لا تطلب يد إحداهنّ بعيد إضحى

2K 141 47
                                    


أتعرف ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة؟ ذلك تماما ما أشعر به و أنا جالسة حذو عائلتي بما فيهم لجين و ولديها الصغيرين، محمّد أمين و بهاء، و ياسر و زوجته الفضوليّة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


أتعرف ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة؟ ذلك تماما ما أشعر به و أنا جالسة حذو عائلتي بما فيهم لجين و ولديها الصغيرين، محمّد أمين و بهاء، و ياسر و زوجته الفضوليّة.

مقابلنا، جلس عزيز و عائلته. كان يشارك هو و أبوه نفس البسمة بينما يشارك أخوه و أمّه نفس النظرة الحادّة.

حاول أبي التخفيف من حدّة الهدوء و توجّه لهم بالكلام، مشيرا إلى المرطّبات و العصير الذي قدّمته أمّي:
-تفضّلو يا جماعة، البيت بيتكم.

أخذ كلّ منهم القليل من المرطّبات و كأس عصير في نفس الوقت الذي اقترب منّي ياسين و همس في أذني:
-من هؤلاء؟ أصدقاء بابا؟
-كيف لي أن أعرف؟
لينا التي كانت بحذوه، سمعت كلامه و ابتسمت ابتسامة لا تبشّر بالخير و قالت:
-أنا أستطيع أن أخبرك، هذا الشاب خاطبني الأسبوع الماضي و طلب مني عنوان المنزل لكنّي رفضت، لكن إتّضح لي أنّ مريم أخبرته لأنّها سألتني أمس—

قاطعتها قبل أن تتغوّل في التفاصيل:
-أقسم باللّه يا لينا، إذا لم تخرسي سأقصّ لسانك و أذب— آوه!
أمسكت ساعدي الذي قرصته أمّي و نظرت لها بتعجّب لتنظر لي نظرة الأمّ العربية الكلاسكية. تلك النظرة التي تخاف عودة الضيوف إلى منزلهم كأنّما كتب في عيون والدتك "سترى ما سأفعل بك عند انفرادي بك"
نظرت أمامي من الخوف لأرى عزيز يحاول كتمان ضحكه و كمن لا علم له بما رأى.


تحدّث أبي مرّة أخرى مخاطبا والد عزيز:
-سأحاول أن أصوغ كلامي بطريقة طيّبة لأنّني لا أريد أن أكون وقحا لكن، أهناك سبب لزيارتكم؟ أعني أنا لا أعرفكم...

ابتسم والد عزيز و عدّل ربطة عنقه ليظهر أكثر أناقة في بذلته الراقية. استوى في جلسته و نحنح حنجرته ليقول كلاما غير مفهوم و على وجهه بان الاعتذار.

تكلّم أخ عزيز لأوّل مرّة و قال:
-أبي يتأسّف لأنّه لا يستطيع التحدّث إلاّ بالتركية. الحقيقة وراء مجيئنا هو طلب يد ليلى لعزيز.

إحمرّ وجهي لا إراديّا خجلا و ركّزت على المزهاريّة حتّى أتفادى نظرات الدهشة من عائلتي. أظنّ أنّ وجنتيّ و أذنيّ احترقتا.

أفقد عقله؟ ألم يفهم كلمة ممّا قلت؟ أنا لم أتحدّث البربريّة!

سمعت بهاء يسأل خائفا:
-ماما، سيأخذون يد خالتي ليلى! سيقطّعونها كالخروف مثل ما فعل بابا؟

قلوب لطيفة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن