لأننا التقينا مرتين، كلاهما كان يوما صعبا بالنسبة لي لا يعني أن هذا يعكس حقيقتي. لا يمكنك الحكم على شخص في أسوأ حالاته. على أيّة حال لا يهمني رأيك الشخصي تجاهي و حتى إن كان الأمر كذلك لن يتغير شيء. نحن لن نلتقي ثانية و لا أظنك تريد معرفة الكثير عني.
-و إذا كنت أريد...أن أعرفك أكثر بقليل؟
فاجائني ذلك قليلا و وجدت ذلك الدفأ يعود إلى قلبي من جديد. لم أعرف ماذا أقول، لذلك لجأت إلى الحجة الكلاسيكية التي استعملتها منذ الصغر. الحجة التي ألجأ كلما دعاني أحدهم للعب، للحفلات، للتسوق و اللقاءات.
أجبته:
-لا أظنك تستطيع، أنا منشغلة. أريد التركيز على دراستي. أيضا، نحن عالمين مختلفين لن يفهم أحدنا الآخر.
-ماذا إذا حاولت؟
-لماذا تحاول؟ ما الذي تريد تحقيقه؟
- إعجابك، أريد تحقيق إعجابك لأنك تعجبيني.
-أنت لا تعرفني! التقينا مرتين!
-لذلك أريد أن أعرفك...
-ولكن لا أعرفك!
-تستطيعين سؤالي ما تريدين.
-قلت أنني غريبة أطوار و مزاجية!
-و قلت لي أن ذلك ليس من أنت. لكن لا أمانع لو كنت. حقيقة كان هذا ما شد انتباهي و أثار إعجابي الأكثر.
-و لكن...و لكن...
-لماذا تعارضين بشدة؟ أعطيني سببا مقنعا.
-نحن مختلفان.
-و متى كان الإختلاف مشكلا؟
-و متى لم يكن؟
-و كيف عرفت أننا مختلفين؟
-المطعم الفاخر كشفك.
-أليس هذا ما اعتدت عليه؟ ألست طالبة طب؟
-تظن أنني حصّلت اختصاصي بمجهود من عائلتي؟ أن عائلتي ثرية كفاية لتتكفل بدفع عشرات الدروس الخصوصية؟ أعرف أنّ هذا حال غالبية الطلبة من زملائي و لكن هناك العديد، مثلي، الذين عولوا علي جهدهم الفردي و كلهم ينحدرون من عائلات ميسورة الحال.

قلوب لطيفة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن