كنت جالسة أمام الحاسوب أطالع القاموس الطبي في إنتظار عودة عزيز. للمرّة الأولى منذ أيّام لم نعد إلى المنزل سويّا.
تعالت إلى مسمعي قهقهات العمّة سناء مع صديقاتها و حديثهم الصاخب الذي لم يخلو من نميمة عنّي. هذا إذا إعتبرنا الأمر نميمة بما أنّني أسمع.
وجدت نفسي أكتب ملاحظات لا معنى منها. تركيزي مشتّت كثيرا و لن ينفع جلوسي أمام الكتب مهما طال.
تفقّدت هاتفي لأجده فارغا من التنبيهات من كلّ التطبيقات. تنهّدت و قرّرت أنّه يجدر بي الإطمئنان على عائلتي.
هاتفت أمّي و إنتظرت إنتهاء الرنين. رفعت السمّاعو و قالت:
-آلو؟فرحت لسماع صوتها و أدركت كم إشتقت إليها.
-ماما! إنّها أنا ليلى!
-ليلى؟ آه ليلى! كيف حالك؟
-بعافية! كيف حالك أنت و لينا؟ كيف حال لجين و أطفالها؟ كيف حال أخي و زوجته؟-الحمد للّه، الكلّ بخير. كيف حال دراستك؟ لازلت متفوّقة؟
-كما عهدتني!
-و عزيز؟ أ هو جيّد معك؟إحمرّ وجهي لعدم إعتيادي الحديث مع والدتي عن هاته الأشياء و قلت:
-أفضل ممّا أتمنّى. إذا كان هناك مشكل فهو—
- سأذهب ليلى، سأخاطبك لاحقا!لم تترك لي حتّى الفرصة لتوديعها. كم مضى من يوم دون أن نتحدّث؟ إمتلأت عيناي بالدموع و لكن مسحتها كارهة ضعفي.
وضعت هاتفي على الطاولة و عدت إلى حاسوبي محاولة التركيز مع المصطلحات دون جدوى.
تنهّدت و فتحت الفايسبوك.
ّإمتلأ حائطي بصور أصدقائي و هم في نزه أو بالتربّص يتباهون بميدعتهم البيضاء أمام الآخرين. يا لهم من أطفال!نزلت أسفل أكثر ضجرا حتّى وقع نظري على ما يثير الإهتمام.
ياسمين ياسمين و ياسين محمودي الآن أصدقاء.
هكذا إذا؟
بسرعة ضغطت على إسمها و بعثت إليها رسالة.
ياسمين!
لم تردّ عليّ رغم وجودها.
أ تتحدّثين مع ياسين؟
رأيت فقّاعة الحديث تظهر ثمّ تختفي و تعود. في النهاية أرسلت إجابة.
أ أخبرك؟
لا...
كيف عرفت؟
حدس.
تردّدت قليلا ثمّ أضفت.
ياسين لا يحبّ المطاردات.
إثر ذلك سمعت هاتفي يرنّ. أجبت مباشرة مدركة أنّها ياسمين.
-ياسين لا يحبّ المطاردات؟!
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Teen Fictionليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...