بعد عشاء لطيف حيث، و للمرّة الأولى، تناقش ثلاثتنا في مواضيع مختلفة دون أن ترمقني العمّة سناء بنظرات محبطة توجّهنا إلى غرفتنا.
ما أن فتح عزيز الباب، جريت و قفزت على السرير ملتمسة الراحة لظهري المسكين.
من بعيد رأيت عزيز يذهب إلى خزانته و يأخذ ثيابا مريحة.
عندما بدأ بفتح أزرار قميصه، جلست في مكاني و صرخت:
-ماذا تظنّ أنّك فاعل؟أشار بسبّابته إلى نفسه بحيرة وقال:
-أنا؟بلعتُ ريقي و قلتُ:
-و من غيرك؟ أنا...أنا لا أرتاح لرؤية شخص يغيّر ملابسه أمامي!ضحك عزيز و بدأ يخطو نحوي إلى أن بات أمامي. ببطء نزل إلى مستواي بجلوسه على ركبتيه و قال:
-أنا لست أيّ شخص يا ليلى...كنت سأتحاذق ثانية و لكنّه إقترب كثيرا حتّى كاد أنفه أن يلامس أنفي. أحسست بنفسه على وجنتاي. في وقت ما، وجدت يده طريقها إلى رقبتي و أمسكت بظهرها.
حرارة جسمي بدأت ترتفع في الحال. رئتاي كالغبيّتان توقّفتا عن العمل و قطعتا أيّ مصدر للطاقة عن جسدي ممّا جعل قلبي يضخّ بنسق أعلى ليعوّض النقص.
دوم..دوم... دوم..دوم... دوم..دوم!
هذا لا يجوز! هذا لا يجوز!
ما الذي لا يجوز؟ أن يلمسك زوجك؟ أن يحبّك؟ أن يغيّر ملابسه بنفس الغرفة؟ هل تمزحين؟
صمتت أمام قوّة المنطق لضميري و رفعت نظري إلى عزيز. لم لا أزال أتردّد بتطوير علاقتنا؟
أنا متأكّدة تماما من أنّي أحبّه و من أنّ ما أفعله لا يغضب خالقي، فلم التردّد؟ألست أقتله ببرودي العاطفيّ؟
كأنّما لها عقل، تحرّكت يدي و نزعت شعر عزيز من أمام وجهه. لم تعد لمكانها بعد ذلك، بل أمسكت خدّه بلطف و رسمت عليه دوائر تهدّىء من شوق روحه.
إبتسم و حضنني إليه. وضع رأسه على كتفي و همس في أذني:
-لا أريد أن أحرم من عبيرك مهما حدث.زادني ذلك إحمرارا و خجلا و لكن لم يمنعني من أن أحاصره بين يديّ في حضن ضيّق.
فقدتُ القدرة على التفريق بين أفكاري و أقوالي فلم أنتبه إلاّ بعد قولي له:
-كم هو جميل وجود أحد تحبّه بهذا القرب.لم يعلّق على ذلك، إكتفى فقط بوضع قبلة على رقبتي.
بعد دقائق، ترك أحدنا الآخر. و للمرّة الأولى، لم أمانع عندما نزع عزيز قميصه ليكشف عن جسد مصقول أكثر من المنحوتات الرومانية بمتحف باردو. الفرق الآخر هو كون هذه العضلات حقيقيّة و لي حقّ لمسها دون أن أسجن بدعوة تدمير الإرث الوطني.
****
إستيقضت في الصباح لأجد يديّ ملتفّة حول خصر عزيز بطريقة تعبّر عن "نقص الحنان" بشدّة. عوض أن أبتعد، فاجئت نفسي بوضع رأسي على صدره.
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Teen Fictionليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...